وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثنا أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود، قال: حدّثنا أبوجعفر-عليه السلام-، قال: دخلنا على جابر، ونحن يومئذ شباب نبتغي العلم، فقلت: إنّ قومنا أماتو الصلاة، فأخَّرُوا الظهر، وأخّروا العصر.
فقال: صلّوا في بيوتكم، ولتكن صلاتكم معهم تقيَّة.
وبه قال: محمد بن منصور قلت لأحمد: تصلّي خلف من يخالفك، وخلف من يعمل بمعصية؟
فقال: أمّا أنا فلا أُصلِّي إلاَّ خلف رضيٍّ موافق، ولكني لا أُضلِّل من صلى خلفه، لما روي.
باب من كره الصلاة خلف المملوك والأعرابي والمكفوف
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن أبي جعفر، أنه كره أن يصلي خلف المملوك والأعرابي والمكفوف.
قال محمد: قلت لأحمد بن عيسى، تصلي خلف الأعرابي؟
فكره الصلاة خلفه. وقال: أعرابي في البادية، ولعلَّه لا يُحسن القراءة.(1/135)
باب من رخص في الصلاة خلف المملوك والمكفوف
قال محمد: سألت أحمد بن عيسى، عن الصلاة خلف المملوك، إذا كان عفيفاً؟، فلم يرَ به بأساً، وقال: هو جائز.
وبه قال: حدّثنا محَمَّد بن منصُور، قال: حدّثني جعفر، عن قاسم بن إبراهيم، قال: الأعمى والمملوك تجوز إمامتهم في الصلاة، إذالم يُعرف واحدٍ منهم بريبَة.
وبه قال: وسألت أحمد بن عيسى، عن الصلاة خلف المكفوف؟ فلم يَرَ بهِ بأساً.
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن أبي جعفر، وسئل عن ولد الزنا؟
فقال: هو شرّ الثلاثة عندنا، حتى يبلغ الحِنث.. والحنث أن يجري عليه وله، فإذا بلغ ذلك، فقرأ كتاب الله عز وجل، وفَقِهَ في دين الله كان منّا، فقلنا: أنقتدي به؟
قال: نعم، ويباع نسمة.
قال محمد: يباع نسمة، إذا كان من وليدتك، فأما الّلقيط فلا هو حر، ومعنى هو شرّ الثلاثة: إذا عمل بمثل عمل والديه، وإلا فهو حرّ. رجل من المسلمين.(1/136)
باب كيف يبتدئ الصف خلف الإمام
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدّثني أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- قال: أتينا رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- أنا ورجل من الأنصار فتقَدمَنا -عليه السلام-، وخَلَّفَنَا خلْفَه، يصلّي بنا، ثُمّ قال: ((إذا كان اثنان، فليقم أحدهما عن يمين الآخر)).
باب فيمن لا يؤتم به في الصلاة
وبه قال: حدّثنا محَمَّد بن منصور، قال: حدّثني عَليّ بن أحمد بن عيسى، عن أبيه: فيمن دخل مع من لا يؤتم به في صلاته، كيف ينبغي له أن يصنع؟
قال: يجعل صلاته معهم تطوعاً، إلاَّ صلاة العصر والفجر، فإنه لا يتطوع بهما معهم، لأنه لا صلاة بعد صلاة الفجر، حتى تطلع الشمس، ولا بعد صلاة العصر، حتى تغرب الشمس، فإذا ابتُلِي رجل بذلك، فليدخل معهم بلا قراءة، ولاتسبيح ولا افتتاح.
قال محمد: قال أحمد بن عيسى: إن الإمام هو وافد القوم إلى الله، فأما أنا فلا أحب أن يكون وافدي إلى الله من ليس على رأيي ومذهبي، ولا أقول إنّ من صلّى خلف من يقيم أحكام الصلاة، وإن كان مخالفاً لأهل العْدل في رأيه، ليست له صلاة وليس له تضعيف صلاة الجماعة. من قِبَل أني إنما أَنقْم على المخالف الناصب أحداثه التي أحدَثَها، فأقول: لا تقبل صلاته، لتلك الأحداث، وأما صلاته إذا أتى بها بتمام ما أمرَ(1/137)
به من أحكامها وسننها، فلا يجوز أن يقال: إنك لم تقمها لأحداثك التي أحدثت، لأنَّا إن قلنا للإمام المخالف إنك لم تتم الصلاة، وقد أتمها كنَّا غير قائلين بحق، وإن قلنا: إن تمامها ليس منه بتمام، فنذهب إلى أن نقول لم يؤمر الإمام المحدث بالصلاة فهو قد أمر بها، فإذا أُمِرَ بها بأحكامها وتمامها، فأقامها على ما وُصِفَ له،لم يجز لنا أن نقول لم يتمها وقد أتمها. لكنَّا نقول: إنها غير مقبولة منه، لأجل أحداثه، وإن كان قد أتمها، فإذا كان من خَلْفَ هذا الإمام المخالف على حق، ومذهب صحيح، وهو تارك للحدث الذي نقمه على إمامه، فقد أجزأ عنه الصلاة إن شاء الله. غير أن الاحتياط عندنا، أن يصليها الرجل لنفسه في أوَّل الوقت بتمام أحكامها، وإن هو صلاها خلف من لا يثق به في دينه، افتتح الصلاة ونواها لنفسه، وسبّح وكّبَّر، وتشهد، ينوي بها لنفسه.
قال محمد: قال أحمد: فأما إذا كان إمام القوم موافقا لأهل الحق على مذهبهم، فإني أرى الفضل في حضور الجماعة، ولا أرى التخلف عنها إلاَّ لعذر يعذر الله عليه عبده.(1/138)
باب التشهد
وبه قال: حدّثنا محمد بن منصور، قال: حدثني عَليّ بن أحمد بن عيسى، عن أبيه في التشهد قال: إن شاء تشهد بتشهد عبد الله، وهو مما علمه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهو: ((التحيات والصلوات والطيبات لله، السلام عليك أيُّها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محَمَّداً عبده ورسوله)). ثُمّ تدعو بعد ذلك بأحسن ما يحضرك. وإن شاء قال: في أول جلسة: (بسم الله والحمد لله، والأسماء الحسنى كلها لله، أشهد أن لا إله إلاَّ الله (وحده لاشريك له)، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)، ثُمّ ينهض، ثُمّ يقول في الجلسة الثانية: (بسم الله والحمد لله، والأسماء الحسنى كلُها لله، والصلوات الطيبات الطاهرات الزاكيات الناعمات السابِغَات الغاديات الرائحات المباركات، ما طاب وطهُر وزكا وخلُص ونما فلله، أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، أرسله بالحقِّ بشيراً ونذيراً بين يَدَيِ الساعة، ليُظهِرَه على الدين كله، ولو كره المشركون، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومَن يَعْصِهِ فقد غَوى. أشهد أنك نعم الرب، وأن محمداً نعم الرسول. اللهم، صل على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. اللهمَّ، بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.(1/139)