وقال أيضاً:
زالَ أهلُ التفعيلِ والانفعالِ.... وأديلَ التطريفُ بالاعتزالِ
كيف ينجو مِن الضلالة ناج.... صار منها إلى أضل الضلالِ
ليسَ مَنْ ليسَ ينكرُ النص والحصـ.... ـر وإن قال ذاك بالأعمالِ
مثل من ينكرُ الوصيةَ والنصَّ.... عليها وفرض جمع الخصالِ
مستجيزاً لجحده العدل عمداً.... مستحلاً للقول بالإهمالِ
حرفوا محكم النصوص فصاروا.... قدوةً في التلبيس والإضلالِ
ولهم في التوحيد أقوالُ زورٍ.... مزرياتٌ في الزور بالأقوالِ
رائقاتٌ بالمين كل مخيلٍ.... فائقاتٌ في النكر كل محالِ
شاهداتٌ لمفرغ الوهمِ فيها.... باعتداء الحدود والإيغالِ
أصلوا للقياس أصل اصطلاحٍ.... جلَّ عن أصل صلحهم ذو الجلالِ
لقبوا الجسم بالذوات ليقضوا.... باشتراكٍ في حالةٍ وانفصالِ
وادعوا أن للمهيمنِ ذاتاً.... شاركت ثم فارقت في خلالِ
ثم قاسوا ما فرعوه وخاضوا.... في شروحٍ لهم عراضٍ طوالِ
باختراصٍ في قولهم وابتداعٍ.... وبظنٍ منهم له وانتحالِ
واختيالٍ في فرقهم للمعاني.... بينما ليس فيه فرقٌ بحالِ
نحو ما قد جمعتُ منه مثالاً.... هاهنا فاستمع لضرب المثالِ
أزلي ثبوته وقديمٌ.... ذو وجود ما إن له من زوالِ
وكذا الفرق بين أمرٍ وشيءٍ.... واشتراك الذوات والأمثالِ
ومزيدٍ على الذوات وغيرِه.... واقتضاءٍ للأحكام والأعلالِ
وأمورٍ تجددت وذواتٍ.... فاعلاتٍ حوادثَ الأفعالِ
أي فرقٍ ما بين اثنين منها....في صحيح الذكا وصدقِ المقالِ؟(1/461)
ليس إنْ قيلَ ثابتٌ أزليٌ.... هو إلا لربِّنا المتعالِ.
ضل من قال لم يزل كل شيءٍ.... ذا ذواتٍ ثوابت الأحوالِ..
باعتماد منه لعكس المقالا.... تِ ولبس المعلوم بالإدّغالِ
لو يجوز التبديل للقول صلحا.... جازَ قلبُ القرآن بالإبدالِ
ما أتى في التكليف أمرٌ بهذا.... لا بقولٍ يروى ولا في فعالِ
بل أتى الأمر بالتفكر في الصنـ.... ـع وتركِ اتباعِ رأي الرجالِ
غيرَ مَنْ كان مصطفىً ذا اعتصامٍ.... أو حكيماً في قوله غير غالِ
مستحقاً في الذكر أن يقتدى منـ.... ـهُ بما قال من رخيصٍ وغالِ
كل دين مزخرف القولِ إلا.... دينَ آلِ المصطفى خير آلِ
أوجب الله ودهم واجتباهم.... وارتضاهمْ في وحيهِ للسؤالِ
فاستعاض الأنام عنهمْ شيوخاً.... آثروهم بالود والإجلالِ
واستخفوا بعلم كل إمامٍ.... واستأموا بسادة ضُلالِ
مثل ما كان قبلهم قومُ موسى.... لم يطيعوه عرضَ تلك الليالي
قدموا مِنْ شيوخهمْ غيرَ هارو.... نَ فأصبحوا مثولةً في النكالِ
واحتذتْ أمةُ النبي فعالَ الـ.... ـخاسرينَ الطغاةِ حذو النعالِ
أتواصوا بذاكَ أم ذاك أمرٌ.... فيه تلقى تشابه الأشكالِ
تم ذلك بحمد الله ولطفه(1)
___________
(1)ـ قال في آخر نخ (ج): تم الكتاب المبارك ضحوة يوم الجمعة المباركة /11/ شهر ربيع الآخر / سنة (1041هـ) بعناية السيد الأوحد الأفضل العلامة ضياء الدين صلاح بن محمد العادل تجاوز الله عنا وإياه وختم للجميع بالحسنى وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفور رحيم.(1/462)
وذلك بخط من هو معترف بذنبه وراجي عفو ربه ومغفرته: راشد بن محمد بن عبدالله الطفيري الزيدي مذهباً، والعدلي اعتقاداً، وفقه الله تعالى لصالح العمل آمين.
قال في آخر النسخة التي تمّ قصاصة الرسالة الناظمة كنسخة ثانية: تم الكتاب المبارك قبيل ظهر يوم الربوع لعله 21 شهر الحجة من شهور سنة (1355هـ) بعناية سيدي عزّ الإسلام محمد بن منصور المؤيدي حفظه الله وتجاوز الله عنا وإياه وختم للجميع بالحسنى وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفور رحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، بقلم الحقير المعترف بذنبه وراجي عفو ربه ومغفرته قاسم بن محمد سهيل وفقه الله لصالح الأعمال بحوله وطوله (1355هـ).
قال في آخر نخ (أ): تم المجموع بحمد الله ومنه فله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً وكان الفراغ من رقمه يوم الجمعة المباركة رابع عشر من شهر القعدة سنة (1056) من هجرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تمّ لي مطالعة مجموع السيد العلامة حميدان بن يحيى بن حميدان العلامة الفهامة والخائض بأكمل صناعة في السبح في بحار الربوبية والنبوة والإمامة وكان الفراغ صبح يوم السبت ثالث شهر المحرم سنة (1380هـ) بقلم الحقير أحمد بن أمير المؤمنين الناصر -رضي الله عنه-. وصلى الله على محمد وآله وسلم.(1/463)
قال في آخر نسخة (ب): صادف الفراغ والمنة لله على ذلك يوم السبت 4/شهر جمادى الأولى سنة (1337هـ) بقلم أسير ذنبه الراجي عفو ربه ومغفرته ومستمد الدعاء ممن اطلع عليه يحيى بن إبراهيم المتميز ثبته الله والمؤمنين آمين اللهم.(1/464)