وأخرج الطبراني أن علياً رضي الله عنه قال: (إن خليلي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ياعلي إنك ستقدم على الله تعالى وشيعتك راضين مرضيين، ويقدم عليه عدوك غضاباً .....)) ثم جمع علي رضي الله عنه يده إلى عنقه يريهم الأقماح.
وأخرج الطبراني في (الأوسط) والحاكم في (المستدرك) عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)).
وأخرج ابن عدي في (الكامل) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((علي عيبة علمي)).(1/412)
وأخرج الطبراني في (الأوسط) والبزار عن جابر، والحاكم والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر، والترمذي والحاكم عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب))، فلم تزل الأمة من مدينة العلم النبوي وبابها العلوي يمتدون، وبأنوارها إلى سبيل النجاة يهتدون، لاسيما أهل بيت النبوة ذوي الرجاحة والفصاحة والفتوة والشهامة والفخامة والمرؤة، فإنهم المخصوصون من أنوار الهداية بأوضحها، وأنهجها، الهداة للعالمين إلى اقتفاء سواء منهجها، لم يزل مسلسلاً فيهم ذلك المدد باقياً إلى آخر الأبد، مصداق ذلك ماقاله سيد الأولين والآخرين عليه صلوات رب العزة وسلامه إلى يوم الدين، مما أخرجه أحمد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الحمد لله الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت))، وما أخرجه أحمد أيضاً والطبراني: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إني تارك فيكم خلفيتي كتاب الله حبل مدود مابين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)) وفي رواية للترمذي: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا))، إلى أن قال: ((وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا بما تخلفوني فيهما)).
وفي رواية صحيحة: ((إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي)).
وأحاديث: التمسك بالعترة الطاهرة لها طرق كثيرة، وردت عن نيف وعشرين صحابياً.(1/413)
ومعلوم أن ماورد في مولانا علي بخصوصه من التنويه فذريته الطاهرة داخلون فيه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الناس من شجر شتى وأنا وعلي من شجرة واحدة)).
وأيضاً ماورد في أهل البيت من عظيم الفضائل، فعلي عليه السلام فيه أول داخل، ولنتيمن الآن بإيراد نموذج قليل مما ورد في حقهم من الفضل الجليل، وفي حق محبيهم من الثواب الجزيل، والثناء الحسن الجميل، إذ فضلهم لايحد، كيف وقد أثنى عليهم الواحد الأحد في تنزيله الكريم الذي ليس فوق تعظيمه تعظيم.
وأما الأحاديث فكثيرة جمة لايحيط بها علماً إلا القليل من علماء الأمة، منها ما أخرجه مسلم: عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت آية المباهلة، وهي قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ...}[آل عمران:61]الآية، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي)).
قال في (الكشاف): (لا دليل أقوى من هذا على فضل أصحاب الكساء).
وفي رواية: ((فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا)).
وأخرج أحمد أنه صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد الحسن والحسين وقال: ((من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان في درجتي يوم القيامة)).
وفي رواية الترمذي: ((كان معي في الجنة)).
وأخرج أحمد في (المناقب) أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ((إنك معي في الجنة والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرياتنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا)).(1/414)
وأخرج ابن سعد عن علي كرم الله وجهه، قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((أن أول من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين))، قلت: يارسول الله فمحبونا؟.
قال: ((من ورائكم)).
وأخرج البيهقي وأبو الشيخ والديلمي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لايؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وتكون عترتي أحب إليه من عترته، ويكون أهلي أحب إليه من أهله، ويكون ذاتي أحب إليه من ذاته)).
وأخرج الديلمي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب أهل بيته، وعلى قراءة القرآن والحديث)).
وأخرج ابن عدي والديلمي عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي)).
وأخرج الطبراني وأبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن لله عز وجل ثلاث حرمات من حفظهن حفظ الله دينه، ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله دنياه ولا آخرته)).
قلت: وما هن؟
قال: ((حرمة الإسلام، وحرمتي، وحرمة رحمي)).
وأخرج ابن سعد والملاّ في (سيرته) أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((استوصوا بأهل بيتي خيراً فإني أخاصمكم عنهم غداً، ومن كنت خصمه أخصمه، ومن أخصمه دخل النار)).وأنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند الله عهداً)).
وأخرج الملا أيضاً أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي، ولا يبغضنا إلا منافق شقي)).(1/415)
وأخرج الديلمي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أراد التوسل إلي أن تكون له عندي يدٌ أشفع له بها يوم القيامة، فليصل أهل بيتي وليدخل عليهم السرور)).
وفي (الشفاء) للقاضي عياض رحمه الله أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لأهل محمد أمان من العذاب)).
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ألزموا مودتنا أهل البيت فإن من لقي الله وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا)).
وصحح الحاكم خبر أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يا بني عبد المطلب إني سألت الله ثلاثاً: أن يثبت قائمكم، وأن يهدي ضالكم، وأن يُعلّم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء))، أو في رواية: ((نجدآء نجبآء رحمآء، فلو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام فصلى وصام، ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم دخل النار)).
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((يرد عليَّ الحوض أهل بيتي، ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين))، ويشهد له خبر: ((المرء مع من أحب)).
وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أحبنا بقلبه وأعاننا بيده ولسانه كنت أنا وهو في عليين، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وكف يده فهو في الدرجة التي تليها)).
وصح أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)).(1/416)