وحكايته - عَلَيْه السَّلام - لمثل ذلك عن محمد بن القاسم - عَلَيْه السَّلام - التي عقبها بقوله: وما حكيناه عن محمد بن القاسم - عَلَيْه السَّلام - مذكور في سيرة الهادي - عَلَيْه السَّلام - وقد كان في قول القاسم - عَلَيْه السَّلام - كفاية، ولكنا أردنا مظاهرة أقوال آبائنا - عَلَيْهم السَّلام - ليعلم المستبصر اللبيب أنى على منهاجهم نلقطه لقطاً، وأن من انتسب إلى آبائنا - عَلَيْهم السَّلام - ورفضنا جعل ذلك تدليساً لأمره، وتلبيساً على العوام بمكره، وأنه كما خالفنا، هو أيضاً مخالف لآبائنا - عَلَيْهم السَّلام -، وإنما انتسب إليهم إلحاداً في الدين، وتمويها على ضعفة المسلمين.
[حكاية الإمام(ع) لقول الإمام الهادي(ع) بالتفضيل]
وحكايته - عَلَيْه السَّلام - عن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين - عَلَيْه السَّلام - لما ذكر في كتاب الفوائد من مفاضلة الله سبحانه بين الأجسام، وكذلك ما ذكر - عَلَيْه السَّلام - في كتاب الشريعة من اعتبار الكفاءة في النسب ثم عقب ذلك - عَلَيْه السَّلام - بقوله: وذلك مذهبه - عَلَيْه السَّلام - ومذهب الأئمة من أولاده - عَلَيْهم السَّلام - إلى يومنا هذا، وفيه دلالة واضحة لمن أنصف عقله؛ لأن الناس لو كانوا عنده – عَلَيْه السَّلام – على سواء لم يعتبر إلا كفاءة الدين؛ فظهور فساد قول من يزعم أن الناس لا تفاضل بينهم، وأن الله تعالى لم يفاضل بين خلقه معلوم لكل من لم يتخذ إلهه هواه.(1/411)
[تصريح المرتضى لدين الله محمد بن يحيى(ع) بأن إجماع العترة منعقد على أنهم أفضل الخلق]
وحكايته - عَلَيْه السَّلام - عن المرتضى لدين الله محمد بن يحيى - عَلَيْه السَّلام - أنه قد صرح في مسائله بأن إجماع العترة - عَلَيْهم السَّلام - منعقد على أنهم أفضل الخلق، وأن الواجب على جميع أهل الملل الرجوعُ إليهم، والانقيادُ لأمرهم.
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: ولا إشكال فيه فيحتاج إلى ذكر مواضعه.
[رسالة الإمام القاسم بن علي العياني (ع) إلى أهل طبرستان]
وحكايته - عَلَيْه السَّلام - لرسالة القاسم بن علي العياني - عَلَيْه السَّلام - إلى أهل طبرستان التي منها قوله: (أصل التأويل أول الخبال، والاختلاف في الأئمة أول الضلال، والاعتماد على غير العترة أول الوبال، أصل العلم مع السؤال، وأصل الجهل مع الجدال، العالم في غير علمنا، كالجاهل بحقنا، الراغب في عدونا، كالزاهد فينا، المحسن إلى عدونا، كالمسيء إلينا، الشاكر لعدونا، كالذام لنا، المتعرض لنحلتنا، كالعادي علينا، معارضنا في التأويل، كمعارض جدنا في التنزيل، الراعي لما لم يسترعَ، كالمضيع لما استرعي، القائم بما لم يُسْتَأمن عليه، كالمتعدي فيما استحفظ، الخاذل لنا، كالمعين علينا، المتخلف عن داعينا، كالمجيب لعدونا، معارضنا في الحكم، كالحاكم بغير الحق، المفرق بين العترة الهادين، كالمفرق بين النبيين، هاهنا أصل الفتنة يا جماعة الشيعة.(1/412)
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام - وأقول صدق - صلى الله عليه - إن أصل الفتنة التفريق بين العترة - عَلَيْهم السَّلام -.
[استدلال الإمام الحسين بن القاسم العياني(ع) على حصر الإمامة من جهة العقل]
وحكايته - عَلَيْه السَّلام - لكلام الحسين بن القاسم العياني - عَلَيْه السَّلام - الذي منه بعد استدلاله على حصر الإمامة من جهة العقل، قوله: فمن هاهنا وجب أن تكون الإمامة في أهل بيت معروفين، وبالفضل والشرف مخصوصين.
وأما في الكتاب فقول الله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)} [الأحزاب]، وقوله سبحانه لنبيه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } [الشورى:23]، فافترض سبحانه مودة ذوي القربى من رسوله؛ فيا أيها الأمة الضالة عن سبيل رشدها، الجاهدة في إهلاك أنفسها، أمرتم بمودة آل النبي -صلى الله عليه وعليهم- أم فرض عليكم مودة تيم وعدي؟؛ ومن الذين أذهب الله عنهم الرجس إلا الذين أمرتم بمودتهم من ذوي القربى من آل نبيكم.
فهذه بحمد الله حجج واضحة منيرة لا تطفى، وشواهد مشهورة لا تخفى، إلا على مكابر عمي، أو شيطان غوي، قد كابر عقله، ورفض لبه).(1/413)
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: هذا كلامه - صلوات الله عليه - وقد تقدم ما ذكرنا في ذلك من كلام الله سبحانه، وكلام رسوله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -، وأقوال أولاده الأئمة السابقين -عليهم سلام رب العالمين - وتركنا من ذلك الأكثر لعلمنا أن في دون ما أوردناه كفاية لمن نظر بعين البصيرة، وانقاد لحكم الضرورة.
[تفسير الإمام أبي الفتح الديلمي(ع) لقوله تعالى: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}]
وحكايته - عَلَيْه السَّلام - عن الإمام أبي الفتح بن الحسين الديلمي - عَلَيْه السَّلام - أنه قال في تفسير قول الله سبحانه وتعالى: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [البقرة:27]، هم الذين لا يوجبون محبة آل محمد - صلى الله عليه وعليهم - وينكرون فضلهم.
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: وهذا معنى قويّ عندنا، وبه نقول، والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.
***********(1/414)
جواب المسائل الشتوية والشبه الحشوية
تأليف/ الشريف حميدان بن يحيى -عَلَيْه السَّلام-
[بيان الحامل له على الجواب]
لما وصل كتاب الشيخ الفقيه، تأملت [جميع] ما أودع فيه، وجدته مشتملاً على التعريض للمشاعرة، والتحدي بالمناظرة، مع ما فيه من الإغلاظ في الأذيّة، ومن الألفاظ الركيكة والمعاني الردية، فاعتمدت على ذكر بعض معاني ألفاظه، وتركت المكافاة على قبيح أغلاطه، وابتدأت قبل إجابة ما أوردت من مسائله؛ بذكر معاني أبيات من شعره الدال على فضائله، وأول ما أتى به قبل ذلك في كتابه؛ قوله: المماليك الشيعة الزيدية المنصورية.
أقول: وكيف يكون شيعياً من لا يباري رفضة علي -عَلَيْه السَّلام-، وجحدة النص والفضل، ومنصب الإمام ؟! وكيف يكون زيدياً من لا يعتقد صحة ما ذكر زيد بن علي -عَلَيْهما السَّلام- في كتاب الصفوة في الإمامة، ويصدق ما في رسالته التي هي إلى كافة علماء العامة ؟ وكيف يكون منصورياً من لا يعتمد على ما ذكر المنصور بالله -عَلَيْه السَّلام- في رسالته الناصحة، وأشباهها من سائر تصانيفه الباهرة الواضحة؟
وأما الأبيات فمنها قوله:
سلامٌ على أبناءِ فاطمة الزهرا.... على أهلِ عليينَ والعترةِ الغرى
على مَنْ حكى جبريلُ إذ طافَ أفقها.... فلم ير إنساناً بفضلهم أحرى(1/415)