ومن سورة الأعراف (7)
قال اللّه تعالى يحكي قول إبليس الرجيم: ?ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيْهُمْ? يعني: الآخرة. ?وَمِنْ خَلْفِهِمْ? يعني: الدنيا. ?وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ? يعني: حسناتهم. ?وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ? يعني: سيئاتهم. ?وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرينَ [17]?.
وقال تعالى يخبر محمداً صلى اللّه عليه وآله وسلم عن الأمم الخالية: ?وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِيْنَ [102]?، ولم يقل ذلك لأقلهم، لأنه قد علم تبارك وتعالى أنما اتبع الأنبياء عليهم السلام من كل أمة أقلها وأضعفها وأوضعها في حال الدنيا.
وقال تعالى: ?وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيْراً مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوْبٌ لاَ يَفْقَهُوْنَ بِهَا [179]?، وقال حين سئل نبيه صلى اللّه عليه وآله وسلم عن قيام الساعة، قال: ?قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُوْنَ [187]?، يعني: قيام الساعة، قد أعلم اللّه تعالى الساعة القليل من خلقه وهم أهل صفوته، وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم :((إن من أشراط الساعة: مطراً ولا نبات، وتبايع الناس بالعينة ، وكثرة أولاد الزنى وترك العمل بكتاب اللّه تعالى، وتجارة النساء، وتجارة الراعي في أمته)) مع شرائط كثيرة.
قال اللّه تعالى تصديقاً لذلك: ?عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُوْلٍ?[الجن: 26 - 27].(1/176)
ومن سورة الأنفال (8)
قوله لأمة محمد صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم في المهاجرين والأنصار: ?وَإِنَّ فَريقاً مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ لَكَارِهُوْنَ [5] يُجَادِلُوْنَكَ فِيْ الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُوْنَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُوْنَ [6]?، ولم يخاطب اللّه تعالى بهذا المؤمنين الذين استكملوا الإيمان لأنهم لا يجادلون النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم في الحق، ولكنهم مضوا على ما أمرهم اللّه تعالى ورسوله صلى اللّه عليه وآله وسلم.
وقال اللّه تعالى : ?وَمَا كَانُوْا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُوْنَ [34]?: وهم الأقلون وأولياء الشيطان هم: الأكثرون.(1/177)
ومن سورة التوبة (9)
قال اللّه تعالى: ?لاَ يَرْقُبُوْا فِيْ مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُوْنَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوْبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُوْنَ [8]?.
وقال اللّه تعالى: ?لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فَيْ مَوَاطِنَ كَثِيْرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْا أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً [25]?، فأخبر اللّه محمداً صلى اللّه عليه وآله وسلم أن الكثرة لا تغني شيئاً، وأن أهل القلة في كل أمر يمدحون.
وقال اللّه تعالى: ?فَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِ يْنَ [25]?.
قال زيد بن علي: وكانوا فيما بلغنا والله أعلم اثني عشر ألف رجل، ثم قال: ?ثُمَّ أَنْزَلَ سَكِيْنَتَهُ عَلَى رَسُوْلِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ [26]?، وهم الذين ثبتوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم حنين وكانوا سبعة نفر من بني هاشم وبعضهم من الأنصار، منهم: العباس بن عبد المطلب أخذ لجام بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ممسك بثفرها،وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى اللّه عليه، والفضل بن العباس بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، ثم قال: ?وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئاً وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِيْنَ?[الأنفال: 19] يعني الذين ثبتوا مع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال اللّه تعالى: ?يَاأَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا إِنَّ كَثِيْراً مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُوْنَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [34]?، والأحبار والرهبان هم: علماء التوراة وقادة أهل الكتب، وهم جماعتهم عند أنفسهم.(1/178)
ومن سورة يونس (10)
?وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِيَ مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيْمٌ بِمَا يَفْعَلُوْنَ [36]?.
قال اللّه تعالى: ?أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُوْنَ [55]?، قال تعالى: ?وَإِنَّ كَثِيْراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُوْنَ [92]?.(1/179)
ومن سورة هود (11)
قال تعالى لمحمد صلى اللّه عليه وآله وسلم: ?فَلاَ تَكُ فِيْ مِريةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُوْنَ [17]?.(1/180)