وذهب قوم إلى أن السعي ليس بمسنون وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل ذلك وأمر به أصحابه ليري المشركين جلدهم وهذا لامعنى له لأنه روي أنه / 112/ صلى الله عليه وآله وسلم فعله في حجة الوداع والمشركون قد حرم عليهم دخول مكة وبدددوا وزالوا وأيضاً فلو كان كذلك لاختلف العدد ولكان يسعى من ثلاثة ومن أربعة وغير ذلك فلما تظاهرت الأخبار بأنه سعى ثلاثة ومشى أربعة علم أنه سنة.
72 خبر: وعن جابر قال: كنا نستلم الأرركان كلها.
73 خبر: وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الركن بمحجن.
74 خبرر: وعن صفية بنت شيبة مثله.
75 خبر: وعن سويد بن غفلة ويعلى بن لمية أنه كان يستلم الأركان.
76 خبر: وعن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طاف بالبيت على بعيره فكان إذا أتى إلى الحجر الأسود أشار إليه.
77 خبر: وعن عبدالله بن السائب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول مابين الركنين: ?ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار?.
78 خبر: وعن ابن عباس قال: إذا حاذيت به يعني البيت فكبر واذكر الله وادع وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
79 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما طاف تقدم إلى المقام مقام إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ: ?واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى?.
80 خبر: وعن الزهري قال: ماطاف ررسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسبوعاً إلا صلى هاهنا ركعتين يعني عند المقام.
81 خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إذا قضى طوافه فليأت مقام إبراهيم صلى الله عليه فليصل ركعتين.
82 خبر: وعن يعقوب بن زيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأ في ركعتي الطواف: ?قل يا أيها الكافرون. وقل هو الله أحد?.(1/226)


83 خبر: وعن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهم السلام قال: يستحب أن يقرأ الحمد وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد.
84 خبر: وروي عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرأهما في ركعتي الطواف.
85 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قرأ في ركعتي الطواف الحمد وقل هو الله أحد في الأولى وفي الثانية بالحمد وقل يا أيها الكافرون.
86 خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن علي عليه السلام قال: يستلم الحجر حين يخرج إلى الصفا.
87 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى الركن فاستلمه.
88 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( لولا أن أشق على أ/تي لنزعت ذنوباً أو ذنوبين )).
89 خبر: وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( ماء زمزم لما يشرب له )).
90 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن ررسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرب من ماء زمزم.
91 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر قال: ثم خرج يعني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدما رجع إلى الركن فاستلمه وخرج من باب /113/ الصفا إلى الصفا فلما دنى منه قرأ: ?إن الصفا والمروة من شعائر الله? أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حيث يرى البيت فاستقبل الكعبة ووحد الله وكبره ثم دعا ثم نزل إلى المروة حتى أنصبت قدماه إلى بطن الوادي حتى إذا مشى حتى أتى على المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا.
92 خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سعى في بطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة.
93 خبر: وعن نافع، عن ابن عمر مثله.
قال المؤيد بالله قدس الله روحه: لاخلاف أن السعي بينهما سبعة يبدأ بالصفا ويختم بالمروة والحد الذي يهرول فيه من عند الميل الأخضر المعلق في الجدار إلى أول السراجين.(1/227)


94 خبر: وعن عكرمة قال: وقفت مع الحسين بن علي عليهما السلام فكان يهل حتى أتى جمرة العقبة فقلت: يا أبا عبدالله ما هذا؟ قال: كان أبي يفعل ذلك. قال: وأخبرني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعل ذلك. قال: فرجعت إلى ابن عباس فأخبرته، فقال: صدق، أخبرني أخي الفضل بن العباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبى حتى انتهى إليها وكان رديفه.
95 خبر: وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبى حتى مر بجمرة العقبة.
96 خبر: وعن عبدالله بن مسعود وأسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثله.
وأبو حنيفة والشافعي يوافقاننا في هذه الأخبار، وذهب مالك والإمامية إلى أنه يقطع التلبية يوم عرفة، واستدلوا بماروي عن أسامة قال: إني كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية عرفة فلم يكن يزيد على التكبير والتهليل. ولاحجة لهم في هذا الخبر إذ لم ينص على أنه قطع التلبية بعرفة فالمراد بالخبر أنه لم يشتغل بشيء سوى ذكر الله وأنه كان يلبي مع التكبير والتهليل.
97 خبر: وعن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن علي عليه السلام أنه جمع بين الحج والعمرة فطاف لها طوافين وسعى سعيين ثم قال له: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه فعل.
98 خبر: وعن عمرو بن الأسود عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: إذا قرنت بين الحج والعمرة فطف طوافين واسع سعيين.(1/228)


دل على أنه يجب أن يطوف القارن ويسعى لعمرته قبل طوافه وسعيه لحجته وأنه ينوي ذلك ويجب عليه وذهب الشافعي إلى أنه يجزيه طواف واحد، واستدل بماروي عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( من جمع بين الحج والعمرة كفاه طواف واحد وسعي واحد )). وبما روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( طوافك يجزيك لحجك وعمرتك )). فنقول: إ،ه قد روي الحديث موقوفاً على ابن عمر وأن من رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد أخطأ على أنه يحتمل أن يكون مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: طواف واحد. بصفة واحدة وكذلك حديث عائشة يحتمل أن يكون أراد أن الطواف للعمرة كالطواف للحج على أنه قد قيل أن عائشة لم تكن قارنة وأنها أفردت الحج ثم أفردت العمرة من التنعيم ومما يدل على صحة قوقلنا: قول الله تعالى: ?وأتموا الحج والعمرة لله? وتمام الحج أن يطاف ويسعى له، وتمام العمرة أن يطاف ويسعى لها.
99 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما قدم مكة طاف طواف القدوم. وفي حديث /114/ أبي موسى: أحسنت طف بالبيت وبالصفا والمروة.
دل على وجوب طواف القدوم وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( خذوا عني مناسككم )) يدل على وجوبه وفعله بيان لمجمل واجب وهو قول الله تعالى: ?ولله على الناس حج البيت? وأمره أيضاً يقتضي الوجوب إلا ماخصه الدليل، وافقنا مالك وأبو ثور وذهب أبو حنيفة إلى أنه ليس بواجب وقال: هو سنة. وحكي عن الشافعي أنه قال: ليس بنسك وأنه كالتحية للمسجد.
100 خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: أول مناسك الحج أول ماتدخل مكة تأتي الكعبة فتمسح بالحجر الأسود وتذكر الله وتطوف.
فدل على أنه نسك وهو رأي أهل البيت عليهم السلام.
101 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه اعتمر ثلاث عمر كل ذلك لايقطع التلبية حتى يستلم الحجر.(1/229)


وذهب قوم إلى أنه يقطع التلبية قبل ذلك واستدلوا بماروي عن عائشة أنها كانت إذا نظلت إلى خيام مكة قطعت التلبية والأثر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى ولاخلاف في أن المعتمر يعمل مايعمل الحاج المفرد من الطواف والسعي وركعتي الطواف.
102 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما فرغ من السعي قال: (( من كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة فحلق الناس وقصروا إلا من كان معه هدي )). وفي الحديث أنهم أحلوا وقصروا.
103 خبر: وفي حديث جعفر، عن أبيه، عن جابر، قال: فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى وأهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بنا الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والصبح ثم مكث قليلا ثم سار.
104 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه نزل بعرفة فصلى بها ثم ارتحل إلى الموقف يعني صلى الظهر أو صلاة الظهر والعصر.
105 خبر: وعن ابن عباس موقوفاً: من وقف ببطن عرنة فلا حج له.
106 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وغربت الصفرة قليلا.
107 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه وقف بعرفة داعياً ومهللا إلى أن وجبت الشمس.
108 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه أفاض من بعد ماغابت الشمس وذهبت الحمرة قليلا وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكف راحلته حتى أن رأسها يصب رجلها ويقول: السكينة السكينة أيها الناس.
109 خبر: وعن ابن مسعود أنه قال: ما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلبي إلى أن أتى جمرة العقبة إلا أن يخلط ذلك تكبيراً أو تهليلا.
110 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين المغرب والعشاء الأخرة بمزدلفة بأذان واحد وإقامتين.(1/230)

46 / 152
ع
En
A+
A-