قال الإمام المنصور بالله -عَلَيْه السَّلام-: فهذا كلام فاطمة -عليها السلام- الذي لقيت عليه الله سبحانه وإذا ثبتت معصيتهم بطل أن تكون الترضية ثابتة كما قال الإمام المنصور بالله -عَلَيْه السَّلام- وإذا كانت جائزة المعصية والترضية فما أبعد الشاعر في قوله:
فويل تالي القرآن في ظلم الليـ.... ـل وطوبى لعابد الوثن
تمت هذه الكتب النافعة والأقوال القامعة بعون الله ومنّه ولطفه والحمد لله رب العالمين.(1/446)


الرسالة الناظمة لمعاني الأدلة العاصمة
من كلامه(ع) التي سماها الإمام المطهر بن يحيى(ع): المزلزلة لأعضاد المعتزلة:
بسم الله الرحمن الرحيم:
حمداً وشكراً دائماً طولَ الأبدْ....مضاعفاً مجاوزاً حد الأمدْ
لخالقٍ ما إنْ له كفواً أحدْ....ورازق إنعامُهُ فاتَ العددْ
عمَّ البرايا مَنْ عصى ومَنْ عبد....ومن أقرَّ طائعاً ومن جحدْ
وإنْ ألم مؤيدٌ يوهي الجلد....فما لهم إلا عليه معتمد
إذ ما لهم من دونه من ملتحدْ....ولا إله غيره باق صمدْ
أحمده حمد امرءٍ موحدِ....مقدسٍ منزهٍ ممجدِ
مستمسك في دينه بأحمد....وبالوصي ذي التقى والسؤدد
وسيدين ابني إمامٍ سيدِ....ومَنْ بهم إلى النجاةِ أهتدي
مِنْ آلهم مِنْ بعدهم واقتدي....آل النبي المصطفى محمد
أقفو على آثارهم لا أعتدي....فعلَ مطيعٍ ليسَ بالمقلّد
وهل لمن يعصي الهداة دينُ....إني بما دانوا به أدينُ
همُ الذين علمُهم رصينُ....دين النبي فيهم مصون
لم ينكثوا العهدَ ولم يخونوا....وهم لمن يبغي النجا سفين
نص بذاكَ المصطفى الأمين()....مما به أخبره جبرين()
وكلُّ ما أوحى به يقينُ....والرافضي علمه ظنون
هذا الذي من مذهبي أصرحهْ....وبالدليل المستبين أوضحهْ
خير المقال في الجدال الحجهْ....أَبْيَنَهُ معانياً وأفصحه
لا زخرف يغوى به من شرحه....وخبرهُ عندَ الخبيرِ يفضحه
وخير مفت للفتى من ينصحه....بما يحوطُ دينَه ويصلحه
لا مَلِقٍ عند الحضور يمدحه....وفي المغيبِ بالمعيب يجرحُه(1/447)


فاعرفْ أصول مبتدا التكليفِ....يا ممعناً في العلم بالتعريفِ()
وما الذي يُنْجِي مِن التحريفِ....وأينَ حد الفكر في التلطيف
فإنه لا بدَّ مِنْ وقوف....إذ ليس كل ثابت معروف
يعرف كالمعروف بالتكييف....ثم اختصاصُ الخالقِ اللطيف
لبعض من يشاء بالتشريف....مختبراً في ذاك للمشروفِ
إنَّ الذي لخلقهِ تعبدا....قد أكملَ الخلقَ تعالى وهدى
وصيّر العقل دليلاً مُرشدا....وأرسل الرسل الثقات بالهدى
واختصهم بوحيه ليقتدى....بقولهم وفعلهم فيهتدى
ثم اصطفى من آلهم وأيدا....أئمةً منجيةً مِن الردى
وخصَّ بالفضل الشهير أحمد....وآله فما عدا مما بدا
حتى اعتدت بعد النبي أمتُه....فخولفت في آله وصيتُهْ
وألبستْ ثوبَ الصغار ابنته....وحولت عن الوصي رتبته
كأنهم لم يعلموا مَنْ عترته....ومن له من بينهم أخوّته
وإرثه وعلمه وعصمته....ومن جرت على الجميع إمرته
دليل إخلاص التقى مودته....ومن أمارات النفاق بغضته
فأخّروا() مِنْ بعدهِ مَنْ قدّمه....وصغروا مِنْ حقه ما عظّمه
وكمْ له من وقعة وملحمهْ....مذكورة مشكورة ومكرمهْ
وآيةٍ بها المليك أكرمه....كانت على عهد النبي محكمهْ
وسنةٍ مأثورة مفهمهْ....لكل ناج قلبه من الكمه
لا رافض يقول تلك مبهمهْ....غلوه في شيخه قد تيمه
كذاك نصَّ المصطفى على علي....وخصّه بأنهُ المولى الولي
في يوم خم لم يكن بمشكل....بل خاطبَ القوم بمعقولٍ جلي
في محفل أعظم به من محفل....وقوله رسالة للمرسِلِ
ولم يكن لخلقه بمهمل....فكيف يأتيهم بما لم يعقل؟!
هل عن صريح نصه من معدل....لمسلم لم يغل في التأوّل؟(1/448)


وهبهم بزعمهم لم يعرفوا.... ما عطّلوا من حجة وحرفوا
فلم أتوا بغير ما قد كلفوا؟....ما بالهم بالمصطفى لم يكتفوا؟
ويهتدوا بفعله ويقتفوا....وفعله كقوله لو أنصفوا
فإن يكن كما حكوا وصنفوا....أهملهم فلو قفوا ما استخلفوا
وإن يكونوا بالولي عرِّفوا....فكيف عن وليهم تخلفوا؟
الغاصب الأمر ومن منهم سرق....ومَنْ حذا بحذوهم من الفرق
من ناكث وقاسط ومن مرق....وذي اعتزال صار في لج الغرق
ومدّعٍ جهلاً لنص مختلق....به لزيدٍ عن أخيه قد فرق
وعابه إذ لم يمل إلى الفَرَق....وما اقتدى إلا بفعل من سبق
ممن عليه بالنصوص متفق....فمن ترى يكون بالحق أحق؟
ومن يكون في الورى مستخلفا....يحوطهم في دينهم والمصحفا؟
بهديه في كل عصر يشتفى....مِنْ بعدِ مِنْ نصَّ عليه المصطفى
إلا الذي لهم من الآل اقتفى....ممن بهم وبالكتاب عرفا
مبلغاً مِنْ وصفهمْ ما كُلفا....ومُخْبِراً ممن يكون الخلفا
قوم لهم علم الكتاب معتفى....ليسوا كمن بالشيخ والرأي اكتفى
كفى لذي لب وأذن واعيهْ....بما حكاه المصطفى في الواعيهْ
وعترة إلى النجاة داعيهْ....مختارة مهدية وهاديهْ
وفرقة دون الأنام ناجيهْ....وعصمة للمهتدين كافيهْ
ليسوا كأحزاب الجموع الباغيهْ....ولا الأولى مالوا إلى الرفاهيهْ
للشك في جهادهم معاويهْ....فاعتزلوا عن الجميع ناحيهْ
يا أمةً تفضلُ كل أمهْ....إن لم تَشُبْ نور الهدى بظلمهْ
ولم تغير بالضلال النعمهْ....قول النبي قدوة ورحمهْ
قد خصه الله بنور الحكمهْ....ليهتدي به من استأمه
مقتبساً آدابه وعلمه....وللرسول بالدليل عصمهْ
تمنعنا أن نستخين حكمه....وقد أبان الحكم في الأئمهْ(1/449)


بواضح الألفاظ والمعاني.... ممثلاً لكل ذي إيمانِ
مصدق بمنزل التبيانِ.... وسنة الرسول ذي البيانِ
في وصفه للآل بالأمانِ.... من عاجل الأهوال في الزمانِ
وأنهم لخائف الطغيان.... سفينةٌ كفلكِ ذي الطوفانِ
ومثل باب حطة الغفران.... وكم لهم في محكم الفرقان
من آية من ربهم منزلهْ.... تُحلَّهم في الفضل أعلى منزلهْ
مبيناً ببعضها ما أجمله.... فما اعتذار رافضٍ إنْ بدله؟
كالأمر بالرد وفرض المسئلة.... لأهل من سماه ذكراً أنزله
وآيةٍ() في الود ليست مشكلهْ.... بها أتمَّ دينه وأكمله
ومن قضى إلهه بالود له.... فقد قضى بعدله إذ فضله
وقد قضى بالفضل للمجاهد.... على الوزير والجليس القاعد
قضاء عدلٍ ما له من جاحدِ.... أكرم به من حجة وشاهدِ
وكل فضل في الكتاب وارد.... فمحنة لصابر وحامدِ
ومخرجٌ لضغن كل حاسدِ.... ورافض وباغض معاندِ
معارض عن الرشاد حائدِ.... كفعل إبليس اللعين الماردِ
وكم له في فعله من متبعْ.... بعقله وعلمه لم ينتفعْ
مصمم في غيه لم ينقرعْ.... وإن نهاه ناصحٌ لم يستمعْ
يعجبه مِنْ قوله ما يبتدعْ.... مدلس محرف لما سمعْ
من كل قول في البيان قد وضعْ.... مجتهد في خدع كل منخدعْ
جنابُه لكل غاوٍ متسعْ.... فبئس ما يلجأ إليه المنتجعْ
وشر من يغوى به المسترشدُ.... وطالب العلم ومن يقلدُ
مَنْ يظهر التوحيد وهو ملحدُ.... ويدعي الإصلاح وهو مفسدُ
وزاهد ما إن يزال يعبدُ.... جليسه كتابه والمسجدُ
وهمه العلم وفيه يجهدُ....مشمر في كسبه مجردُ
لكنه إلى الشيوخِ يسندُ....ولا يرى لهم نظيراً يوجدُ(1/450)

90 / 94
ع
En
A+
A-