باب من كان لا يقصرُ عن الخمسين صلاة وكيف هي
وبه قال: وحدّثنا محَمَّد، قال أحمد بن عيسى: ما أحب أن أقصر عن الخمسين صلاة. فقلت له: وكيف الخمسون صلاة؟
قال: ثمان قبل الظهر، وأربع الظهر، وثمان بعدها، وأربع العصر، وثلاث المغرب، وأربع بعدها، وأربع العشاء، وثمان صلاة الليل، وثلاث الوتر، وركعتي الفجر، وركعتي الفريضة، ثم قال أحمد بن عيسى: هذا عن عَليّ -عليه السلام- وعن زيد.(1/235)
باب من كان يصلي إذا زالت الشمس ثمان ركعات
وبه قال: أخبَرَنا محَمَّد، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: حدّثني أبوجعفر، قال: كان أبيْ علي بن الحسين-عليه السلام- يُصَلِّي إذا زالت الشمس ثمان ركعات.
قال محَمَّد: حضرتُ أحمد بن عيسى توضأ للظهر قبل زوال الشمس، ثم جلس يتحدث، حتى قيل له: قد زالت الشمس، فتوجه إلى القبلة، فصلى ثمان ركعات أربعاً، أربعاً لا يفصل بينهن، كل ركعتين بتسليم، ثم قال لي: أذِّن وأقم، فأذنت وأقمت، فأردت أن أقوم عن يمينه فجذبني، ثم قال: صلِّ بي أنت فإني أنا أسهو، فلم يدعْنِي حتى صلّيت به وصلينا جميعاً، ثم صلى ركعتي السنة بعدالظهر وهو قاعد، وصلى ركعتين أُخريين، ثم صلى أربعاً قاعداً ولم يفصل بينهنَّ بتسليم.
وبه قال محمد: رأيت أحمد بن عيسى صلى بعد صلاة الظهر ركعتي السنة وركعتين بعدهما، وأربع ركعات بعد ذلك لم يفصل بينهن بتسليم، ثم جلس ما شاء الله، يسبح ويذكر الله تعالى ويدعو، ثم انحرف عن القبلة فلم يزل يتحدث ويذكر شيئاً من العلم وغير ذلك، حتى قيل له: قد دخل وقت العصر، وكان ذلك بعدَ قامةٍ من الزوال فقال لي: أذِّن وأقم، فأذنت وأقمت. ثم قال لي: تقدم فصل بنا جميعاً.(1/236)
باب من كان يتطوع بالنهار أربعاً أربعاً
وبه قال محمد: رأيت أحمد بن عيسى يصلي بالنهار أربعاً أربعاً، فقلت له: تصلي صلاة النهار أربعاً أربعاً، أوْ ركعتين ركعتين؟ فقال: أربعاً أربعاً.
فقلت: لاتفصل بين كل ركعتين بتسليم؟ قال: لا. وهكذا كان عَليّ -عليه السلام- يفعل.
باب من كان يتطوع بالنهار والليل مثنى مثنى
وبه قال محَمَّد: كان عبد الله بن موسى يصلي صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، وكذلك قال قاسم بن إبراهيم.
قال محمد: سألت أبا الطاهر عمَّا يأخذ به في التطوع بالنهار؟ فقال: مثنى مثنى.
قال محمد: أيهما فعلتَ فحسن
باب صلاة الليل كم هي
وبه قال: حدّثنا محَمَّد، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر يقول: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي من الليل في شبابه وقوته سبع عشرة ركعة، حتى إذا كبر وثقل صلى ثلاث عشرة ركعة.
وبه عن أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن أبي جعفر قال: كان أبي يصلي أربع ركعات بعد العشاء، يفصلهنَّ يحسبهنَّ من صلاة الليل، ثم يقوم من آخر الليل فيصلي أربعاً، ثم يوتر.(1/237)
باب صلاة الضحى وفضل التطوع
وبه قال: وحدّثنا محَمَّد، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: سألت أبا جعفر، عن صلاة الضحى؟ فقال: إنما كان بِدْؤُها أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لما قدِمَ المدينة، قال: ((صلاةٌ في مسجدي هذا أحبُّ إليَّ من ألف صلاةٍ فيما سواه إلاَّ الكعبة)).
قال: فكانت الأنصار إذا زارت النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أو جاءَ الرجلُ منهم من ضَيعَته إلى المدينة صلى فيه، فأبصر الناس الأنصار يُصَلُّونَها، فصلوها. فأما رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، فَلَم يُصَلِّها إلاَّ يوم افتتح مكة، فإنَّه صلاَّها يومئذ ركعتين، ثم قال: ((استأذنت ربي في فتح مكة، فأذِنَ لي فيها ساعةً من نهار، ثم أقفلها ولم يُحِلَّها لأحدٍ قبلي ولا يُحِلُّها لأحدٍ بعدي، فهي حرامٌ ما دامت السماوات والأرض)).
وبه عن أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، عن القاسم بن عوف قال: قلت لعلي بن الحسين: ما تقول في صلاة الضحى؟ قال: حين ترمِضُ الفصال.
قال محمد: ترمض الفصال. هي هذه الفصلان الصغار، تكون مع الإبل حين تُرمِضُها الشمس.
وبه قال: حدّثنا أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: قال لي أبوجعفر: قال عَليّ بن أبي طالب -عليه السلام-: (يا بُنَيَّ، إني لا أنهاكم عن الصلاة.إن الله لايعذب على الحسن، ولكن يعذب على السيء).
قال محمد: كان إدريس بن محَمَّد وغيره يصلي صلاة الضحى على أنها تطوع.(1/238)
باب من كان يُصَلي بأهله بالليل في شهر رمضان(وغيره)
وبه قال: حدّثنا محَمَّد، قال: حدّثني عبد الله بن موسى، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الحسن: أنه كان يصلي بأهله في منزله بالليل في شهر رمضان نحواً مما يُصَلي في المساجد التراويح.
وبه قال محَمَّد: وقال عبد الله بن موسى: من أدركت من أهلي كانوا يفعلونه.
وقال قاسم بن إبراهيم: أنا أفعله. يعني يصلي بأهله، وليس هو شيء مؤقت.
باب عزائم سجود القرآن
وبه قال: حدّثنا محمد، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر يقول: العزائم أربع: (الم تنزيل السجده، والنجم، وحَم السجدة، واقرأ باسم ربك الذي خلق).
قال: وسائرهنَّ، إن شئت فاسجد، وإن شئت فلا.
وبه قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن محمد، عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر يقول: إنما السجدة على من أنصت لها واستمعها.
وبه قال: حدّثني أحمد، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: سمعت أبا جعفر يقول: إذا قرأت السجدة وأنت راكب، فاسجد حيث كان وجهك، وإن كنت ماشياً فقرأتها فاسجد.(1/239)