وقال: ((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)).
وقال: ((الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يسين، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب مؤمن آل محمد - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -)).
وروي أن علياً - عَلَيْه السَّلام - قال: (أنا عبدالله وأخو رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم-، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب).
وقال النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)).
وقال: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)).
وقال: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما)).
وقال لعلي - عَلَيْه السَّلام -: ((أنت الولي وأنت الوزير، والوصي والخليفة في الأهل والمال والمسلمين في كل غيبة)).
وقال: ((علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
وقال: ((أوحى الله إلي في علي أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم)).
وقال يوم أحجم الناس عن قتال أسد بن غويلم: ((يا علي، اخرج إليه ولك الإمامة بعدي)).(1/151)


وقال: ((خذوا بحجزة هذا الأنزع فإنه الصديق الأكبر، والهادي لمن اتبعه، ومن اعتصم به أخذ بحبل الله، ومن تركه مرق من دين الله، ومن تخلف عنه محقه الله، ومن ترك ولايته أضله الله، ومن أخذ بولايته هداه الله)).
وقال: ((في كل خلف من أهل بيتي عدول ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ألا إن أئمتكم وفدكم إلى الله، فانظروا من تقدمون في دينكم)).
وقال: ((أيها الناس، إنما أنا بشر أوشك أن أدعى فأجيب ألا [و]إني تارك فيكم الثقلين، أحدهما كتاب الله وهو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة، ثم أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)).
وقال: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك، ومثل باب حطة في بني إسرائيل)).
ووجدت في بعض الكتب مروياً عن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - أنه قال: ((أُمِرْتُ بطاعة الله، وأُمِرَ أهلُ بيتي بطاعة الله وطاعتي، وأُمِرَ الناسُ جميعاً بطاعة الله وطاعتي وطاعة الأئمة من أهل بيتي)).
[ذكر أدلة العقل الدالة على صحة مذهب العترة في الإمامة]
وأما أدلة العقل المستنبطة من أدلة الكتاب والسنة:
فمنها: أنه قد ثبت في العقل أن شكر المنعم واجب، وثبت بالدليل أن الله سبحانه منعم يجب شكره، ومن شكره طاعته فيما أوجب من عبادته، وكيفية عبادته لا تعلم إلا بمعرف من جهته؛ فلذلك علم وجوب بعثة الرسل إلى المكلفين.(1/152)


ولا فرق بين حاجتهم إلى الرسول وحاجتهم إلى من يقوم مقامه بعد وفاته؛ فلذلك يعلم على الجملة وجوب نصب الأئمة في كل عصر يحتاج فيه إليهم، وقد ثبت أنه لا اختيار للمكلفين في الرسل فكذلك فيمن يقوم مقامهم.
ومنها: أنه قد ثبت بالدليل أن الله سبحانه عالم بما كان وبما سيكون، وأنه حكيم لا يجوز عليه الظلم، ولا العبث، وقد علم سبحانه ما سيكون من اختلاف الأمة بعد وفاة نبيهم - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وعلم أن اختلافهم مؤد إلى هلاكهم، وأنه لا نجاة لهم إلا بمن يجمع كلمتهم، ويلم شعثهم؛ فلو لم يدلهم سبحانه على من يتمسكون به في دينهم ويعرفهم بمن تكون على يديه نجاتهم لكان مهملاً لهم، والإهمال قبيح لا تجوز إضافته إلى الله سبحانه.
ومنها: أنه قد ثبت أمر الله سبحانه للمؤمنين بطاعة أولي الأمر منهم أمراً مجملاً، فلو لم يبينهُ لهم ويعرفهم بمن تجب عليهم طاعته لكان مخاطباً لهم بما لا يفهم، ومكلفاً لهم بطاعة من لا يعرف، ومغرياً لهم بطاعة من نهى عن اتباعه من الكبراء والسادات الذين يوهمون أنهم أولوا الأمر، وذلك مما لا تجوز نسبته إلى الله سبحانه.
ومنها: أن الإمامة فضيلة تخص الأئمة، ونعمة تعم المأمومين، وذلك مما لا تجوز إضافته إلا إلى الله سبحانه؛ لأنه الذي بيده الملك وهو الذي يؤتي الملك من يشاء لا أهل العقد والإختيار.(1/153)


ومنها: أن المراد بنصب الإمام إصلاح أمور الأمة، ولا يصلح لذلك إلا من يعلم صلاحه ظاهراً وباطناً، والعلم بذلك من الغيوب التي لا يعلمها إلا الله سبحانه، ولذلك قال الله سبحانه: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَاتِهُ} [الأنعام:124]، والرسالات بعد [موت] الأنبياء لا تكون إلا مع من يقوم مقامهم من الأئمة.
ومنها: أن اختيار الأئمة لو كان موقوفاً على رأي الأمة مع اختلافهم لم يمتنع أن تختار كل فرقة إماماً فيقع التشاجر، أو لا يختار أحد منهم فيقع الإهمال، أو يختار بعضهم دون بعض فليس فيما احتجوا به من ذكرهم للشورى ما يدل على أن بعض فرق الأمة أولى بذلك من غيره، من سائر الفرق.
ومنها: أن الإمامة لو كانت لا تثبت إلا بالشورى والعقد والاختيار لما جاز لأبي بكر أن يجعلها في عمر من غير شورى، ولا جاز لعمر أن يجعلها في ستة مخصوصين فَيَلْزَمُ أتباعهما القائلين بالشورى إما تكذيب أنفسهم فيما حكوه عن الله سبحانه من أنه جعل الإمامة موقوفة على الشورى بتصويبهم للشيخين في مخالفتهما للقول بالشورى، وإما تضليل الشيخين فيما أقدما عليه من المخالفة لأمر الله سبحانه.(1/154)


ومنها: أن تسميتهم لأبي بكر خليفة توهم أن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - استخلفه وهم لا يقولون بذلك؛ بل هم الذين استخلفوه فيلزمهم في ذلك أن يكونوا مناقضين، ولذلك قيل إن أبا بكر لما كتب إلى أسامة بن زيد كتابه الذي يقول فيه: من أبي بكر خليفة رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- إلى أسامة بن زيد، أما بعد: (فإن المسلمين ولوني على أنفسهم؛ فإذا قرأت كتابي [هذا] فاقدم أنت ومن معك).
أجابه [أسامة بن زيد] بكتابه الذي يقول فيه: (من أسامة بن زيد [مولى رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم-] إلى أبي بكر بن أبي قحافة، أما بعد فإنك كتبت إلي كتاباً ينقض آخرُهُ أولَه فلو كنت خليفة رسول الله لم تحتج إلى ولاية [من] المسلمين، ورسول الله توفي وقد أمَّرني عليك؛ فمن أمّرك عليّ بعده؛ فخل المكان لأهله، والحَقْ بموضعك الذي أمرك به رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -).
ومنها: أن أفعال النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - حجة كأقواله؛ فإن كان لم يستخلف وجب الإقتداء به في ترك الإستخلاف، وإن كان استخلف وجب اتباع خليفته.
ومنها: أنه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- لم يهمل أمته في حال حضوره ولا يتركهم بلا زعيم يختاره لهم في كل غيبة يغيبونها عنه، وذلك يدل بطريقة الأولى على أنه لا يجوز أن يهملهم بعد وفاته - صلى الله عليه وعلى آله -.(1/155)

31 / 94
ع
En
A+
A-