[النجاسات]
34. ـ خبر : وروي أن وفد ثقيف لما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرب لهم قُبَّة في المسجد، فقالوا: يارسول الله، قومٌ أنجاس. فقال رسول الله: (( إنه ليس على الأرض /5/ من أنجاس الناس شيء، إنما أنجاس الناس على أنفسهم )).
35. ـ خبر : وروي عن أبي ثعلبة الخُشَني قال: قلت يارسول إنَّا بأرض أهل الكتاب، أو نأتي أرض أهل الكتاب فنسألهم آنيتهم، فقال: (( اغسلوها ثم اطبخوا فيها )).
36. ـ خبر : وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استعار دُرُوع صفوان بن أمية.
قلنا: استدل مخالفونا على أن المشرك والخنزير نجاستهما نجاسة حكم وذم للمشرك، واستدلوا بهذا الخبر، وبخبر وفد ثقيف، ولاحجة لهم بهذا؛ لأنه لم يرو أنه صلى في شيء من الدُّروع، وأما ثقيف فلم يرو أنهم مسوا المسجد برطوبة، وجوابه لأصحابه في قولهم: قوم أنجاس؟ بقوله: (( إنما أنجاس الناس على أنفسهم )). تقرير لقولهم: إنهم أنجاس. وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغسل الإناء من ولوغ الكلب يُبْطل قولَ من قال: إن نجاسته نجاسة حكم لاغير.
37. ـ خبر : وروي عن أبي هريرة قال: لقيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا جُنُب، فمد يده إليَّ، فقبضت يدي عنه وقلت: إني جنب. فقال: (( سبحان الله إن المسلم لاينجس )).
38. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( لابأس بأبوال الإبل والبقر والغنم وكل شيء يحل أكل لحمه إذا أصاب ثوبك )).
39. ـ خبر : وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( ما أُكل لحمه فلابأس ببوله )).
40. ـ خبر : وروي عن أنس أن ناساً من عُرَينَة قدموا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اشربوا من ألبانها وأبوالها )) ـ يعني الإبل ـ.(1/11)
41. ـ خبر : وروي عن أنس قال: قدم ناس من عُرَينَة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة، فاجْتَوَوْها فقال: (( لو خرجتم إلى ذودٍ لنا فشربتم من ألبانها )). قال: وذكر قتادة أنه حفظ عنه: وأبوالها.
42. ـ خبر : وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مر بقبرين، فقال: (( إنهما ليعذبان ومايعذبان في كبير، أحدهما كان لايتنزه من البول، والآخر كان يمشي بالنميمة )). وروي: (( إنه كان لايستبري أو لايستنزه من بوله )).
43. ـ خبر : وروي عن عمار بن ياسر، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أغسل ثوبي من نخامة، فقال: (( إنما تغسل ثوبك من البول والغائط والمذي والماء الأعظم والدم والقيء )).
44. ـ خبر : وروي عن طارق بن سويد الحضرمي، قال: قلت يارسول الله إن بأرضنا أعناباً نعتصرها، أفنشرب منها؟ قال: (( لا )). قال: فراجعته. فقال: (( لا )). فقلت: يارسول الله، إنا نستشفي بها من المرض. قال: (( ذلك داء وليس بشفاء )).
45. ـ خبر : وروي عن عبدالله بن مسعود أنه قال: لم يجعل الله شفاكم فيما حَرَّم عليكم.
46. ـ خبر : وروي عن عبدالله بن المغفل قال: كنا نؤمر أن نصلي في مرابض الغنم، ولانصلي في أعطان الإبل، فإنها خلقت من الشياطين.
47. ـ خبر : وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في البحر: (( هو الطهور ماؤه والحل ميتته )).
48. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام قال: أتي رسول الله بجفنة قد أُدِمَت، فوجد فيها خُنْفُساة أو ذبابة، فأمر به فطرح، ثم قال: (( سموا وكلوا فإن هذا لايحرم شيئاً )).
49. ـ خبر : وروي عن سلمان قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن كل طعام وشراب وقعت فيه دابة فماتت وليس لها دم فهو الحلال أكله وشربه /6/ ووضوءه )).(1/12)
50. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( إذا سَقَط الذباب في إناء أحدكم فامقلوه فيه، فإن في احد جناحيه داء وفي الآخر دواء )).(1/13)
[جلود الميتة]
51. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( لاينتفع من الميتة بشيء )).
52. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لاينتفع من الميتة بإهاب ولاعَصَب )). فلما كان من الغد خرجتُ أنا وهو، فإذا نحن بسخلة مطروحة على الطريق، فقال: (( ماكان على أهل هذه لو انتفعوا بإهابها )) ؟ فقلت: يارسول الله، أين قولك بالأمس؟ فقال: (( ينتفع منها بالشيء )).
قلنا: كأنه أراد به التذكية، أو عَنَى به الشيء الجاف، الذي لايلصق. ذكره المؤيد بالله قدس روحه.
53. ـ خبر : وروي عن عبدالله بن عُكَيْم قال: قُرِيءَ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن بأرض جُهَيْنة قبل موته بشهر، وروي بشهرين، وأنا غلام شاب: (( ألاّ تنتفعوا من الميتة بإهاب ولاعَصَب )).
54. ـ خبر : وروي عن جابر بن عبدالله أنه قال بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ جاءه ناسٌ فقالوا: يارسول الله، إن سفينة لنا انكسرت، وإنا وجدنا ناقة سمينة ميتة فأردنا أن نَدْهَن بها سفينتنا، وإنما هي عود على الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لاتنتفعوا من الميتة بشيء )).
احتج مخالفونا بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أيما إهاب دُبِغَ فقد طهر )).. وبما روي: (( هلا انتفعتم بإهابها )).(1/14)
قلنا: معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أيما إهاب دُبِغَ فقد طهر )) يريد إذا كان ذكياً يُطَهَّر من الدَّم والفرث والرائحة الكريهة. ومعنى قوله: (( هلا انتفعتم بإهابها )) هو: هلا ذكيتموها، وانتفعتم بإهابها، وليس الدِّباغ بأبلغ من الطَّبخ، فلو كان الدباغ يُطَهِّر الإهاب لطهر الطبخ اللحم، فإن قيل: لم خص الإهاب دون اللحم، فإذا أراد بقوله: (( هلا انتفعتم بإهابها )) بعد التذكية، فَلِمَ لم يقل: هلا انتفعتم بلحمها، وإهابها. قلنا: لأنها ماتت من مرض، والمريض يُعاف، ويحتمل أن يكون عَرَف من حال أهلها أنهم يعافون لحمها.
واحتجوا بحديث عائشة وحديث سودة زوجتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولايعمل على ماروي عنهما، لأن عائشة شاكة فيه، لأنه روي أنها سُئِلَت عن جلد الميتة، فقالت: لعل دباغها يكون طهورها. فشَكَّت فيه. وأما سودة فيمكن أن يكون حديثها منسوخاً؛ لأنه روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قد كرهها لسنها، وكانت وهبت يومها لعائشة. وخبر عبدالله بن عُكيم مؤقت قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشهر وروي بشهرين وروي بعشرين يوماً.
55. ـ خبر : وروي عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال: سمعت أم سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( لابأس بصوف الميتة وشعرها إذا غسل بالماء )).
56. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( إنما حُرِّم أكلها )).
قلنا: الشعر والوبر، مما لايُتأتَّى أكلُه، /7/ والجلد والعصب مما يتأتى أكله للمحتاج إليه.
57. ـ خبر: وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( ماقطع من الحي فهو ميت )).
58. ـ خبر : وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( التراب كافيك ولو إلى عشر حِجَج، فإذا وجدت الماء فأمسسه بشرتك )).
59. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: (( الطهور شطر الإيمان )).(1/15)