ومن سورة يونس (10)
قال اللّه تبارك وتعالى: ?فَمَا آمَنَ لِمُوْسَى إِلاَّ ذُريَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلإِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ [83]?، ولم يقل: لكل ذرية بني إسرائيل.(1/166)


ومن سورة هود (11)
قال اللّه تعالى: ?إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ القَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيْلٌ [40]? فكانوا فيما بلغنا والله أعلم: ثمانين إنساناً من الأمم بعد آدم عليه السلام، فدعاهم إلى اللّه تسع مائة وخمسين سنة، فقال تعالى: ?فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُوْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوْا بِقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِيْ الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيْلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ [116]?، وهم الذين نجوا مع أنبيائهم عليهم السلام، وبعد أنبيائهم عليهم السلام، وهم الذين نهوا عن الفساد في الأرض، ?وَاتَّبَعَ الَّذِيْنَ ظَلَمُوْا مَا أُتْرِفُوْا فِيْهِ وَكَانُوْا مُجْرِمِيْنَ [116]?.(1/167)


ومن سورة النحل (16)
قال اللّه جل اسمه: ?إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً للَّهِ حَنِيْفاً [20]? وإنما عنى به إبراهيم صلى اللّه على نبينا وعليه وعلى آلهما وجعله أمة.
وقال اللّه تعالى: ?وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُوْنِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُوْنَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ [78]?.(1/168)


ومن سورة بني إسرائيل (17)
يحكي قول إبليس: ?أَرَءَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ القَيِامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُريتَهُ إِلاَّ قَلِيْلاً [62]?، فالقليلون هم: الذين استنقذهم اللّه سبحانه وتعالى من ولاية إبليس.
وقال اللّه تعالى: ?وَيَسْأَلُوْنَكَ عَنِ الرُّوْحِ قُلِ الرُّوْحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوْتِيْتُمْ مِنْ العِلْمِ إِلاَّ قَلِيْلاً [85]?.
فافهموا عباد اللّه عن اللّه ما أخبركم به في كتابه، أن القليل من الأمم هم فئة اللّه الغالبون، التي يغلب اللّه بهم الكثرة، وأنهم أنصار اللّه، وأنهم خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، وأنهم أولياء للّه وأنهم أهل الذكر، وأهل الشكر، وأنهم الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وهم أهل التقية في دار إظهار الكفر، وأنهم أهل البقية الذين اتخذ اللّه من الأمم، وأنهم أهل العلم وزيادة الهدى، وأنهم الشهداء على الأمم، وأنهم أهل البأس على عدوهم، وأنهم الذين صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه، وأنهم لم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم ، وأنهم الشاكرون من خلقه، وأنهم أهل الفقه والتهجد، والمستغفرين بالأسحار، وأنهم الأمة الوسط من الأمم، فأنزلوهم منزلتهم، ولا تقولوا على اللّه مالا تعلمون.(1/169)


وقال في أهل الكثرة يذمهم ويسيء الثناء عليهم وينهى الصالحين عن اتباعهم
فقال في سورة البقرة (2)
قال اللّه تعالى: ?أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوْا عَهْداً نَبَذَهُ فَريقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُوْنَ [100]?.
[وقال تعالى:] ?وَدَّ كَثِيْرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّوْنَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيِمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ [109]?، وهم أهل التوارة - أمة موسى عليه السلام -، يقرون بالله والتوراة، غير أنهم كتموا أمر محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم، فكفرهم اللّه بذلك.
وقال تعالى: ?إِنَّ اللَّهَ لَذُوْ فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُوْنَ [243]?: ولم يقل لأقلهم.(1/170)

34 / 55
ع
En
A+
A-