340 ـ خبر: وعن عائشة قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمدلله رب العالمين )) .
341 ـ خبر: وعن رفاعة بن رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً في المسجد فدخل رجل المسجد فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا قمت في صلاتك فكبر ثم اقرأ إن كان معك قرآن )) .

[البسملة]
342 ـ خبر: وعن الهادي إلى الحق عليه السلام يرفعه بإسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (( من لم يجهر في صلاته ببسم الله الرحمن الرحيم فقد أخدج صلاته )) .
343 ـ خبر: وروى محمد بن منصور بإسناده عن أمير المؤمنين، وعن محمد بن علي وزيد بن علي وجعفر بن محمد ومحمد وإبراهيم ابني عبدالله وأبيهما عبدالله بن الحسن وعبدالله بن موسى بن عبدالله، وعن أحمد بن عيسى عليهم السلام الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم فيما يجهر فيه بالقرآن.
344 ـ خبر: وعن جعفر، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كل صلاة لايجهر فيها ببسم الله الرحمن الرحيم فهي آية اختلسها الشيطان )) .
345 ـ خبر: وعن مسلم بن حيان وجابر بن زيد قالا: دخلنا على ابن عمر فصلى بنا الظهر والعصر ثم صلى بنا المغرب فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كلتا السورتين، فقلنا له: قد صليت بنا صلاة ماتعرف بالبصرة. فقال ابن عمر: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كلتا السورتين حتى قبض، وصليت خلف أبي بكر فلم يزل يجهر به حتى هلك في كلتا السورتين، وصليت خلف أبي عمر فلم يزل يجهر به حتى هلك، وأنا أجهر به ولن أدعه حتى أموت.
346 ـ خبر: وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كيف تقول إذا قمت إلى الصلاة؟ قال: أقول: الحمدلله رب العالمين. قال: قل بسم الله الرحمن الرحيم )) .(1/106)


347 ـ خبر: وعن علي عليه السلام أنه قال: آية من كتاب الله تركها الناس (( بسم الله الرحمن الرحيم )) .
348 ـ خبر: وعن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: كم الحمدلله آية؟ قال: سبع آيات. قلت: فأين السابعة؟ قال: بسم الله الرحمن الرحيم.
349 ـ خبر: وعن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: {لقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} قال: فاتحة الكتاب، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم. وقال: هي الآية السابعة، وروي الجهر عنه وعن ابن الزبير وعامة الصحابة.
350 ـ خبر: وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( أمني جبريل صلى الله عليه عند البيت فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم )) .
لنا: ويرجح هذه الأخبار إجماع المسلمين على إثباتها في كل سورة، وعلى أنها آية من كتاب الله عز وجل، في (طس) وعلى أنه يجوز أن يقرأ المصلي ماشاء من القرآن في صلاته مع فاتحة الكتاب.

[هيئات الصلاة]
351 ـ خبر: وعن عباس بن سهل بن سعد قال: اجتمع أبو حميد وأبو أسيد ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ركع وضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما.
352 ـ خبر: وعن الهادي عليه السلام بإسناده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تفريج الأصابع عند الركوع.
353 ـ خبر: وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إذا قمت إلى الصلاة فتوجه إلى /35/ القبلة، فارفع وكبر واقرأ مابدا لك، فإذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك وفرج بين أصابعك، فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك، حتى يقع كل عضو مكانه، فإذا سجدت فأمكن جبهتك وكفيك من الأرض، فإذا رفعت رأسك فأقم صلبك، فإذا جلست فاجعل عقبك تحت إليتك، فإنها من سنتي، ومن تبع سنتي فقد تبعني )) .(1/107)


354 ـ خبر: وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمدلله رب العالمين، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه (1) ولكن بين ذلك.
355 ـ خبر: وعن البراء بن عازب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ركع ربما يعدل ظهره لو نصب عليه قدح من ماء ما أهريق.
356 ـ خبر: وعن القاسم عليه السلام بإسناده، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ركع فوضع كفيه مفرقاً لأصابعهما على ركبتيه واستقبل بهما القبلة وتجافا في ركوعه حتى لو شاء صبي يدخل بين عضديه دخل واعتدل حتى لو صب على ظهره ماء لم يسل.
فأما التطبيق فقد روي أنه كان يعمل به ثم نسخ، ولم يختلف الناس في نسخه بعد ابن مسعود.
357 ـ خبر: وعن عبدالله بن الحسن، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من صلى ركعتين يقرأ في إحداهما تبارك الذي جعل في السماء بروجاً حتى يختم السورة، وفي الركعة الثانية أول سورة المؤمنين حتى يبلغ: فتبارك الله أحسن الخالقين. ثم يقول في ركوعه: سبحان الله العظيم وبحمده. ثلاث مرات، ومثل ذلك: سبحان الله الأعلى وبحمده في السجود أعطاه الله تعالى كذا وكذا )) .
358 ـ خبر: وعن أبي رافع، عن علي عليه السلام أنه كان إذا ركع قال: (( سبحان الله العظيم وبحمده )) . ثلاث مرات.
359 ـ خبر: وعن عقبة الجهني قال: لما نزل {فسبح باسم ربك العظيم}، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اجعلوها في ركوعكم )) فلما نزل: {سبح اسم ربك الأعلى} قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( اجعلوها في سجودكم )).
ذهب قوم إلى أنه يقول: سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي العظيم، واستدلوا بهذا الخبر وبما روي عن حذيفة أنه قال: كان النبي صلى الله عليه يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده، ثلاثاً، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى وبحمده، ثلاثاً.
__________
(1) ـ يصوبه: يعني ينكسه.(1/108)


لنا: أما الآية فلو كان يجب الأخذ بظاهر الأمر فيها لم يجزه إلا أن يقول: فسبح باسم ربك العظيم وسبح اسم ربك الأعلى، ولايقول: سبحان ربي الأعلى ولاسبحان ربي العظيم، وإنما أمره بتسبيح ربه وهو الله وهو اسم الله الأخص، وقياسه لو قال إنسان لإنسان: ناد باسم صاحبك لما اقتضى ظاهر الأمر أن ينادي: ياصاحبي، وإنما ينادي باسمه الأخص، وقد قال الله تعالى: {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون}. وقد روي أنه في المغرب والعشاء والفجر والظهر وهذا يرجح مانقول به.
360 ـ خبر: وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع رأسه فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا ربنا لك الحمد )) .
وذهب قوم إلى أن الإمام يقول: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد /36/. واستدلوا بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول إذا رفع رأسه من الركوع: (( سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد )) .
قلنا: هذا عندنا محمول على أنه كان يقوله على سبيل القنوت، كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: (( اللهم ربنا لك الحمد ملء السماء وملء الأرض وملء ماشئت من شيء بعده )) .
361 ـ خبر: وعن رفاعة بن رافع: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان جالساً في المسجد، فدخل رجل فصلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إليه، فقال: (( إذا قمت في صلاتك فكبر، ثم اقرأ إن كان معك قرآن، وإن لم يكن معك قرآن فاحمد الله وكبر وهلل، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم قم حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم اجلس حتى تطمئن جالساً، فإذا فعلت ذلك فقد تمت صلاتك، وما ينقص من ذلك، فإنما ينقص من صلاتك )) .
362 ـ خبر: وعن نافع، عن ابن عمر أنه كان إذا سجد بدأ بوضع يديه قبل ركبتيه، وكان يقول: (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصنع ذلك )) .(1/109)


363 ـ خبر: وعن أبي هريرة، قال: (( كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد لايبرك كما يبرك البعير، ولكن يضع يديه قبل ركبتيه )) .
ذهب أبو حنيفة والشافعي إلى أنه يبدأ بوضع ركبتيه قبل يديه، واستدلوا بحديث أبي هريرة: (( لايبركن كما يبرك البعير )) . لأن البعير يبدأ بيديه قبل رجليه، وهذا بعيد لأنه لايبدأ بالرجلين قبل اليدين في شيء من الأحكام، لافي الطهور ولافي القطع، وقد بَيَّن في الخبر، فقال: (( ولكن يضع يديه قبل ركبتيه )) . وكذلك حديث ابن عمر.
363 ـ خبر: وعن وائل بن حجر قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع يديه قبل ركبتيه )).
364 ـ خبر: وعن أبي حميد حين قال: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( كان إذا سجد مكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذا خديه ومنكبيه )) .
365 ـ خبر: وعن أبي إسحاق قال: رأيت البراء إذا سجد خَوَّى ورفع عجيزته، قال: وهكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل.
366 ـ خبر: وعن عبدالله بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (( كان إذا سجد فَرَّج بين ذراعيه وبين جنبيه حتى يُرَى بياض إبطيه )) .
367 ـ خبر: وعن وائل بن حجر قال: (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد يجعل يديه حيال أذنيه )) .
368 ـ خبر: وعن عبدالجبار بن وائل بن حجر قال: صليت وكنت غلاماً لاأعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة عن أبي وائل بن حجر، قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكان إذا سجد وضع جبهته بين كفيه.
369 ـ خبر: وعن البراء مثله.
وذهب قوم إلى أن المصلي إذا سجد جعل كفيه حذا منكبيه، واستدلوا بحديث أبي حُمَيد، وليس لهم فيه دليل لأنه قال: ووضع كفيه حذاء خديه ومنكبيه. فدل على أنه وضعهما بين خديه ومنكبيه، فإذا جعلهما بين خديه ومنكبيه فلاموضع لهما إلا قدام منكبيه.(1/110)

22 / 146
ع
En
A+
A-