بويع بعد وفاة والده سنة 393/02-1003 وعمره (17) سنة، وفي عصره تقلص ظل دولة الأئمة، وأصبح محصوراً بين ناحية إلهان وصعدة، لقوة نفوذ الدولة الزيادية، وكان من أشد منازعيه محمد بن القاسم بن الحسين الزيدي، وكانت بينهما معركة سنة401/10-1011 هزم فيها الحسين العياني ولكنه تمكن من جمع قوة أجابته من حمير وهمدان، وتوجه لمحاربة معارضه، ووقعت بينهما معارك، هزم فيها محمد بن القاسم سنة 402/11-1012 في فج صنعاء وداست الخيل ظهره، ولم يصف الأمر للإمام الحسين، إذ نشبت بعدها معارك عديدة، كان خلالها يقوم بمناضلة أعدائه بنفسه، حتى أسفرت إحداها عن مقتله في سنة 404/1013 وهو في سن مبكرة، بعرار في وادي البون بالقرب من مدينة ريدة، وعمره آنذاك (28) سنة، وقبره هناك مشهور مزور.
كتبه
وقد خلف كتبا كثيرة ذكر أحمد بن عبد الله الوزير مرة أنها مايقرب من (80)كتابا أو يقل قليلا، ومرة قال:إنها(75)(1) وذكر صلاح الجلال أنه صنف نيفا وسبعين مصنفا(2). نذكر منها:
أجوبة مسائل في التوحيد.
الأدلة على اللّه تعالى.
الإرادة.
الأسرار.
كتاب الأكفاء.
كتاب الإمامة.
بناء الحكمة.
تثبيت الإمامة.
التحدي للعلماء الجهال والرد على الزنيم وغيره من الضَّلال.
تفسير الغريب من كتاب اللّه.
التوحيد والعدل.
التوفيق والتسديد.
التوكل على اللّه ذو الجلال والرد على المشبهة الضلال.
الدامغ.
الدليل على حدوث الأجسام.
الرحمة وابتداء اللّه سبحانه لعباده بالنعمة.
الرد على أهل التقليد والنفاق.
الرد على الدعي.
الرد على العقيانية.
الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين.
الرد على من أنكر قتل حاتم.
الرد على من أنكر الوحي.
كتاب السبيلين وهما العقل والنفس.
الصفات ومعرفة الصانع.
الفرق بين الأفعال والرد على الكفرة الجهال.
مختصر الأحكام.
مختصر في التوحيد.
المعجز(اسم لمجموعة كتب خمسة هي:
كتاب الطبائع.
__________
(1) تاريخ بني الوزير 212 و 32.
(2) مطلع البدور2/211.(1/76)
شواهد الصنع.
الرد على الملحد
التوحيد والتناهي والتحديد
الرد على عبدة النجوم).
مهج الحكمة.
الموعظة.
تفسير الصلاة.
الرؤيا.
الولاء والبراء.
فهذا ما قدرنا على جمعه من أسماء كتبه مما ينيف على (75) كتابا كما يقال. وقد وضع العلامة المؤرخ أحمد الشامي كمية كتبه المنسوبة إليه تحت التساؤل اعتمادا على دراية الدراسة لا روايتها فقال:
((تلك الكثرة الكاثرة من الكتب والتي قيل: إن الإمام الشاب المهدي الحسين بن القاسم العياني قد ألّفها وبلغت نيفا وسبعين كتابا، وجعلت شيخنا العلامة مجد الدين يقول: "وقد بلغ هذا الإمام في العلوم مبلغاً تحتار فيه الأفكار وتبتهر فيه الأبصار على صغر سنه" لا يسعنا إلا أن نعقب عليها بنقد دراية لا يخضع لتهاويل المواصفات التي يشترطها فقهاء الإسناد وعلماء الرواية في تصحيح الأخبار التي تروى لهم أو يروونها.
ونقاد الدراية إذ يقدّرون ويحترمون تلك الشروط والمواصفات عند نقاد الرواية، فلا بد أن يحكموا عقولهم فيما لم يكن دليله قطعياً ولا يفيد غير الظن، ويحللّونه ويعللّونه ويعملون دراياتهم في نقد ما يصح عقلاً وما يأباه العقل، ولذلك فلا أستطيع إلا أن اعترف بأني قد وقفت موقف الشك من هذه الكثرة الكاثرة من المؤلفات في شتى العلوم والتي نسبت لهذا الإمام الشاب.
وبالتالي فلا ألوم من يقول أو يتساءل متشككا: كيف استطاع هذا الشاب وهو في السابعة عشرة أن يصبح إماماً غزير العلم، مصنفاته خمسة وسبعون مصنفا، أيعقل هذا؟!(1/77)
ولا ألوم ولا أنكر على من يجحد أو ينكر-أو يشك في- أن هذا الشاب الإمام صغير السن، قد تمكن وخُوِّل له من الوقت خلال السنوات العشر التي أمضاها بعد أن ادعا الإمامة والمهدوية، وقد كانت سنوات قتال وصراع بينه وبين أنصار أبيه وخصومه من الزيديين والرسيين وآل أبي الفتوح وآل الضحاك، والعديد من المشيخات والسلطنات حتى سقط قتيلا..أن يجد من الوقت ما يخوّل له تأليف خمسة وسبعين مصنفاً؟ وهل يعقل هذا أيضا؟!
ولكنني لا أستطيع أن أجحد أن هذه الكتب قد ألّفت وهي موجودة في خزائن المكاتب اليمنية، بل وبعضها موجودة في المكاتب العالمية في مصر، ولندن، وبرلين، وتركيا، وقد ذكر أسماءها وأرقامها الأستاذ كارول بروكلمان.
وإذن فلا بد أن هناك من قد ألّفها أو شارك هذا الإمام الشاب العالم في تصنيفها، ولن أعترض على قائل يقول: إن بعض تلك المؤلفات كانت من تصانيف والده العالم الوقور الحكيم الذي لم يُبايع بالإمامة إلا وهو في سن الثمانين، والذي لم يجد له بروكلمان إلا كتاباً واحداً اسمه (التفريع)!
لماذا لا يكون الإمام القاسم في أعوامه الثمانين قد ألّف تلك الكتب أو بعضها، ثم لما ادّعا الإمامة والمهدوية ابنه الشاب النزق الذي تجالدت في عقيدته ألسن علماء اليمن، استولى على تلك الثروة، وربما زاد في بعضها ونقص في البعض الآخر، وأظهرها منسوبة إليه يتبجح بها ويفاخر، فتتحيّر الأفكار وتنبهر الأبصار؟!(1/78)
لماذا لا يجوز ذلك إذا حكّمنا عقولنا، وانتقدنا الأمر نقد بصيرة ودراية؟! وعلى كل حال فبعد أن نطّلع على تلك الكتب وندرس ما فيها، سنستطيع أن ندرك ما هو للشيخ الإمام القاسم، وما هو أشبه به علماً ونفساً وبياناً، وقد نعرف ما هو أقرب إلى نزق وعقلية ابنه الشاب الإمام المهدي الحسين بن القاسم الذي قيل عنه ما قيل، وبألسنة أفذاذ منهم: الإمام أحمد بن سليمان، وصلاح الجلال، ومحمد بن إبراهيم الوزير، ومسلّم اللحجي))(1).
الكتب المحققة
ما قمت بتحقيقه هو مجموعة كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني، حصلنا على نسختين منها إلا البعض منها فلم نحصل إلا على نسخة واحدة.
وهذا المجموع يحتوي على ثلاثة عشر كتابا، وهي:
1- دلة على اللّه تعالى
2- كتاب الأكفاء.
3- التوفيق والتسديد.
4- الرد على من أنكر الوحي.
5- كتاب السبيلين.
المعجز. (إسم لمجموعة كتب هي:
6-كتاب الطبائع
7- شواهد الصنع
8- الرد على الملحد
9- التوحيد والتناهي والتحديد
10- الرد على عبدة النجوم).
11- تفسير الصلاة.
12- الرؤيا.
13- الولاء والبراء
- - -
صور المخطوطات
الصفحة الأولى من كتاب المعجز النسخة (أ)
الصفحة الثانية من كتاب المعجز النسخة (أ)
الصفحة الأخيرة من كتاب المعجز النسخة (أ)
الصفحة الأولى من كتاب المعجز النسخة (ب)
الصفحة الثانية من كتاب المعجز النسخة (ب)
الصفحة الأخيرة من كتاب المعجز النسخة (ب)
الصفحة الأولى من كتاب المعجز النسخة (ج)
عملي في التحقيق
بعد تجميع الخطوطات ومقابلتها وتصحيح النص ونبطه، قطعت النص إلى فقرات، والفقرة إلى جمل، مستخدماً علامات الترقيم المتعارف عليها.
وضغت دراسة عن الكتاب والكاتب وتحدثت عن الفرقة الحسينية بما أحسب أنه جهد طيب.
__________
(1) تاريخ اليمن الفكري 1/244 – 245.(1/79)
آملاً الحصول على بقية الكتب في طبعة قادمة، داعياً أبناء الزيدية خصوصاً والمسلمين عموماً إلى البحث الجاد عن الحقيقية، والتركيز على نقد الذات أولاً، والبحث الجاد والمنصف لا يضير الحق والحقيقية، فلا خوف عليهما إلا من التعتيم والغموض، فإن النار لا تزيد الذهب إلا وهجاً وصفاء، كونوا جريئين في البحث والتنقيب بهدف تجلية الحقيقة وخدمتها، تولوا ذلك بأنفسكم بدلاً من أن يأتي حاقد أو جاهل فيقلب الحقيقة ويشوه الصورة {أماالزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} سائلا الله أن يتقبل منا إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
عبد الكريم أحمد جدبان
اليمن - صعدة 14 / ربيع الآخرة / 1423هـ
الموافق 25 / 6 / 2002م
- - -
كتاب المعجز
يحتوي المعجز على خمسة كتب هي:
كتاب الرد على من جحد الله.
كتاب الرد على عبدة النجوم.
كتاب الطبائع.
كتاب شواهد الصنع.
كتاب الرد على الملحدين.
كتاب
الرد على من جحد الله
كتاب الرد على من جحد الله
وقال بقدم الهواء، وغيره من الأشياء
فإن سأل بعض الملحدين، أهل الحيرة المتمردين:
فقال: ما الدليل على حدث الهواء؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على حدثه أنه لم يخل من الزمان طرفة عين، ووجدنا الزمان محدثا وهو حينئذ سكون الهواء، فعلمنا أن ما لم ينفك من المحدَث، ولم يوجد إلا بوجوده، أن سبيله في الحدث كسبيله.
فإن قيل: وما الدليل على حدث الزمان؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على حدثه أن كل ساعة لها أول وآخر، وكل ليلة، وكذلك كل يوم وشهر، فكلما حدثت ساعة انقطعت، فهذا دليل على حدث ما مضى من الزمان، فقد انقطع وفني، وما وقع عليه الانقطاع والفناء، فقد تناها، بيِّن البيان، وأوضح البرهان.
فإن قال: وما أنكرت من الزمان أن يكون الزمان، الذي هو سكون الهواء قديما لم يزل، على ما ترى ساعة تبقى بعد ساعة، وساعة قبل ساعة، إلى مالا نهاية له؟(1/80)