باب ما يصنَعُ من يَخرُج يومَ النَّحرِ إلى الْمُصَلَّى
وبه قال: حدّثنا محمد، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- أنه كان يمشي حافياً يوم النحر.
وعن أحمدبن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد قال: خرجنا مع زيد يوم أضحى، فدعى بماء فأفاض عليه ثم لم يطعم شيئاً، حتى خرج فكبر، ويقول في تكبيره: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاَّ الله، والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، والحمدلله على ما هدانا)، وزادفيه حين بدأ (الله أكبر على مارزقنا من بهيمة الأنعام)، ثم قطعَها حين أقبل حتىجلس، فخرج الإمام، فأذَّن المؤذن وأقام، ثم صلينا، فلما انصرف صلى بعدها أربع ركعات لم يفصل بينهن، فسألته عن ذلك؟ فقال: إني لم أقْتَدِ به، لأنه أذَّن وأقام، وليس فيها أذانٌ ولاإقامة.
باب من قال لاجُمعَة ولاتَشرِيق إلاَّ في مِصرٍ جامع
وبه قال: حدّثنا محَمَّد، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر، عن التشريق والجمعة في السواد؟ فقال: لاتشريق ولاجمعة إلاَّ في مِصرٍ وجماعة الناس.(1/230)
باب التكبير أيام التشريق وخروج النساء في العيدين
وبه قال: حدّثنا محَمَّد، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- قال: لما بعثني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى اليمن قال لي: ((يا عَليّ، كبّر في دُبرِ صلاة الفجر في يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق. صلاة العصر)).
وبه قال: حدّثني أحمد، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر يقول: كبر أيام التشريق في دُبِرِ كلِّ صلاة.
وبه قال: أخبرني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم قال: قول عليٍّ: يكبر من أيام التشريق من غداة يوم عرفة، إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق)، وقد قال عبد الله بن مسعود وابن عباس خلاف ذلك، وكل ذلك حسن واسع، وأعجَبُهُ إلينا: ما جاء عن عَليّ -عليه السلام- والتكبير أن يقول: (الله أكبر الله أكبر لا إله إلاَّ الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد).
قال محمد: الذي نأخذ به في التكبير قول عَليّ -عليه السلام-:من غداة يوم عرفة الى آخر أيام التشريق. يكبر دبر صلاة العصر، ثم يقطع، فذلك ثلاث وعشرون صلاة، وصفة التكبير،كما قال قاسم بن إبراهيم. كذلك سمعنا، عن عَليّ -عليه السلام-.
وتكبير أيام التشريق على الرجال والنساء من صلى في جماعة وغيرها.(1/231)
وبه قال: حدّثنا محَمَّد بن راشد، عن إسماعيل بن أبان، عن غياث، عن جعفر، عن أبيه قال: التكبير أيام التشريق على الرجال والنساء، من صلى في جماعة، ومن صلى وحده.
وبه قال: حدّثني حمزة بن أحمد، عن عمِّه، عيسى بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمد قال: خلط عَليَّ قوم من أصحابنا في شيء من أمر الحج. قال: فاستأذنت على جعفر بن محَمَّد فأُدخِلتُ عليه. قال: قلت: إن قوماً من أصحابنا خلطوا عليَّ في شيء من أمر الحج. قال: فقال لي: أليس قد أدركت أباك وسمعتَ منه؟ قال: قلت: بلى.
قال: ورأيت خالك محَمَّد بن عَليّ وسمعت منه، ورأيت خالك زيد بن علي، وسمعت منه؟
قال: وعدّد عَليّ رجالاً من أهلنا. قال: كل ذلك أقول، بلى. قال: فقال لي: فانظر إلى ما سمعت منهم فخذ به، وما سمعت من غيرهم فارم به تَهْتَدِ.
وبه قال محَمَّد: سمعت أبا الطاهر العلوي يذكر قال: إذا سمعت حديثين وثبتا عندي حديث، عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وحديث، عن عَليّ-عليه السلام- أخذت بالحديث الذي عن عَليّ؛ لأنه كان أعلم الناس بآخرِ ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وبه عن أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: ذكرت لأبي جعفر خروج النساء قال: ليس عليهن خروج إلاَّ في العيدين، فإنهنَّ قد كُنَّ يؤمرن بالخروج في العيدين.
قال محمد:كنَّ يؤمرن إذ ذاك والناس علىغير ماهم عليه اليوم من الفساد، فأما اليوم فلاينبغي لهنَّ أن يخرجن(1/232)
باب تكبير صلاة العيدين
وبه قال: حدّثنا محَمَّد، قال: أخبرني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم: في تكبير صلاة العيدين الفطر والأضحى: قد اختلفوا في ذلك، وفيه اختلاف عن أهل البيت، وكلٌ واسع إن شاء الله، إلاَّ أن الأكثر على سبع وخمس، وتواصل بين القراءتين.
قال محَمَّد: تكبير صلاة العيدين، عندنا سبع وخمس، اثنا عشر تكبيرة، في الفطر والأضحى سواء، يبتدئ الإمام، فيُكبِّر تكبيرة الافتتاح، ثم يقرأ: الحمد لله، وسبِّح اسم ربك الأعلى، أو غيرها إن أحب ذلك، ثم يكبر تكبيرةً ثانية، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لاشريك له، أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم، إني أسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً، وجعلته لمحمد ذِكراً وذُخراً ومزيداً أن تصلي على محَمَّد عبدك ورسولك أفضل ما صلّيت على أحد من خلقك، وأن تصلي على جميع ملائكتك ورسلك، وأن تغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. اللهم، إني أسألك من خير ما سألك المرسلون، وأعوذ بك من شر ما استعاذ منه المرسلون، ثم يكبر الثالثة حتى يكبر سبع تكبيرات، يركع بالسابعة، مع تكبيرة الافتتاح، ثم يقوم فيقرأ الحمد، وهل أتاك حديث الغاشية أو غيرها، ثم يكبر خمساً يركع بالخامسة، ويدعو بين كل تكبيرتين كما وصفت لك. سمعنا نحو هذا الدعاء، عن أبي جعفر، محَمَّد بن على أنه قال: قال عَليّ: هكذا علمني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.(1/233)
وبه عن عثمان بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون قال: أخبرنا فرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يكبر في العيدين اثنتي عشرة تكبيرة، سبعاً في الأولى وخمساً في الأخيرة.
وبه قال: حدّثنا محَمَّد بن إسماعيل، عن وكيع وأبي يحيى الحماني، عن عبد الله بن عبد الرحمن ين يعلى الطائفي، عن عمروبن شعيب، عن أبيه، عن جده: (أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كبر في عيد اثنتي عشرة تكبيرة، سبعاً في الأولى وخمساً في الأخيرة، ولم يصل قبلها ولا بعدها).
باب من كان إذاخرج في عيد ثم أخذ في طريق لم يرجع فيه
وبه قال: أخبَرَنا محَمَّد، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن محَمَّد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: قال لي أبوجعفر: (كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا خرج في عيدٍ فأخذ في طريق لم يرجع فيه).
قال محمد: أحسِبُه -عليه السلام- أحَبَّ أن يذكر الله في هذا الطريق وفي هذا.
وبلغني عن عَليّ بن الحسين: أنه كان يذكر الله إذا مشى في طريق، فإن سها عن بعض خُطاه، رجع حتى يذكر الله فيما كان سها عنه.(1/234)