94 خبر: وعن عكرمة قال: وقفت مع الحسين بن علي عليهما السلام فكان يهل حتى أتى جمرة العقبة فقلت: يا أبا عبدالله ما هذا؟ قال: كان أبي يفعل ذلك. قال: وأخبرني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعل ذلك. قال: فرجعت إلى ابن عباس فأخبرته، فقال: صدق، أخبرني أخي الفضل بن العباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبى حتى انتهى إليها وكان رديفه.
95 خبر: وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبى حتى مر بجمرة العقبة.
96 خبر: وعن عبدالله بن مسعود وأسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثله.
وأبو حنيفة والشافعي يوافقاننا في هذه الأخبار، وذهب مالك والإمامية إلى أنه يقطع التلبية يوم عرفة، واستدلوا بماروي عن أسامة قال: إني كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية عرفة فلم يكن يزيد على التكبير والتهليل. ولاحجة لهم في هذا الخبر إذ لم ينص على أنه قطع التلبية بعرفة فالمراد بالخبر أنه لم يشتغل بشيء سوى ذكر الله وأنه كان يلبي مع التكبير والتهليل.
97 خبر: وعن أبي ليلى، عن عمرو بن مرة، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن علي عليه السلام أنه جمع بين الحج والعمرة فطاف لها طوافين وسعى سعيين ثم قال له: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه فعل.
98 خبر: وعن عمرو بن الأسود عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: إذا قرنت بين الحج والعمرة فطف طوافين واسع سعيين.(3/17)
دل على أنه يجب أن يطوف القارن ويسعى لعمرته قبل طوافه وسعيه لحجته وأنه ينوي ذلك ويجب عليه وذهب الشافعي إلى أنه يجزيه طواف واحد، واستدل بماروي عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( من جمع بين الحج والعمرة كفاه طواف واحد وسعي واحد )) . وبما روي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( طوافك يجزيك لحجك وعمرتك )) . فنقول: إ،ه قد روي الحديث موقوفاً على ابن عمر وأن من رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد أخطأ على أنه يحتمل أن يكون مراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: طواف واحد. بصفة واحدة وكذلك حديث عائشة يحتمل أن يكون أراد أن الطواف للعمرة كالطواف للحج على أنه قد قيل أن عائشة لم تكن قارنة وأنها أفردت الحج ثم أفردت العمرة من التنعيم ومما يدل على صحة قولنا: قول الله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} وتمام الحج أن يطاف ويسعى له، وتمام العمرة أن يطاف ويسعى لها.
99 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما قدم مكة طاف طواف القدوم. وفي حديث /114/ أبي موسى: أحسنت طف بالبيت وبالصفا والمروة.
دل على وجوب طواف القدوم وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (( خذوا عني مناسككم )) يدل على وجوبه وفعله بيان لمجمل واجب وهو قول الله تعالى: {ولله على الناس حج البيت} وأمره أيضاً يقتضي الوجوب إلا ماخصه الدليل، وافقنا مالك وأبو ثور وذهب أبو حنيفة إلى أنه ليس بواجب وقال: هو سنة. وحكي عن الشافعي أنه قال: ليس بنسك وأنه كالتحية للمسجد.
100 خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام أنه قال: أول مناسك الحج أول ماتدخل مكة تأتي الكعبة فتمسح بالحجر الأسود وتذكر الله وتطوف.
فدل على أنه نسك وهو رأي أهل البيت عليهم السلام.
101 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه اعتمر ثلاث عمر كل ذلك لايقطع التلبية حتى يستلم الحجر.(3/18)
وذهب قوم إلى أنه يقطع التلبية قبل ذلك واستدلوا بماروي عن عائشة أنها كانت إذا نظلت إلى خيام مكة قطعت التلبية والأثر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولى ولاخلاف في أن المعتمر يعمل مايعمل الحاج المفرد من الطواف والسعي وركعتي الطواف.
102 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما فرغ من السعي قال: (( من كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة فحلق الناس وقصروا إلا من كان معه هدي )) . وفي الحديث أنهم أحلوا وقصروا.
103 خبر: وفي حديث جعفر، عن أبيه، عن جابر، قال: فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى وأهلوا بالحج وركب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بنا الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والصبح ثم مكث قليلا ثم سار.
104 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه نزل بعرفة فصلى بها ثم ارتحل إلى الموقف يعني صلى الظهر أو صلاة الظهر والعصر.
105 خبر: وعن ابن عباس موقوفاً: من وقف ببطن عرنة فلا حج له.
106 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وغربت الصفرة قليلا.
107 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه وقف بعرفة داعياً ومهللا إلى أن وجبت الشمس.
108 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه أفاض من بعد ماغابت الشمس وذهبت الحمرة قليلا وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكف راحلته حتى أن رأسها يصب رجلها ويقول: السكينة السكينة أيها الناس.
109 خبر: وعن ابن مسعود أنه قال: ما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلبي إلى أن أتى جمرة العقبة إلا أن يخلط ذلك تكبيراً أو تهليلا.
110 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع بين المغرب والعشاء الأخرة بمزدلفة بأذان واحد وإقامتين.(3/19)
111 خبر: وعن أسامة قال: أفضت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عرفات فلما كان ببعض الطريق قلت: الصلاة. قال الصلاة إتمامك.
112 خبر: وعن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام أنه جمع /115/ بين المغرب والعشاء بجمع وأنه قال: لايصلي الإمام المغرب والعشاء إلا بجمع.
دل على وجوب الجمع بين الصلاتين بجمع.
113 خبر: وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اضطجع بها حتى صلى الفجر ـ يعني مزدلفة ـ فلما صلى الفجر ركب ناقته حتى أتى المشعر الحرام واستقبل القبلة فدعا وكبر وهلل فلم يزل واقفاً حتى أسفر ثم رفع قبل طلوع الشمس.
114 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه دفع إلى منى حين أسفر.
115 خبر: وفي حديث جابر وغيره أن النبي صلى الله عليه وأهله أسرع في وادي محسر.
116 خبر: وفي حديث جابر وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى جمرة العقبة فرماها بسبع حصيات يهلل ويكبر وأنه قطع التلبية مع أول حصاة يرميها.
117 خبر: وفي حديث جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انصرف إلى النحر فنحر ولاخلاف في ذلك.
118 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قرن وساق مائة بدنة وأنه أشرك فيها علياً عليه السلام.
119 خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحر بيده ثلاثاً وستين بدنة ونحر علي عليه السلام سبعاً وثلاثين بدنة وأنه صلى الله عليه وآله وسلم أمره أن يقطع من كل واحدة منها قطعة فجمعت وطبخت فأكل من اللحم وحسا من المرق. وفي الحديث: أن تصدق بالباقي منها.
دل على أنه يأكل من الهدي وأبو حنيفة يوافقنا، وقال الشافعي: لايأكل من الهدي ويأكل من الأضحية والتطوع ويدفع قوله بقول الله تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله} إلى قوله: {فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها}.(3/20)
120 خبر: وعن علي عليه السلام أنه قرن وطاف طوافين وسعى سعيين وقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعل.
121 خبر: وعن البراء بن عازب قال: كنت مع علي حين أمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على اليمن فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقبلت إليه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كيف صنعت؟ قلت: أهللت بإهلال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال: فإني سقت الهدي وقرنت. وفي كتاب تعليق شرح التجريد قال: المخاطب هو علي عليه السلام وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ماصنعت.
122 خبررر: وعن عثمان أنه سمع رجلا يلبي بالحج والعمرة، فقال: (( من هذا ؟ )) فقالوا: علي. فأتاه عثمان فقال: ألم تعلم أني نهيت عن هذا. قال: بلى، ولكن لا أدع فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقولك.
123 خبر: وعن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بالعقيق يقول: أتاني آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة وحجة.
124 خبر: وعن ابن عباس عن أبي طلحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قرن بين الحج والعمرة.
125 خبر: وعن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يلبي بالحج والعمرة جميعاً فيقول: لبيك عمرة وحجة لبيك عمرة وحجاً.
126 خبر: وعن جابر وعمران بن حصين مثله.
دلت هذه الأخبار على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ساق الهدي وهو قارن فأما مارواه الشافعي عن عائشة أنه لم يكن قارناً فذلك محمول على أنه من سمع منه التلبية بالحج رواه /116/ ومن سمع منه التلبية بالحج والعمرة رواه، ويمكن أن يكون ذلك في أوقات مختلفة وأيضاً فقد روي عن عائشة أنه كان حاجاً حجة مفردة وروي عنها أنه كان متمتعاً فسقطت الأخبار عنها لتعارضها وسلمت أخبارنا ولاخلاف في أن جزاء الصيد لايجوز الأكل منه وكذلك كفارات الأذا.(3/21)