80. ـ خبر : وروي عن عائشة أنها قالت: مابَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائماً منذ أن أنزل عليه القرآن (1). وفي بعض الأخبار: أن عائشة قالت: من قال لك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بال قائماً فلاتصدقه (2). وفي بعضها فكذبه.
81. ـ خبر : وروي عن العباس بن عبدالمطلب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( نُهِيْتُ أن أمشي وأنا عريان )) .
واحتج مخالفونا بأخبار ورووها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه بال قائماً (3)، وعن علي عليه السلام (4)، وعن عمر فإن صَحَّت فلعله دعت إليه الضرورة.
من باب صفة التَطَهُّر ومايوجبه
82. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( الأعمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوى )) .
__________
(1) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، وأحمد 6/192 و 213، وأبو عوانة 1/198، والبيهقي 1/101 عن عائشة.
(2) ـ أورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ مرسلا إلى عائشة، وأخرجه الترمذي 1/17 رقم (12)، والنسائي 1/26، وابن أبي شيبة 1/116 (1323)، وابن ماجة 1/112 رقم (307)، وابن حبان 4/278 رقم (1430)، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/267 عن عائشة.
(3) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، والبخاري 1/110 في الوضوء، وأبو داود 1/6 رقم (23)، والنسائي 1/25، والخطيب البغدادي 5/11 ـ 12، وعبدالرزاق 1/193 رقم (751)، والحميدي 1/210 رقم (442)، وأبو نعيم في الحلية 4/111، والترمذي 1/19 رقم (13)، وابن الجارود 21 رقم (36)، وابن ماجة 1/111 رقم (305)، والدارمي 1/171، والبيهقي 1/100، وابن خزيمة 1/35 رقم (61)، وابن حبان 4/272 رقم (1424) عن حذيفة قال: إن رسول الله (ص) أتى سباطة قوم فبال قائماً.
(4) ـ أورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عن الطحاوي، وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/267 و 268.(1/31)
83. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لاقول إلا بعمل ولاقول ولاعمل إلا بنية ولاقول ولاعمل ولانية إلا بإصابة السُّنَّة )) .
84. ـ خبر : وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( أما أنا فأحثي على رأسي ثلاث حثيات فأطهر )) (1).
[المضمضة والاستنشاق]
85. ـ خبر : وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أنه تمضمض واستنشق ثم غسل وجهه )) .
استدل مخالفونا على أن المنخرين والفم ليسا من الوجه بهذا الخبر (2)، ونحن ندفع قولهم بقول الله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُواً لله وَمَلائِكَتِهُ وُرُسُلِهِ وَجِبْرِيْلَ وَمِيكَائِيلَ}.
86. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه قال: جلست أتوضأ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين ابتدأت في الوضوء فقال: (( تمضمض واستنشق واستنثر )) (3).
__________
(1) ـ أخرجه ابن أبي شيبة 1/65 (697)، وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عنه . ومن طريق ببن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه 1/191 رقم (577) عن جابر.
(2) ـ وجه الدلالة أن غسل الوجه معطوف على المضمضة والاستنشاق، وهذا يعني استقلال كل منهما لأن الشيء لايعطف على نفسه.
(3) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، وعلي بن بلال في شرح الأحكام ـ خ ـ من طريق الإمام زيد عن آبائه عن علي (ع). وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الدار قطني 1/100، بلفظ: إذا توضأ أحدكم فليتمضمض وليستنشق وليستنثر والأذنان من الرأس.(1/32)
87. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( إذا توضأت فأبلغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )) (1). وفي بعض الأخبار: (( مالم تكن صائماً )) . وفي هذا الخبر روي عن عاصم بن لقيط عن أبيه قال: قلت: يارسول الله، أخبرني عن الوضوء، قال: (( أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً )) (2).
88. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( تمضمضوا واستنشقوا والأذنان من الرأس )) (3).
__________
(1) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ.
(2) ـ أخرجه ابن أبي شيبة 1/18 (84)، وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عنه . ومن طريق ابن ابي شيبة ابن ماجة 1/142 رقم (407)، وأخرجه النسائي 1/66، والترمذي 1/56 رقم (38)، وعبدالرزاق 1/26 رقم (79)، والبيهقي 1/50 و4/261. وقال الترمذي: حسن صحيح. وأخرجه مطولا أبو داود 1/35 رقم (142 و143) و2/318 رقم (2366)، والترمذي 3/155 رقم (788)، والبيهققي 7/303 و1/51 ـ 52، والدارمي 1/179، وعبدالرزاق 1/26 رقم (80)، وابن حبان 2/338 رقم (1054) عن عاصم بن لقيط.
(3) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، والبيهقي 1/52، والدار قطني 1/99 (84) فيه ذكر المضمضة والاستنشاق، وإنما قال: الأذنان من الرأس. وأخرجه عبدالررزاق في المصنف 1/11 رقم (23)، وأخرج الحديث بلفظه علي بن بلال في شرح الأحكام ـ خ ـ، وأبو نعيم في الحلية 8/281. وأخرجه الدار قطني 1/100 عن ابن عباس ومثله عن أبي هريرة وعائشة انظر الدار قطني 1/99 ـ 103، وقد تقدم نحوه من طريق الإمام الأعظم زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي (ع)، وأخرجه الطبراني عن ابن عباس 10/391 رقم (10784) بلفظ: استنشقوا مرتين والأذنان من الرأس.(1/33)
89. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه قال: (( أول الوضوء: المضمضة والاستنشاق )) (1). وعن محمد بن الحنفية أنه قال: دخلت على أبي وهو يتوضأ.. في حديث طويل، وفيه: (( أنه تمضمض واستنشق، وقال لي ـ من بعد فراغه ـ: يابني افعل كفعالي هذا )) (2).
90. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( أنه توضأ ثم أتى مصلاه، فقام فيه للصلاة فكبر ثم انفَتَل، فقال: ذكرت (3) شيئاً من الوضوء لابد منه، فتمضمض واستنشق ثم استقبل الصلاة )) (4).
وذهب مخالفونا إلى أن المضمضة والاستنشاق سنة، واستدلوا بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في المضمضة والاستنشاق: (( هما سنة في الوضوء )) (5). وبما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( عشر من سنن المرسلين وذكر فيها المضمضة والاستنشاق )) ، وقد بينا أن السنة تطلق على الفرض لأنه ذكر فيها الختان، واسم السنة مأخوذ من سنن الطريق.
[تخليل اللحية]
91. ـ خبر : وروي عن أنس قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( أتاني جبريل صلى الله عليه، فقال: إذا توضأت فخلل لحيتك )) (6).
__________
(1) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، وعلي بن بلال في شرح الأحكام ـ خ ـ عن علي عليه السلام.
(2) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، وقد تقدم.
(3) ـ في (ج): تركت.
(4) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة.
(5) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، والدار قطني 1/85 عن ابن عباس وضعفه، وهو من نصب الراية 1/77.
(6) ـ أخرجه ابن أبي شيبة 1/20 (114)، وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عنه . وأخرجه ابن عدي في الكامل 7/2561 بلفظ: جاءني جبريل فقال لي: يامحمد خلل لحيتك عند الطهور.(1/34)
92. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه مر برجل يتوضأ، فقال: (( خلل لحيتك )) (1).
93. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه مر برجل يتوضأ فوقف عليه حتى نظر إليه فلم يخلل لحيته فقال: (( مابال قوم يغسلون وجوههم قبل أن تنبت اللحا، فإذا نبتت اللحا ضيعوا الوضوء )) (2).
[غسل اليدين]
94. ـ خبر : وروي عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدير الماء إذا توضأ على مرفقيه (3).
لنا: وهذا بيان لمجمل واجب، وهو قول الله تعالى: {فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق}، فكان الحد هاهنا داخلا في المحدود وقد يكون الحد داخلا في المحدود، مثل: من يحلف (4) أن لايكلم زيداً حتى يقوم وكان القيام حدا (5) داخلا في المحدود فلو كلمة قبل أن يستتم القيام حَنَث، وقد يكون الحد غير داخلا في المحدود، كقول الله تعالى: {ثم أتموا الصيام إلى الليل}.
__________
(1) ـ أورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عن ابن أبي شيبة، وابن أبي شيبة في المصنف 1/20 (111)، انظر موسوعة فقه الإمام علي 629.
(2) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، وانظر الروض النضير 1/201، وموسوعة فقه الإمام علي 629.
(3) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، والدار قطني 1/83، والبيهقي 1/56 عن جابر بلفظه.
(4) ـ في (أ، ج): من حلف.
(5) ـ في (أ): فكان القيام هنا داخلا.(1/35)