52. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لاينتفع من الميتة بإهاب ولاعَصَب )) (1). فلما كان من الغد خرجتُ أنا وهو، فإذا نحن بسخلة (2) مطروحة على الطريق، فقال: (( ماكان على أهل هذه لو انتفعوا بإهابها )) ؟ فقلت: يارسول الله، أين قولك بالأمس؟ فقال: (( ينتفع منها بالشيء )) .
لنا: كأنه أراد به التذكية، أو عَنَى به الشيء الجاف، الذي لايلصق. ذكره المؤيد بالله قدس روحه.
53. ـ خبر : وروي عن عبدالله بن عُكَيْم قال: قُرِيءَ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن بأرض جُهَيْنة قبل موته بشهر، وروي بشهرين، وأنا غلام شاب: (( ألاّ تنتفعوا من الميتة بإهاب ولاعَصَب )) (3) .
54. ـ خبر : وروي عن جابر بن عبدالله أنه قال بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذ جاءه ناسٌ فقالوا: يارسول الله، إن سفينة لنا انكسرت، وإنا وجدنا ناقة سمينة ميتة فأردنا أن نَدْهَن بها سفينتنا، وإنما هي عود على الماء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( لاتنتفعوا من الميتة بشيء )) (4) .
__________
(1) ـ انظر مابعده.
(2) ـ السخلة: ولد الشاة ماكان. القاموس.
(3) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، وأبو داود 2/66 رقم (4127)، والترمذي 4/194 رقم (1729)، والنسائي 7/175، وابن ماجة 2/1194 رقم (3613)، وأحمد 4/311، والطبراني في المعجم الصغير 1/369 رقم (618) و 2/214 رقم (1050)، وابن حبان 4/93 رقم (1277) و 4/94 رقم (1278)، و 95 رقم (1279)، وعبدالرزاق رقم (202) عن عبد الله بن عكيم.
(4) ـ أورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ معلقا عن جابر بن عبدالله.(1/21)


احتج مخالفونا بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أيما إهاب دُبِغَ فقد طهر )).. وبما روي: (( هلا انتفعتم بإهابها )) (1).
لنا: معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( أيما إهاب دُبِغَ فقد طهر )) (2) يريد إذا كان ذكياً يُطَهَّر من الدَّم والفرث والرائحة الكريهة. ومعنى قوله: (( هلا انتفعتم بإهابها )) هو: هلا ذكيتموها، وانتفعتم بإهابها، وليس الدِّباغ بأبلغ من الطَّبخ، فلو كان الدباغ يُطَهِّر الإهاب لطهر الطبخ اللحم، فإن قيل: لم خص الإهاب دون اللحم، فإذا أراد بقوله: (( هلا انتفعتم بإهابها )) بعد التذكية، فَلِمَ لم يقل: هلا انتفعتم بلحمها، وإهابها. قلنا: لأنها ماتت من مرض، والمريض يُعاف، ويحتمل أن يكون عَرَف من حال أهلها أنهم يعافون لحمها.
__________
(1) ـ أخرجه مسلم 4/52 في الحيض، وعبدالرزاق 1/63 رقم (188)، وأحمد 6/336، والحميدي 1/229 رقم (491)، والنسائي 7/172، والطحاوي 1/469، والبيهقي 1/16 و 23، وابن حبان 4/99، رقم (1283)، والدار قطني 1/44، والطبراني في الكبير 11/167، رقم (11383) و (1384)، وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ معلقاً عن ابن عباس.
(2) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، والترمذي 4/193 رقم (1728)، والنسائي 173، وابن ماجة 2/1193 رقم (3609)، وأحمد 1/219 و 343، والدارمي 2/85، والبيهقي 1/16، والحميدي 1/227 رقم (486)، وأبو عوانة 1/212، والطحاوي 1/469، والخطيب البغدادي 2/295 و 10/338 و 12/477، وعبدالرزاق 1/63 رقم (190)، وابن الجارود 27 رقم (61) و221 رقم (874) كلهم عن ابن عباس.(1/22)


واحتجوا بحديث عائشة وحديث سودة زوجتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم (1)، ولايعمل على ماروي عنهما، لأن عائشة شاكة فيه، لأنه روي أنها سُئِلَت عن جلد الميتة، فقالت: لعل دباغها يكون طهورها (2). فشَكَّت فيه. وأما سودة فيمكن أن يكون حديثها منسوخاً؛ لأنه روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان قد كرهها لسنها، وكانت وهبت يومها لعائشة. وخبر عبدالله بن عُكيم مؤقت قبل موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشهر وروي بشهرين وروي بعشرين يوماً.
55. ـ خبر : وروي عن أبي سلمة بن عبدالرحمن قال: سمعت أم سلمة، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( لابأس بصوف الميتة وشعرها إذا غسل بالماء )) (3) .
56. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( إنما حُرِّم أكلها )) (4).
لنا: الشعر والوبر، مما لايُتأتَّى أكلُه، /7/ والجلد والعصب مما يتأتى أكله للمحتاج إليه.
__________
(1) ـ الحديثين أوردهما المؤيد بالله في شرح التجريد، أما حديث عائشة فررواه من طريق الطحاوي بسنده عن الأسود قال: سألت عائشة عن جلود الميتة، فقالت: لعل دباغها يكون طهورها. وأما حديث سورة فقال: وروي عن سورة بنت زمعة زوج النبي (ص) أنها قالت: اتخذت قربة من ميتة فبقيت عندنا إلى أن تخزقت.
(2) ـ أخرجه والطحاوي 1/470 ، ومن طريقه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ .
(3) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ، والدار قطني 1/47، والبيهقي 1/24 عن أم سلمة بلفظه.
(4) ـ أخرجه البخاري 7/175، ومسلم (363) ، وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ مرسلا.(1/23)


57. ـ خبر: وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( ماقطع من الحي فهو ميت )) (1).
58. ـ خبر : وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( التراب كافيك ولو إلى عشر حِجَج، فإذا وجدت الماء فأمسسه بشرتك )) (2).
59. ـ خبر : وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول: (( الطهور شطر الإيمان )) (3) .
60. ـ خبر : روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( تَرِدُونَ عَلَيَّ غراً محجلين من الوضوء )) (4).

من باب الاستنجاء
61. ـ خبر : وروي عن أنس أنه قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلا لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض )) (5).
__________
(1) ـ أخرجه أبو داود 3/110 رقم (2858)، والترمذي 2/62 رقم (1480)، وأحمد 5/218، والدارمي 2/93، و 9/245، والحاكم 4/124، والطحاوي في مشكل الآثار 1/496، والدار قطني 4/292 ، والطبراني في الكبير 3/248 رقم (3304) كلهم عن أبي واقد الليثي. وأخرجه عبدالرزاق 4/494 رقم (8611) عن زيد بن أبي أسلم. وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ مرسلا .
(2) ـ أورد الإمام المؤيد بالله هذا الحديث في هذا الموقع أثناء استدلاله على صحة الوضوء بالماء المسخن، لأنه لم يُسْتَثنى في الحديث الماء المسخن من غيره، وأخرجه الإمام الأعضم زيد بن علي في المجموع 74 الوضوء.
(3) ـ أورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ مرسلا.
(4) ـ أورد الإمام المؤيد بالله هذا الحديث والذي قبله عند استدلاله على عدم صحة الوضوء بالماء المغصوب لأن الوضوء عبادة، وأخرجه الإمام زيد بن علي في المجموع 74 الوضوء.
(5) ـ أخرجه المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ.(1/24)


62. ـ خبر : وروي عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل الخلا قال: (( أعوذ بالله من الخُبْث والخبائث )) (1).
63. ـ خبر : وروي عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إن هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة فإذا دخل أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخُبْث والخبائث )) (2).
64. ـ خبر : وروي عن علي عليه السلام أنه كان إذا دخل المخرج قال: (( بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من النَّجس الرِّجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم )) (3).
__________
(1) ـ أخرجه ابن أبي شيبة 1/11 (1)، أورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عنه، وأخرجه البخاري في الوضوء 1/79، وأبو داود 1/2 برقم (4)، والترمذي 1/10 رقم (25)، وابن ماجة 1/109 رقم (298)، والنسائي 1/20، والدارمي 1/171، والبيهقي 1/95، وأبو عوانة 1/216، وأحمد 3/99، وابن الجارود 20 رقم (28)، وابن حبان 4/253 رقم (1407) كلهم عن ابن عباس بلفظ: كان ررسول الله (ص) إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
(2) ـ أخرجه ابن أبي شيبة 1/11 (2)، وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عنه، وأخرجه الحاكم 1/187، وابن حبان 4/252 رقم (1406)، وأبو يعلى 13/179 رقم (7218)، وأحمد 4/373، وابن ماجة 1/108 رقم (296)، والبيهقي 1/96، والطبراني في الكبير 5/208 رقم (5115)، وأبو داود 1/2 رقم (6)، وابن خزيمة 1/38 رقم (69)، والخطيب البغدادي 13/301، والطبراني في الكبير 5/205 رقم (5100) عن زيد بن أرقم.
(3) ـ أخرجه الإمام الأعظم زيد بن علي في المجموع 76، ومن طريقه محمد بن منصور في الأمالي 1/25 رقم (1) (( رأب الصدع )) ، وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد ـ خ ـ حكاية عن محمد بن منصور، كلهم عن علي.(1/25)

5 / 146
ع
En
A+
A-