ومن سورة يوسف (12)
قال: ?وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُوْنَ [21]?، وفيما حكى من قول يوسف عليه السلام: ?ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُوْنَ [38]?.
وقال اللّه تعالى: ?ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُوْنَ [40]?.
وقال تعالى: ?وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين [103]? فأخبر نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم أن أهل القلة هم المؤمنون.
وقال تعالى: ?وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُوْنَ [106]?.
فأخبر أن أهل الكثرة لا يؤمنون ولا يفلحون، وأنهم أهل الشرك والفساد في الأرض إلى يومنا هذا وصدق اللّه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.(1/181)
ومن سورة الرعد (13)
?المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيْ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُوْنَ [1]?.(1/182)
ومن سورة إبراهيم (14)
قال تعالى: ?وَاجْنُبْنِيْ وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [35] رَبِّ إِنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كَثِيْراً مِنَ النَّاسِ [36]?.
وقال تعالى [عن قول إبراهيم]: ?رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُريتِي بِوَادٍ غَيِرْ ذِيْ زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لَيُقِيْمُوْا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُوْنَ [37]?. ولم يقل: أفئدة الناس كلهم.
وقال تعالى [عن قول إبراهيم أيضاً]: ?رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيءٍ فِيْ الأَرْضِ وَلاَ فِيْ السَّمَاءِ [38] الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمْيِعُ الدُّعَاءِ [39] رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيْمَ الصَّلاَةِ وَمِنْ ذُريتِي ربنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ [40] ربنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ يَوْمَ يَقُوْمُ الْحِسَابُ [41]?، وإنما سأل للخاص من ذريته فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم في الخاص، وهم دعوة إبراهيم، وقد علم إبراهيم أن كثيراً من ذريته يضلون كثيراً من الناس فلذلك قال: ?فَمَنْ تَبِعَنِيْ فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ [36]?.
وقال أبو الحسين زيد بن علي: يعني من كان على منهاجي فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم.
وفي هذا يقول اللّه عز وجل لمحمد صلى اللّه عليه وآله وسلم: ?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللَّهَ فَاتَّبِعُوْنِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ?[آل عمران: 31].(1/183)
وقال اللّه تعالى: ?قُلْ أَطِيْعُوْا اللّه وَالرَّسُوْلَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرينَ*?[آل عمران: 32]، فمن تولى عن طاعة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم كفر بما أنزل اللّه تعالى وبمحمد صلى اللّه عليه وآله وسلم.(1/184)
ومن سورة أصحاب الحجر(15)
قال اللّه تعالى يحكي قول إبليس لعنه اللّه: ?قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِيْ الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ [39] إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِيْنَ [40]?، فعباد اللّه المخلصين هم: القلة من الأمم أجمعين، وهم الذين قال اللّه تعالى: ?إِنَّ عِبَادِيَ لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِيْنَ [42]?، فمن أطاع إبليس لعنة اللّه تعالى عليه فقد اتبعه. والغاوون فهم : أهل جهنم.(1/185)