بسم الله الرحمن الرحيم
قال والدنا ومولانا الإمام الحجة/
مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:
فهذا الكتاب العظيم (مَجْمُوْعُ السَّيدِ حُمَيْدَان ) تأليف السيد الإمام، حامي علوم الآل، وماحي رسوم الضلال، أبي عبدالله حميدان بن يحيى القاسمي(ع)، ولما اطلع على مجموعة الإمام أحمد بن الحسين(ع) أثنى عليه وقال ما معناه: هو الحق الصحيح، والدين الصريح، وإنه معتقد آل الرسول، وكذا: الإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين، والإمام المطهر بن يحيى، وولده الإمام محمد بن المطهر، والإمام القاسم بن محمد عليهم السلام، قالوا جميعاً: هو معتقدهم الذي يدينون الله به، حتى قال الإمام القاسم(ع): ما كان في الأساس مخالفاً له فيرد إليه، واستثنى الإمام الحسن: الإرادة، فإنه توقّف فيها، والإمام محمد بن المطهر: الجوهر الفرد.
قال الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد بن المطهر(ع) في الأبيات الفخرية:
أما حميدان من شاد المنار فقد

أحيا بهمته قولاً لهم بالي
وقد تيسر بحمد الله تعالى طباعته ليعمّ نفعه، جعلنا اللَّه ممن استمسك بالعروة الوثقى، واعتصم بالحبل المتين الأقوى، واقتفى سوِيَّ مناهج أهل البيت الطاهرين، ومشى على سنن أدراجهم، وهو دينه القويم، وصراطه المستقيم، إنه هو السميع العليم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي
غفر الله لهم وللمؤمنين
كتب بأمره ولده/ إبراهيم بن مجدالدين بن محمد المؤيدي(1/6)


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين، المنزل في الذكر المبين: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا..} الآية [فاطر:32]، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعترته الطاهرين، أئمة الهدى ومصابيح الدجا، أطواد الإيمان، وأسباب الأمان، فمثلهم كمِثْل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى؛ كما قال المصطفى - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم - فهم الذادون عن الدين وحماة سرح اليقين، وفي ذلك يقول -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وسَلَّم -: ((إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يذب عنه ويعلن الحق وينوّره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكّلوا على الله)).
وبعد: فهذا المجموع العظيم، والسفر العالي الفخيم، من تصنيف السيد الإمام حامي علوم الآل، وماحي رسوم الضلال، السيد العلامة الكبير البليغ المتكلّم الأصولي، لسان العترة، نور الدين أبي عبدالله حميدان بن يحيى بن حميدان بن القاسم بن الحسن بن إبراهيم بن سليمان بن الإمام المنصور بالله القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -سلام الله عليهم- صاحب التصانيف في علم الكلام، والمترجم عن أهل البيت المصرّح بمذهبهم.
قال السيد الهادي بن إبراهيم الصغير: هو ممن عاصر حيّ الإمام المهدي أحمد بن الحسين -عليهم السلام-؛ وكان علامة في الكلام مطلعاً على أقوال أهله ومتبحراً في ذلك متقناً غاية الإتقان، وإليه لمّح الواثق بقوله في الأبيات الفخرية:
أما حميدان من شاد المنار فقد.... أحيا بهمّته قولاً لهم بالي
وهذه الأبيات الفخرية شهيرة، وشرحها السيد العلامة محمد بن يحيى القاسمي وقال في ذلك: يريد بذلك السيد الإمام زينة الأنام تاج آل طه -عليهم السلام-..إلى قوله: محيي رسوم آل الرسول، أبا عبدالله حميدان ؛ ثم قال: له من التصانيف الغريبة والأنظار الصائبة العجيبة ما شهدت به العقول الراجحة، والآي والآثار الواضحة، والعترة الهادية المهدية، وشيعتهم الطاهرة الزكية.(1/7)


وقد اشتمل هذا المجموع المبارك على أكثر مؤلفاته (عَلَيْه السَّلام) وهي على النحو التالي:
1-تنبيه الغافلين على مغالط المتوهمين.
2-التصريح بالمذهب الصحيح.
3-المسائل الباحثة عن معاني الأقوال الحادثة.
4-المنتزع الأول من أقوال الأئمة (ع).
5-المنتزع الثاني من أقوال الأئمة (ع).
6-تذكرة تشتمل على أربع مسائل من كلامه (ع).
7-الفصل السابع من سبعة فصول من كتاب التطريف.
8-تنبيه أولي الألباب على تنزيه ورثة الكتاب.
9-بيان الإشكال فيما حُكي عن المهدي (ع) من الأقوال.
10-حكاية الأقوال العاصمة من الإعتزال مما انتزع وجمع من كتب الإمام المنصور بالله (ع).
11-جواب المسائل الشتوية والشبه الحشوية.
12-خبر خولة الحنفية.
13-سؤال وجواب.
قسم الأشعار:
14-الرسالة المزلزلة لأعضاد المعتزلة.
15-من كلام السيد حميدان قصيدة أولها:
أيها المستفيد من علم قوم
نكبوا عن سبيل سفن النجاة
16-ومن كلامه -رضي الله عنه وأرضاه-:
يا عاذلي عن مذهبي ومعنّفي.... دعني فإني بالأئمة مقتفي
17-وقال أيضاً:
لقد ظهرت بعد النبي من الورى.... دفائن أضغان العتاة الروافض
18-وقال أيضاً:
زال أهل التفعيل والإنفعال.... وأديل التطريف بالإعتزال(1/8)


ولما اطّلع على مجموعه الإمام أحمد بن الحسين(ع) أثنى عليه وقال ما معناه: هو الحق الصحيح، والدين الصريح، وإنه معتقد آل الرسول. كما سيأتي في هامش هذا الكتاب، وروى السيد العلامة محمد بن إبراهيم، عن الإمام أحمد بن الحسين، والإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين، والإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى، وابنه محمد بن المطهر أنهم كتبوا على مجموعه -رضي الله عنه-: أنه معتقدهم؛ إلا أن الإمام محمد بن المطهر استثنى الجوهر وقال: إن لي فيه نظراً، والإمام الحسن بن بدر الدين استثنى الإرادة فإنه توقّف فيها، وقال القاضي أحمد بن صالح الدواري: هذا السيد حميدان، مصنف هذه المجموعات المذكورة من أكابر علماء العترة النبوية وأفاضلهم، ومتمسكاً بحقائق عقائدهم ومذاهبهم، وكان معاصراً للإمام أحمد بن الحسين(ع) وللإمام المطهر بن يحيى(ع)، وقال: ذكر في بعض كتبه: أن الإمام المهدي أحمد بن الحسين وقف على بعضها فقال: مذهب العترة -عليهم السلام-. مشهده (عَلَيْه السَّلام): بهجرة الظهراوين من أعمال شظب.
الكتاب
أما الكتاب فقد اشتمل على كتب عظيمة تعبّر عن معتقد أهل البيت (ع) والرد على مخالفيهم وهي كما يلي:
1-تنبيه الغافلين على مغالط المتوهمين:
وهذا الكتاب يشتمل على خمسة فصول، يتكلّم في الفصل الأول على مقدمات تنبّه المتعلم على ترك الاغترار بظواهر الدعاوى وزخارف الأقوال.(1/9)


ويتكلم في الفصل الثاني في العقل والنفس وذكر أقوال المختلفين فيهما.
ويتكلم في الفصل الثالث عن معنى العلم وتنوعه وطرقه وفي ذكر جملة من الأسماء وفي الهيولى والصورة، وفي الفرق بين صفات القديم والمحدث، وبين الفاعل والعلّة وغير ذلك.
ويتكلم في الفصل الرابع عن العالم وذكر الخلاف في ماهيته وفي أصله وفي أنواعه، وفي حدوثه.
ويتكلم في الفصل الخامس عن الإسلام ومعنى الإيمان بالله تعالى وصفاته وغير ذلك.
2-التصريح بالمذهب الصحيح:
وهذا الكتاب يشتمل على خمسة مواضيع، يتكلم في الأول منها في جملة من مقدمات البلوى التي ينبني عليها الكلام في علوم الدين وهو ينقسم إلى سبعة فصول.
وفي الثاني عن مسائل الإمامة لكونها من أول ما وقع فيه الإختلاف بين الأمة، وهو ينقسم إلى عشرة فصول.
وفي الثالث عن الصانع تعالى وما يستحق من الصفات لذاته أو لفعله وهو ينقسم إلى أربعة فصول.
وفي الرابع عن العالم وصفات ذواته وكيفية فنائه وهو ينقسم إلى ستة فصول.
وفي الخامس عن جملة من أصول مغالط المعتزلة التي أوهموا أنها أدلة وهو ينقسم إلى عشرة فصول.
3-المسائل الباحثة عن معاني الأقوال الحادثة:
وهذا الكتاب يشتمل على عشرين مسألة يفنّد فيها عدداً من مصطلحات المعتزلة ويظهر فيها مذهب أهل البيت -عليهم السلام-.
4-المنتزع الأول من أقوال الأئمة(ع):
وهذا الكتاب يشتمل على جمل من كلام الأئمة -عليهم السلام- في النص على الإمامة والحصر وصفة الإمام وذكر حكم من يخالف في ذلك من فرق الإسلام.
5-المنتزع الثاني من أقوال الأئمة -عليهم السلام-:
وهذا الكتاب يشتمل على جمل من كلام الأئمة -عليهم السلام- في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام.(1/10)

2 / 94
ع
En
A+
A-