في لبسهم لمحكم التنزيلِ....ومستفيض سنة الرسولِ
ما ادعوا من منكر التأويلِ....والحكم بالرأي على الأصولِ
والعكس للمدلول والدليلِ....وليس كل واضح معقولِ
بمشكل الألفاظ مستحيلِ....والفكر للأوهام للعقولِ
في الفرق للشريك والتمثيلِ....ليعلموا التوحيد بالتعليلِ
وجعلهم للعترة الأشهادِ....ومعدن التأويل والإرشادِ
بزعمهم مِنْ جملةِ الآحادِ....في حادث الفقه وفي الإسنادِ
كغيرهم من حاضر وبادِ....وأنهم للشغل بالجهادِ
لم يظفروا في العلم بالمرادِ....ألم يعوا تفضيل ذي الأيادي
لمن به قضى من العبادِ؟!....وقوله لكل قوم هادي
فلم يزل ولا يزال في الزمنْ....بعد الوصي والحسين والحسنْ
مِنْ آلهم في كلِّ عصرٍ مؤتمنْ....يقفوهم مع الكتاب في سننْ
محافظاً على الفروض والسننْ....وحافظاً للعلم عن لبس وظنْ
وكتبهم مشهورة في كل فنْ....لدا العراق والحجاز واليمنْ
لولا افتتان من بها قد افتتنْ....والحق فيها ظاهرٌ لكنْ لمنْ
إذ قد غدوا بين الورى كالأجنبي....بعد النبي أو عدوٍّ مذنبِ
قد أسعفت فرصتهم لمغصبِ....ومنكر لفضلهم بالمنصبِ
ورافض لفضلهم مكذبِ....وشيعة تفرقت في المذهبِ
واستبدلت بأبعد عن أقربِ....فأهملت فرض الولاء الموجبِ
وعلم من عليهم مع النبي....أسنا الصلاة والسلام الأطيبِ
تمت الرسالة بحمد الله ومنّه فله الحمد على كل حال من الأحوال والصلاة والسلام على محمد وآله خير آل.(1/456)
وقال أيضاً:
أيُّها المستفيدُ من علم قومٍ .... نكبوا عن سبيل سفن النجاةِ
لا يغرنَّكَ بالزخارف علمٌ .... باطل بالأدلة المحكماتِ
ألَّفَتْهُ الغلاةُ بالوهمِ خَرْصاً .... كي يكونوا أئمة الامعاتِ
دلسوا العلم بالتفقهِ في الديـ .... ـن وبالرفض للهداة الثقاتِ
واكتفوا منه بالتسمي ومالوا .... عن صحيح المقال للترهاتِ
أعملوا الفكر في الإله فتاهوا .... في مهاوي مجاهل مهلكاتِ
أثبتوا الله جل عن ذاك جنساً .... كي يقولوا مشارك للذواتِ
ثم قاسوه بالذوات اللواتي .... أكمل الله خلقها بالصفاتِ
جعلوه كمثلها ذا صفاتٍ .... زائدات في ضمنه داخلاتِ
وادعوا حصر علمه في ذواتٍ .... لم تزل أجل علمه ثابتاتِ
وهي مقدورةٌ له لا تناهى .... لا بِعَدٍّ قالوا ولا بجهاتِ
حكِّمِ الفكرَ كي ترى كيف نصوا .... بعض وصف القديم للمحدثاتِ
واستردوا مِنْ وصفها ما أعا .... ضوه افتراءً كوصفه بالثباتِ
ولهم في الصفات شرحٌ بديعٌ .... واصطلاحٌ مخالفٌ للغاتِ
لا ذوات غدت ولا لا ذوات .... بل أمور جعلن للتفرقاتِ
ليس لا شيء ولا هنَّ شيء .... أي عقلٍ لمثل هذا يؤاتِ
ليس بين النفي والإثبات قسمٌ .... غير جمع النقائض البيناتِ
ليس بالاضطرار يعلم أمر .... لا بنفي يدعى ولا إثباتِ
كل فكر أدى إلى مثل هذا .... فهو وهمٌ ما إن له من ثباتِ(1/457)
هكذا العدل فيه حاروا فمالوا .... عن سبيل الرشاد مثل السراتِ
أكمل الله دينه باصطفاه .... للمودي زكاته في الصلاةِ
واجتباه لعلمه أنه أو.... لى بأمر الرسول بعد الوفاةِ
نصَّ ذاك النبي في يوم خمٍّ.... وهو أدرى بما يقول ويأتيِ
لم يقلْ عن هوىً بذلك فيهِ .... بل لآي أتت به منزلاتِ
فأبى عن قبول ذلك قومٌ .... لهنات يقال أو لحناتِ
واستدلت لذاك أخبارَ سوءٍ .... ليصدوا عن الهدى والهداتِ
جعلوا العقد في الإمامة شرطاً .... وادعوا أنهم ولاة الولاةِ
كيف يضحي من الرعية بالـ .... ـعكس أمير مفوض في الرعاتِ؟!
أو ليس الإله بالأمر أولى .... ويعلم الأسرار والنياتِ
إذ قضى بالوداد حتماً لقومٍ .... ونفى الدين عن مؤدى العصاتِ
هلْ لتوحيد ذي الجلال وللـ .... ـعدل بصير مبصر للغواتِ؟
هلْ لأهل الفرقان من مستأمٍ .... تابع للحماة عنه الأباتِ؟
داخلٍ باب حطة مستعدٍ .... راكبٍ في السفاين المنجياتِ
ممسكٍ بالعرى الوثاق لينجو .... من طواغيت عصره المطغياتِ
مخلصٍ للوداد فيهم مطيع .... لائذٍ بالسؤال في المشكلاتِ
إذ هم الصفوةُ الخيارُ أولوا الـ .... أمر وأهلُ التطهير أهلُ العباتِ
من يُصلَّى مع النبي عليهم؟ .... مَنْ سواهم له كهذي السماتِ؟(1/458)
ومن كلامه رضي الله عنه وأرضاه:
يا عاذلي عن مذهبي ومُعَنّفي .... دعني فإني بالأئمةِ مُقتفي()
قومٌ قفوا في الدين منهج جدهمْ .... يا حبذاك المقتفى والمقتفي
قومٌ همُ سفنُ النجاةِ وملجأُ الـ .... ـعاني اللهيف ومستغاثُ المعتفي
ومنارُ مَنْ يبغي الإنابة والهدى .... في كل فنٍّ في العلومِ ليشتفي
وهم الذين مِنَ الأنام تُخيروا .... بعد النبي لإرثِ علمِ المصحفِ
هل في الورى من بعدهم مِنْ مصطفى؟ .... أم هلْ سوى ربِّ الورى مِنْ مُصْطَفِي؟
وهم الخلائف للنبي بنصهِ .... صلَّ الإلهُ عليهِ من مستخلفِ
نصب الأئمة للبرية قدوةً .... فهم الأمان من الضلال المتلفِ
الكاشفون لكل كربٍ كارثٍ .... ولكل حادث مذهبٍ متكلفِ
ودسيس زنديقٍ ودلسة رافضٍ .... وغلو مغتالٍ ولبسةِ فلسفي
ولكل شبهة ملحدٍ متعنتٍ .... ومقال كل مزخرفٍ ومحرفِ
لم يخلُ عصرٌ منهمُ مِنْ مرشدٍ .... هادٍ إلى سبل النجاةِ معرفِ
لا دين إلا ما ارتضوه لأهلهِ .... كالتبر ينقده محكُّ الصيرفي
أيصدني عن علمهم من صدهُ .... علمُ الشيوخِ عن المحل الأشرفِ
فبأي عذرٍ إنْ رفضتُ علومَهمْ .... ألقى الإلهَ بذكرهِ في الموقف؟(1/459)
وقال أيضاً:
لقدْ ظهرتْ بعدَ النبي مِن الورى .... دفائنُ أضغانِ العتاةِ الروافضِ
وفي العدل والتوحيد من خوض بعضهمْ .... أقاويلُ زورٍ بيناتِ التناقضِ
فضلوا وغروا من أضلوا بعلمهمْ .... وإن كان ما قالوه ليس بغامضِ
ولكنهُ مَنْ لم يحطْ أصلَ دينه .... عن الرفض لم يشعر بلبسِ المعارضِ
ومن لم يكن آلُ النبي هداتَه .... إلى الحق ألقى نفسَهُ في المداحضِ(1/460)