باب في حق الصلاة والتغليس بالفجر
وبه قال محمد: كان عبد الله بن موسى يغلس بالفجر جداً.
وبه قال: أخبرني عبد الله بن موسى، عن أبيه موسى أنه كان يترصد الفجر في مكان مرتفع، فلما طلع الفجر وتبينه أذن، ثم دخل البيت فركع ركعتي الفجر، ثم أقام، وتقدم بنا، فقرأ البقرة وآل عمران.
قال عبد الله: ثم خرجت فرأيت النجوم.
قال محمد: وكذلك كان أحمد بن عيسى يغلِّس بصلاة الفجر.
وبه قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمد بن عَليّ، عن عَليّ -عليه السلام- قال: نظر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى رجل يصلي وهو ينظر إلى رجل، فأمره أن يعيد، فقال: يارسول الله، قد أتممتها.(1/90)
وبه قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصيني، عن بشر بن عمارة الخثعمي، قال: أخبرني الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إن العبد إذا توضأ فأبلغ في الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، فأحسن القراءة فيها، وأتمَّ ركوعها وسجودها حتى ينصرف منها، قالت له الصلاة: حفظك الله كما حفظتني، وصعد بها الملك إلى الرب تبارك وتعالى، ولها ضوء فتشفع لصاحبها، وإذا أساء وضوءها وركوعها وسجودها والقراءة فيها، قالت له الصلاة: ضيَّعك الله كما ضيعتني، وصعد بها الملك، وعليها ظلم تغلق دونها أبواب السماء، ثم تلف كما يلف الثوب الخلق، ويضرب بها وجهه)).
وبه قال: حدثنا سفيان بن وكيع، عن زيد بن حباب، عن موسى بن عبيدة قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه عن عَليّ -عليه السلام- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: ((يا عَليّ، مثل الذي لا يتم صلاته كحبلى حبلت، فلما دنا نفاسها أسقطت، فلا هي ذات حمل، ولا ذات ولد، ومثل المصلي كالتاجر لا يخلص له ربحه، حتى يأخذ رأس ماله، كذلك المصلي لا يقبل الله له نافلة، حتى يؤدي الفريضة)).
وبه قال: حدثنا عباد بن يعقوب، عن المحاربي، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ((مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمس اغتسالات)).(1/91)
وبه قال: حدثنا محمد، عن إسماعيل بن موسى، عن عيسى بن يونس، عن عبيد الله بن عمر، عن سعد بن سعيد، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- جالساً في المسجد ناحية، ورجل يصلي، فصلى، ثم أتى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فسلَّم عليه فقال: ((وعليك.ارجع فصل فإنك لم تصل)).
فعاد، فصلى، ثم أتى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فسلم عليه فقال: ((وعليك. ارجع فصل فإنك لم تصل)).
فقال الرجل في الثالثة: أوفي التي تليها؟ فعلَّمني يارسول الله.
قال: ((إذا افتتحت الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة، فكبِّر ثم اقرأ ما تيسَّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)).
وبه قال: حدثنا محمد بن جميل، عن محمد بن فضيل، عن عَليّ بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال: كنت فيمن أتى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقلت: لأنظرنَّ صلاة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، كيف يصلي، فرأيته حين كبر، رفع يديه حتى حاذى بأذنيه، ثم ضرب بيمينه على شماله فأمسكها، فلما أراد أن يركع رفع يديه، ثم ركع، فوضع يديه على ركبتيه، ثم رفع رأسه، فرفع يديه، ثم سجد(1/92)
فجعل يديه نحواً مما كان في التكبير، فلما جلس افترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى في فخذه الأيسر، ووضع مرفقه الأيمن على فخذه الأيمن، ثم عقد ستين، ثم حلق، ثم جعل يشير بالسبابة.
وبه قال: حدثنا محمد بن جميل، عن ابن فضيل، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: كنَّا في المسجد عند أبواب كندة، فدخل رجل يصلي، فجعل لا يتم الركوع والسجود، فلما قضى الصلاة، دعا به حذيفة، فقال: منذ كم أنت تصلي هذه الصلاة؟.
قال: منذ أربعين سنة.
فقال: ما صليت منذ أربعين سنة، ولو مت وأنت تصلي هذه الصلاة، لمت على غير الفطرة التي فطر الله عليها محمدا -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وقال: إن الرجل يخفف الصلاة، ويتم الركوع والسجود.
وبه قال: حدثنا إسماعيل بن موسى، عن شريك، عن إسماعيل، عن الحسن قال: لما نزلت هذه الآية: ?إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ?[العنكبوت:54].
قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من صلى صلاة فلم تنهه عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد بها من الله إلاَّ بعداً)).(1/93)
باب ما ذكر فيمن تهاون بالوقت
وبه قال حدثني أحمد بن عيسى، عن حسين بن علوان، عن أبي خالد، عن زيد، عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((صلوا الصلاة لوقتها، فإن ترك الصلاة عن وقتها كفر)).
وبه قال: أخبَرَنا محمد، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن عَليّ، عن آبائه، عن عَليّ -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ((إنه سيأتي على الناس أَئِمّة بعدي يميتون الصلاة كميتة الأبدان، فإذا أدركتم ذلك، فصلوا الصلاة لوقتها، ولتكن صلاتكم مع القوم نافلة، فإن ترك الصلاة عن وقتها كفر)).
وبه عن أحمد بن عيسى، عن محمد بن بكر، عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر إن كرينا ربما قال: لا تنيخوا هاهنا في المكان الوعث، فنمسي بالصلاة.
فقال: لا عليك أن تؤخرها، أتضر كرِّيك أتريد أن تعقر به، ربما كان المكان الوعث المنكر، فلا بأس أن تؤخرها حتى تجد مكاناً سهلاً.(1/94)