وذهب قوم إلى أنه لازكاة فيه، واستدلوا بما رويي عن علي عليه السلام أنه قال: ليس في العسل زكاة. ونحن نحمل هذا الخبر على أنه عنى اليسير منه كما عنا اليسير من الخضراوات.

من باب أحكام الأرضين
وفي الأخبار المتواترة أن فدكاً لما ا>لى عنها أ÷لها من غير أن يزحف عليهم بخيل ولاركاب صارت لرسول الله صلى الله عليه وأهله.
110 خبر: وعن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم: (( المسايل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء اتقى على وجهه ومن شاء ترك إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان أو في أمر لايجد منه بداً )) .
111 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( إن المسألة لاتحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة، ورجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله ورجل أصابته فاقة وماسواهن من المسائل سحت يأكلها الرجل سحتاً )) .
112 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وأهله أنه قال: (( المسألة لاتصلح إلا لثلاثة لذي فق مدقع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي دم موجع )) .
113 خبر: وروي أن فدكاً كان جعلها النبي صلى الله عليه وأهله نحلا لفاطمة عليها السلام، وقد تظاهرت الأخبار على أن أبا بكر صرفها عن فاطمة عليها السلام بأن قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (( نحن معاشر الأنبياء لانورث ما تركناه صدقة )) .
114 خبر: وعن سهل بن أبي خيثمة قال: قسم النبي صلى الله عليه وأهله خيبر نصفين نصفاً ..... وخاصته ونصفاً بين المسلمين قسمها بينهم على ثمانية عشر سهماً.
115 خبر: وعن جابر، قال: أفاء الله خيبر فأقرها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أيديهم كما كانت وجعلها بينه وبينهم فبعث عبدالله بن رواحة فخرصها عليهم.
116 خبر: وروي أن فدكاً كان خالصاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقيل: أرض بني النضير.
117 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه فتح مكة عنوة بالسيف ومن على أهلها وأقرهم على أملاكهم فيها.(2/32)


118 خبر: وروي أن مكة فتحت عنوة، وروي أنه لم يعرف لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلح انعقد بينه وبين أهل مكة إلا صلح الحديبية وقد نقضته قريش بما كان منها في خزاعة وهم حلفاء رسول الله صلى الله عليه وأهله في إعانتها بكراً وهم حلفاء قريش وكانت خزاعة حالفت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية.
119 خبر: وفي الأخبار المتظاهرة مجيء /79/ أبي سفيان إلى النبي صلى الله عليه وأهله لتجديد الصلح فلم يكلمه صلى الله عليه وآله وسلم ثم جاء إلى أبي بكر فأبى، ثم إلى عمر فأبى، فقال له علي: أنا أشفع لك إلى رسول الله. فقال رسو لالله صلى الله عليه وآله وسلم: (( والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم )) ثم جاء إلى فاطمة وإلى أمير المؤمنين عليهما السلام فقال له علي: يا ابا سفيان لقد عزم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمر مانستطيع أن نكلمه ولا أعرف لك شيئاً ولكنك سيد بني كنانة فاجر بين الناس ثم الحق بأرضك فقال: أو يغني ذلك شيئاً؟ قال: لا ولكني لا أعرف غير ذلك فقام أبوسفيان في المسجد فقال: يا أيها الناس إني قد أجرت بين الناس وانصرف وحكى ذلك لأهل مكة فقالوا له: ويلك مازاد علي على أن لعب بك فما يغني عنا ماقلت.
120 خبر: وروي أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى قريش يعرفهم ما أجمع عليه رأي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسير إليهم ودفع الكتاب إلى امرأة من ..... فجعلته في رأسها وفتلت عليه شعرها حتى عري ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنفذ في أثرها علياً عليه السلام والزبير حتى أخذا الكتاب منها.
121 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما أراد المسير إلى مكة وتقدم إلى أصحابه بالجد والاستعداد قال: (( اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش لنبغتها في بلادها )) .(2/33)


122 خبر: وعن ابن عباس، قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وأهله مر الظهران قال العباس: ياصباح قريش والله لأن بغتها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بلادها فدخل مكة عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر فركب على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: أخرج إلى الأراك لعلي أرى حاطباً أو صاحب لبن أو داخلا مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيأتونه فيستأمنون.
لنا: دلت هذه الأخبار على أن النبي صلى الله عليه افتتح مكة بالسيف، وذهب الشافعي إلى أنه افتتحها صلحاً، وهذه الأخبار تحجه.
123 خبر: وروي أن العباس لما سار لقي أبا سفيان قال العباس: رسول الله ورائي قد دلف إليكم بما لاقبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين. فقال له أبو سفيان: فما تأمرني؟ قال له العباس: تركب عجز هذه البغلة فاستأمن لك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوالله لأن ظفر بك ليضربن عنقك فركب وسار به العباس حتى مر به على عمر فقال له: الحمدلله الذي مكن منك من غير عقد ولاعهد.
124 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن )) .
125 خبر: وروي أن أم هاني بنت أبي طالب أجارت رجلين من أحمائها من بني مخزوم ...... أخوها علي عليه السلام وأراد قتلهما فجاءت أم هاني إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعرفته ذلك فقال: (( قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت )) .(2/34)


126 خبر: وعن أبي هريرة، قال: أقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى قدم مكة فبعث الزبير بن العوام من جانب وخالدبن الوليد من آخر وبعث أبا عبيدة على الجيش فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كتيبته فقال لي: (( يا أبا هريرة اهتف بالأنصار )) فهتفت بهم حتى إذا أطاقوا به وقد وبشت قريش أوباشها /80/ وأتباعها. فقال صلى الله عليه وآله وسلم للأنصار: (( انظروا إلى أوباش قريش وأتباعها )) . ثم قال بإحدى يديه على الأخرى: (( فاحصدوهم حصداً حتى توافوني بالصفا فانطلقوا فما شاء أحد منا أن يقتل ماشاء إلا قتل )) . فقال أبو سفيان: أبيدت خضراء قريش فلا قريش بعد اليوم. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( من أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخر دار أبي سفيان فهو آمن )) .
127 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وأهله أنه قال: (( إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض والشمس والقمر ووضعها بين هذين الأخشبين لاتحل لأحد قبلي ولاتحل لي إلا ساعة من نهار )) .
128 خبر: وعن قتادة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وهو واقف على باب الكعبة ـ: (( يامعشر قريش، يا أهل مكة، ماترون أني فاعل بكم؟ )) فقالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: (( اذهبوا فأنتم الطلقاء )) فأعتقهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد أمكنه الله من رقابهم عنوة وكانوا له فياً ولذلك سمى أهل مكة الطلقاء بقوله: أنتم الطلقاء.
129 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه دخل مكة يوم الفتح على رأسه مغفر وروي عمامة ودخل يوم صلح الحديبية محرماً.
130 خبر: وعن الواقدي أن النبي صلى الله عليه وأهله أمر بقتل ستة نفر من أهل مكة وأربع نسوة فقتل من قتل وأسلم من أسلم وهرب من هرب.(2/35)


131 خبر: وعن الطحاوي بإسناده: أن رجلين وفدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مسيلمة فقال لهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( أتشهدان أني رسول الله ))؟ قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال: (( آمنت بالله لو كنت قاتلا وفداً لقتلتكما )) .
132 وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعث خالداً بعد فتح مكة إلى قوم يدعوهم إلى الإسلام فقتلهم خالد، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اللهم إني أبرأ إليك مما فعله خالد )) . وفي الحديث: أن خالداً أمرهم بوضع السلاح فوضعوها وظنوا أنهم لايقتلون فقتلهم، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر علياً عليه السلام فوداهم.
133 خبر: وعن سعد بن عبادة أنه قال يوم فتح مكة حين تناول الراية: اليوم يوم الملحمة. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اليوم يوم المرحمة وأخذت الراية من يده )) .
134 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآهل وسلم حين فتح مكة قيل له: هلا تنزل دارك؟ قال: (( وهل ترك عقيل لنا من رباع )) .
135 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وأهله وسلم أنه لما هاجر إلى المدينة باع عقيل دوره فصارت ملكاً لهم.
136 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( من أحيا أرضاً مواتاً فهي له وليس لغزو ظالم حق )) ، وروي: (( من أحيا أرضاً ميتة فهي له )) .
137 خبر: وعن النبي صلى الله عليه وأهله أنه قال: (( من احتاط حائطاً على أرض فهي له )) .(2/36)

37 / 146
ع
En
A+
A-