قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: وهذا الخبر مما نقلته الأمة نقلاً متواتراً، ولم يختلفوا إلا في تأويله.
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((يا علي، بحبك يعرف المؤمنون، وببغضك يعرف المنافقون)).
وقال: ((إن الله تعالى قال له ليلة المسرى: مَنْ خَلَّفتَ على أمتك؟ قال: يا رب، أنت أعلم، قال: خلّفتَ عليهم الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، زوج ابنتك، وأبا سبطيك، يا محمد أنت شجرة وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتكم من طينة عليين وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً)).(1/366)


طينة عليين وخلقت شيعت".
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - لما فرَّ أبو بكر وعمر عن أهل خيبر: ((لأعطين الراية غداً رجلاً كراراً غير فرار يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه)).
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: تضمن هذا الخبر القطع على تعيينه بالكر؛ فدل على الإمامة.
[حديث: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا..إلخ))]
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما)).
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: وهذا الخبر مما أطبقت الأمة على نقله لشهرته، وذكر أنه ظاهر التصريح بإمامتهما، وأن فيه دلالة على إمامة أبيهما بطريق الأولى.
[الحض على التمسك بأهل البيت (ع) والتحذير من بغضهم ومخالفتهم]
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((ويل لأعداء أهل بيتي المستأثرين عليهم، لا نالوا شفاعتي، ولا رأوا جنة ربي)).
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((حرمت الجنة على من أبغض أهل بيتي، وعلى من حاربهم، وعلى المعين عليهم، أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)).(1/367)


وقال: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)).
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: وهذا الخبر مما ظهر بين الأمة ظهوراً عاماً بحيث لم ينكره أحد، وذكر في وجه الاستدلال به أن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - صرح بأن التمسك بهم بمنزلة التمسك بالكتاب، قال: ولا شك في وجوب التمسك بالكتاب فكذلك يجب التمسك بهم، قال: وصرح بأنهم لا يفارقون الكتاب إلى منقَطَع التكليف، وجعل التمسك بهم شرطاً للنجاة من الضلال، ولا يُعْقَلْ معنى التمسك إلا بالائتمام، والائتمام فرع على الإمامة.(1/368)


وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((دخرت شفاعتي لثلاثة من أمتي: رجل أحب أهل بيتي بقلبه ولسانه، ورجل قضى حوائجهم لما احتاجوا إليه، ورجل ضارب بين أيديهم بسيفه)).
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: [و]هذا الخبر يفيد معنى الإمامة لأن المضاربة بين أيديهم على الإطلاق لا تكون إلا بعد ثبوت الإمامة.
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم)).
وقال: ((أهل بيتي أمان لأهل الأرض، كما أن النجوم أمان لأهل السماء؛ فإذا زال أهل بيتي من الأرض أتى أهل الأرض ما يوعدون [وإذا زالت النجوم من السماء أتى أهل السماء ما يوعدون])).
وقال: ((أيها الناس، أوصيكم بعترتي أهل بيتي خيراً؛ فإنهم لُحْمتي وفصيلتي فاحفظوا منهم ما تحفظون مني)).
قال الإمام - عَلَيْه السَّلام -: ومما يحفظ منه توقيره وتعظيمه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -.
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)).(1/369)


وقال: ((أيها الناس، إني خلفت فيكم كتاب الله وسنتي وعترتي أهل بيتي؛ فالمضيع لكتاب الله كالمضيع لسنتي، والمضيع لسنتي كالمضيع لعترتي؛ أما إن ذلك لن يفترقا حتى اللقاء على الحوض)).
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - لأهل بيته لما شكوا عليه جفوة أمته: ((لن ينالوا الخير حتى يحبوكم لله ولقرابتي)).
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((أحبوا الله لما يغذوكم [به] من نِعَمِهِ، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)).(1/370)

74 / 94
ع
En
A+
A-