باب الدعاء بعد ركعتي الفجر وغير ذلك
أخبرنا محمد، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- أنه كان إذاصلى الركعتين قبل الفجر، وكان لايصليهما حتى يطلع الفجر، يتكئ على جانبه الأيمن، ثم يضع يده اليمنى تحت خدِّه الأيمن مستقبل القبلة، ثم يقول: (استمسكت بعروة الله الوثقى التي لاانفصام لها، واعتصمت بحبل الله المتين، أعوذ بالله من شرّ شياطين الإنس والجن، أعوذ بالله من شرّ فسقة العرب والعجم، حسبي الله، توكلت على الله، ألجأت ظهري إلى الله، طلبت حاجتي من الله، لاحول ولا قوّة إلاَّ بالله، اللهم اجعل لي نوراً في قلبي، ونوراً في قبري، ونوراً في سمعي، ونوراً في بصري، ونوراً في لساني، ونوراً في شَعَري، ونوراً في بَشَري، ونوراً في لحمِي، ونوراً في دمي، ونوراً في عظامي، ونوراً في عصبي، ونوراً من بين يديَّ، ونوراً من خلفي، ونوراً عن يميني، ونوراً عن شمالي، ونوراً من فوقي، ونوراً من تحتي، اللهم عظِّم لي نوراً. ثلاثاً).
وبه قال: حدّثنا أبو كريب، عن ابن أبي زائدة، عن أشعث، عن الزهري قال: كان شاب من الأنصار خلف النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فكلما قرأ آية قر أها. فنزلت: ?وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?[الأعراف:204].(1/210)
باب الركوع وما ذكر فيه
وبه قال: أخبَرَنا محمد، قال: حدّثنا يوسف بن موسى، عن عبد الله بن موسى، عن إبراهيم بن الفضل، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إذا ركع أحدكم فليضع يديه على ركبتيه، ثم يمكث حتى يطمئن كلّ عظم في مفاصله، ثم يسبح ثلاث مرّات، فإنه يسبح الله من جسده ثلاثة وثلاثون وثلاثمائة عظم، وثلاثة وثلاثون وثلاثمائة عرق، وإذا سجد فليُسبح ثلاثاً، فإنه يسبح الله عزّ وجلّ من جسده مثل ذلك)).
وبه قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، عن شريك، عن خارجة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ((أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان إذا ركع سوّى ظهره حتى لو صُبّ عليه ماء لاستنقع)).
وبه قال: حدّثنا أبو كريب، عن ابن أبي زائدة، عن حارثة بن محمد، عن عمرة، عن عائشة قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يركع، فيضع يديه على ركبتيه، يتجافى بعضديه من غير أن يزيل كفيه عن ركبتيه).
وبه قال: حدّثنا أبو كريب، عن وكيع، عن إسماعيل بن رافع، عن رجل، عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال لرجل: ((إذا ركعت فضع يديك على ركبتيك، وافْرِج بين أصابعك)).
وبه قال محمد: وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ((لاتجزي رجلاً صلاةٌ لايُقيم فيها ظهره في الركوع والسجود)).(1/211)
وبه قال: وقال محمد بن علي: إذا لم يقف حتى يرجع كلّ عضوٍ منه إلى موضعه لعنه كلّ عضوٍ منه.
وبه: عن أبي كريب، عن ابن أبي زائدة، عن ليث،عن مجا هد قال: لاتقنع رأسك مع ظهرك.
قال (محمد بن منصور): يريد لا ترفع رأسك في الركوع منه، ?مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ?. الإقناع: رفع الرأس.
وبه قال: حدّثنا محمد بن جميل، عن محمد بن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد قال: أتى رجلٌ عَليّاً -عليه السلام- فقال: يا أمير المؤمنين، أقرأ القرآن في الركوع والسجود؟
فقال عَليٌّ -عليه السلام-: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((نُهيت أن أقرأ القرآن في الركوع والسجود، فإذا ركعتم فعَظِّموا الله)).
وبه قال محمد: إذا ركع الرجل فمكَّن راحتيه من ركبتيه، ولم يسبح شيئاً، أجزأه ذلك.بلغنا عن عَليّ بن أبي طالب -عليه السلام- وغيره أنها تجزيه.
وبه قال محمد: وإذا كان ذلك غير عمد منه، لجهل منه بالتسبيح، استغفر الله، ولم يَعُد لمثل ذلك.
وقال في الرجل يسهو فينْحَطَّ من ركوعه إلى سجوده، ثم يذكر بعد ما سجد أنه لم يرفع رأسه من ركوعه، أَحبُّ إلينا أن يُعِيدَ. لقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لاتجزي صلاةٌ من لا يُقيم فيها صُلبَه في الركوع والسجود)).
وبه قال: وقد ذكر، عن يحيى بن آدم، أنّه قال: تجزيه صلاته، ويسجد سجدتي السهو.(1/212)
باب السجود وما ذكر فيه
به قال: حدّثنا محمد، قال: حدثنا أبو كريب، عن يحيى بن أبي زائدة، عن حارثة بن محمد،عن عمرة، عن عائشة قالت: كان النبي -صلّى الله عليه وآله وسلَّم- يسجد فيضع يديه غير مفترشهما تجاه القبلة، ويتجافى بِعَضُدَيه حتى إني أنظُر إلى بياض إبطَيْه من خلف ظهره.
وبه قال: حدّثنا أبو كر يب، عن حفص، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إذا سجد أحدكم فليعتَدل، ولا يفترش ذراعيه كما يفترش الكلب)).
وبه قال: حدّثنا أبو كريب، عن ابن أبي زائدة، عن عكرمة بن عمار قال: حدّثني عاصم أراه ابن شميخ، قال: رأيت أبا سعيد الخدري إذا سجد جافى بمرفقيه حتى أرى بياض إبطيه.فقال رجل معي: هكذا يصنع أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وبه قال: حدّثنا محَمَّد، قال: حدّثنا محَمَّد بن جميل، عن محَمَّد بن فضيل، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، قال: مرَّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على إنسانٍ ساجد لايضع أنفه على الأرض فقال:((من صلى صلاةً لايُصيب الأنف منها ما يصيب الجبين لم تقبل صلاته)).(1/213)
وبه قال:حدّثنا محَمَّد بن جميل، عن سفيان بن عُيينه، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: (أُمِرَ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يسجد على سبعة أعظم، ونهى عن كف الشعر والثياب: اليدين، والرجلين، والركبتين، والجبهة). ووضع سفيان يده على جبينه وأنفه وقال: هذا واحد.
وبه قال:حدّثنا عبّاد، عن مخلَد بن يزيد، عن معقل بن عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة: أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان يسجد على الشعر والصوف.
وبه قال: حدّثنا أبوكريب، عن يحيى بن أبي زائدة، عن مُقاتل بن بشير، عن شريح بن هاني، قال: سألتُ عائشة، عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقالت: ما رأيته متَّقِياً للأرض بشيء قطّ إلاَّ يوماً كان فيه مطر فأ لقينا تَحتَه بتاً. تعني نطعاً، كأني أنظر إلى خرق منه ينبعث منه الماء.
وبه قال: حدّثني أبوكريب، عن ابن أبي زائدة، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير قال: صلى بنا ابن عباس المغرب على طِنْفسة قد طبقت البيت.(1/214)