357 ـ خبر: وعن عبدالله بن الحسن، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من صلى ركعتين يقرأ في إحداهما تبارك الذي جعل في السماء بروجاً حتى يختم السورة، وفي الركعة الثانية أول سورة المؤمنين حتى يبلغ: فتبارك الله أحسن الخالقين. ثم يقول في ركوعه: سبحان الله العظيم وبحمده. ثلاث مرات، ومثل ذلك: سبحان الله الأعلى وبحمده في السجود أعطاه الله تعالى كذا وكذا )).
358 ـ خبر: وعن أبي رافع، عن علي عليه السلام أنه كان إذا ركع قال: (( سبحان الله العظيم وبحمده )). ثلاث مرات.
359 ـ خبر: وعن عقبة الجهني قال: لما نزل ?فسبح باسم ربك العظيم?، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اجعلوها في ركوعكم )) فلما نزل: ?سبح اسم ربك الأعلى? قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اجعلوها في سجودكم )).
ذهب قوم إلى أنه يقول: سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي العظيم، واستدلوا بهذا الخبر وبما روي عن حذيفة أنه قال: كان النبي صلى الله عليه يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده، ثلاثاً.
قلنا: أما الآية فلو كان يجب الأخذ بظاهر الأمر فيها لم يجزه إلا أن يقول: فسبح باسم ربك العظيم وسبح اسم ربك الأعلى، ولايقول: سبحان ربي الأعلى ولاسبحان ربي العظيم، وإنما أمره بتسبيح ربه وهو الله وهو اسم الله الأخص، وقياسه لو قال إنسان لإنسان: ناد باسم صاحبك لما اقتضى ظاهر الأمر أن ينادي: ياصاحبي، وإنما ينادي باسمه الأخص، وقد قال الله تعالى: ?فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون?. وقد روي أنه في المغرب والعشاء والفجر والظهر وهذا يرجح مانقول به.
360 ـ خبر: وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع رأسه فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد )).(1/81)
وذهب قوم إلى أن الإمام يقول: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد /36/. واستدلوا بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: (( سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد )).
قلنا: هذا عندنا محمول على أنه كان يقوله على سبيل القنوت، كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: (( اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ماشئت من شيء بعده )).
361 ـ خبر: وعن رفاعة بن رافع: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً في المسجد، فدخل رجل فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إليه، فقال: (( إذا قمت في صلاتك فكبر، ثم اقرأ إن كان معك قرآن، وإن لم يكن معك قرآن فاحمد الله وكبر وهلل، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم قم حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وما ينقص من ذلك، فإنما ينقص من صلاتك )).
362 ـ خبر: وعن نافع، عن ابن عمر أنه كان إذا سجد بدأ بوضع يديه قبل ركبتيه، وكان يقول: (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصنع ذلك )).
363 ـ خبر: وعن أبي هريرة، قال: (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد لايبرك كما يبرك البعير، ولكن يضع يديه قبل ركبتيه )).
ذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أنه يبدأ بوضع ركبتيه قبل يديه، واستدلوا بحديث أبي هريرة: (( لايبركن كما يبرك البعير )). لأن البعير يبدأ بيديه قبل رجليه، وهذا بعيد لأنه لايبدأ بالرجلين قبل اليدين في شيء من الأحكام، لافي الطهور ولافي القطع، وقد بَيَّن في الخبر، فقال: (( ولكن يضع يديه قبل ركبتيه )). وكذلك حديث ابن عمر.
363 ـ خبر: وعن وائل بن حجر قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع يديه قبل ركبتيه )).(1/82)
364 ـ خبر: وعن أبي حميد حين قال: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كان إذا سجد مكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذا خديه ومنكبيه )).
365 ـ خبر: وعن أبي إسحاق قال: رأيت البراء إذا سجد خَوَّى ورفع عجيزته، قال: وهكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل.
366 ـ خبر: وعن عبدالله بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( كان إذا سجد فَرَّج بين ذراعيه وبين جنبيه حتى يُرَى بياض إبطيه )).
367 ـ خبر: وعن وائل بن حجر قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد يجعل يديه حيال أذنيه )).
368 ـ خبر: وعن عبدالجبار بن وائل بن حجر قال: صليت وكنت غلاماً لاأعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة عن أبي وائل بن حجر، قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان إذا سجد وضع جبهته بين كفيه.
369 ـ خبر: وعن البراء مثله.
وذهب قوم إلى أن المصلي إذا سجد جعل كفيه حذا منكبيه، واستدلوا بحديث أبي حُمَيد، وليس لهم فيه دليل لأنه قال: ووضع كفيه حذاء خديه ومنكبيه. فدل على أنه وضعهما بين خديه ومنكبيه، فإذا جعلهما بين خديه ومنكبيه فلاموضع لهما إلا قدام منكبيه.
370 ـ خبر: وعن المؤيد بالله قدس الله روحه أنه قال: الآثار واردة بالألفاظ المختلفة أن الساجد يسجد على سبعه أعضاء: الوجه، واليدان، والركبتان، والقدمان. قال: وتضمن الحديث نصب القدمين عند السجود.
371 ـ خبرر: وعن علي عليه السلام أنه قال: إذا سجدت المرأة فلتحتفز ولْتَضُمَّ فخذيها.
372 ـ خبر: وعن أبي حميد في وصفه صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال بعد وصفه السجدة الأولى: ثم كَبَّر فجلس فَتَوَرَّك إحدى رجليه، ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد /37/.
373 ـ خبر: وعن أبي حميد: فإذا قعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للتشهد أضجع رجله اليسرى ونصب اليمنى على صدرها.(1/83)
374 ـ خبر: وعن وائل بن حجر قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: فكلما قعد للتشهد فرش رجله اليسرى ثم قعد عليها.
375 ـ خبر: وعن علي عليه السلام أنه كان ينصب اليمنى ويفترش اليسرى.
376 ـ خبر: وعن علي عليه السلام أنه كان يقول في الركعتين الأخيرتين من الظهر والعصر والعشاء والركعة الأخيرة من المغرب: سبحان الله والحمدلله ولاإله إلاالله والله أكبر، ثلاثاً.
ذهب الشافعي إلى أنه لايجوز إلا القراءة. وقال أبو حنيفة: هو مُخيَّر بين السكوت والتسبيح. وقال الناصر عليه السلام: القراءة أولى وهو اختيار المؤيد بالله قدس الله روحه.
قلنا: إن أمير المؤمنين عليه السلام قائم في مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولايصح أن يجتهد من نفسه شيئاً لم يعاينه من النبي صلى الله عليه، وكذلك الصاحب عند من لم يعترف له بالوصاه، فليس هذا موضع اجتهاد لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( صلوا كما رأيتموني أصلي )) وعلي عليه السلام أعرف الناس بصلاة النبي صلى الله عليه.(1/84)
ومما يدل على صحة ماذهبنا إليه أن التسبيح في الركوع والسجود أفضل من القراءة ولاخلاف فيه، وأنه مخافت به في جميع الأحوال، فكذلك هذا قد أجمعت الأمة على المخافتة بما يفعل في هذه الركعات، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خافت بالقراءة في مواضع، وهو الظهر والعصر جميعاً، وجهر بها في المغرب والعشاء والفجر جميعاً بالإجماع، وهو السبيل الذي أمره الله بابتغائه حيث قال: ?ولاتجهر بصلاتك ولاتخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا? ولاحجة للشافعي غير قول الله تبارك وتعالى: ?فاقرؤا ماتيسر من القرآن?، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كل صلاة لايقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج )). وليس له في الآية ولافي الرواية حجة على ماذهب إليه، لأنه إذا قرأ في ركعة واحدة فقد قرأ في صلاته، فلو قال صلى الله عليه وآله وسلم: كل ركعة لايقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج، لكان حجة لهم.
377 ـ خبر: وعن عبدالله بن أبي أوفى قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه فقال: إني لاأستطيع أن آخذ من القرآن شيئاً فعلمني مايجزيني. فقال: (( قل: سبحان الله، والحمدلله، ولاإله إلا الله، والله أكبر، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم )).
378 ـ خبر: وعن الحارث، عن علي عليه السلام أنه كان يقول في التشهد في الركعتين الأولتين: (( بسم الله وبالله والحمدلله والأسماء الحسنى كلها لله أشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله )).
379 ـ خبر: وعن زيد بن علي عليه السلام، عن آبائه، عن علي عليه السلام مثله.
380 ـ خبر: وعن جابر بن عبدالله قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من /38/ القرآن: بسم الله وبالله )) ثم ذكر قريباً من تشهد ابن مسعود.(1/85)