اللهم، ترحم على محمدٍ وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم، تحنن على محَمَّد وعلى آل محمد، كما تحننت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم، سلم على محَمَّد وعلى آل محمد، كما سلَّمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).
فإن أعجلَتْ رجلاً حاجة، فله أن يقطع التشهد من حيث يقول: أشهد أن لا إله إلاَّ الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور قال: حدّثنا عَليّ ومحمد ابنا أحمد بن عيسى، عن أبيهما في السّور التي فيها السجدة هل يقرأها الرجل في الفريضة؟
قال: قرأ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلَّم- ?الم، تَنزِيلُ? (السجدة)، في صلاة الفجر، وقرأ عَليّ -عليه السلام- (سورة والنجم) في صلاة الفجر، فلمَّا قرأ السجدة في آخر السورة سجد، ثُمّ قام فقرأ ?إِذَا زُلْزِلَتِ الأَْرْضُ?[الزلزلة:1]، ثُمّ كبر وركع، ولا نرى بقراءة السورة التي فيها السجدة في الفرض بأساً.
وبه قال محمد بن منصور: لا بأس بقراءة السجدة في الفريضة، وتَسجُد بها، وغيرها أحبّ إليّ؛ للإجماع.(1/140)
باب في إقامة الصف في الصلاة
وبه قال: حدّثنا محَمَّد بن منصور، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- قال: (أفضل الصفوف أولها، وهو صف الملائكة، وأفضل المقدّم ميامِنَ الإمام). قال: وقال رسول اله -صلى الله عليه وآلله وسلم-: ((إذا قمتم في الصلاة فأقيموا صفوفكم، والزَمُوا عواتِقَكُم، ولا تدعوا خللاً فيتخلّلَكم الشيطان، كما يتخلل أولادَ الحذف)).
وقال محمد: قال أحمد بن عيسى: يعني أولاد المعزى. (غنم صغار تكون بمكة).
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور قال: حدثني أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال سمعت أبا جعفر يقول: أُقيمت الصلاة العشاء الآخرة، فابتدر الناس الصف الأول، فازدحموا إليه، قال: فالتفت إليهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: ((أقيموا صفوفكم، ولا تَخَالَفوا، فيُخَالِف الله بين قلوبكم)).
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثنا عبد الله بن داهر، عن عمرو بن جميع، عن جعفر، عن أبيه، عن جده -عليهم السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((فضل ميامن الصفوف على مياسرها كفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده)).(1/141)
باب من صلى وحده خلف الصف
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- قال:صلى رجل خلف الصفوف، فلمّا انصرف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((هكذا صلّيت وحدك ليس معك أحد))؟
قال: نعم. قال: ((فأعِدَ الصلاة)).
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني يوسف بن موسى، عن عبدالرحمن بن مغري، قال: حدّثنا السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن وابصة بن معبد، قال:صلى رجل خلف رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- فقام وحده في خلف الصف، فلما قضى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الصلاة، نظر إليه فقال: ((يا مصلي وحده هلاّ كنت دخلت في الصف، فإن لم تجد فيه سَعةً أخذت بيد رجل وأخرجته إليك. قم فأعد الصلاة)).(1/142)
باب فيما يقال، عند الركوع والسجود
وبه قال: حدّثنا محَمَّد بن منصور، قال: حدّثنا علي بن حكيم، عن شريك، عن أبي عمر، عن أبي جحيفة، أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- رفع رأسه من الركوع فقال: ((سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملئ السماوات، وملئ الأرض، وملئ ماشئت من شيء بعد)).
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني عَليّ ومحمد ابنا أحمد بن عيسى، عن أبيهما قال: يرفع يديه في تكبير الركوع، ثُمّ يركع فيقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده) ثلاثاً فما فوقها، وإن شاء ترك قوله (وبحمده)، وكلّه واسع ثُمّ يستوي من الركوع قائما ويرفع يديه، ويقول: (سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملئ السماء، و ملئ الأرض، وملئ ما بينهما من شيء بعد)، ثُمّ يكبر ويسجد ويقول في سجوده (سبحان ربي الأعلى وبحمده) ثلاثاً فصاعدا، ويقول بين السجدتين: (ربّ اغفر لي وارحمني، واجبرني، وارفعني). فإذا فرغ من قراءة فاتحة الكتاب، وقال: ?وَلاَ الضَّالِّينَ?. إن شاء قال: (آمين)، وإن شاء ترك. كلّ ذلك واسع لاحرج فيه.
وبه قال: أبو جعفر، وقال أحمد بن عيسى أمّا أنا فأتركه.
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا حفص بن غياث، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن صله بن زفر، عن حذيفة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله(1/143)
وسلم- يقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده) ثلاثاً، وفي سجوده (سبحان ربي الأعلى وبحمده) ثلاثاً.
قال محمد بن منصور: الذي نأخذ به في الفرائض، التجريد كما سمعنا. يقول في الركوع (سبحان ربي العظيم)وفي السجود: (سبحان ربي الأعلى)، وإذا رفع رأسه من الركوع قال: (ربنا لك الحمد)،لم يزد على ذلك شيئاً. وبين السجدتين لا يقول شيئاً. بذلك نأخذ، وإن أخذ إنسان ببعض ماروي فهو جائز.
باب السهو في الصلاة
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن عَليّ عليه السلام قال: صلى بنا رسو ل الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الظهر خمس ركعات، فقال له بعض القوم: يارسول الله، هل زيد في الصلاة شيء؟ قال: ((وما ذاك))؟.
قال: صلّيت بنا خمس ركعات قال: فاستقبل القبلة، فكبَّر وهو جالس، وسجد سجدتين، ليس فيهما قراءة ولا ركوع، ثُمّ سلم. وكان يقول:((هما المرغمتان)).
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن محمدبن بكر، عن أبي الجارود، قال:سمعت أبا جعفر -عليه السلام- يقول: (صلى رسول الله -صلّى الله عليه و آله وسلَّم- الفجر بالناس، فصلّى ركعة ثُمّ انصرف). قال: فقام رجل يقال له (ذو الشمالين) فقال: يارسول الله، أنسيت أم رفعت الصلاة؟ قال: ((وما ذاك، يا ذا الشمالين))؟(1/144)