[المقصود بالكبر والتواضع]
وقال السائل: ما تفسير التكبر والتجبر المحبطين للطاعات؟
والجواب والله الموفق: أن التكبر والتجبر والتعظم والتعزز والاستعلاء بمعنى واحد، وذلك المعنى هو ضد التواضع، والتواضع هو التذلل والرحامة لقوله تعالى: {أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ [أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ...}[المائدة:54] الآية، وقوله تعالى: {رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...}[الفتح:29] الآية، وقوله تعالى لإبليس لعنه الله تعالى لما ترك التواضع، وهو السجود لآدم عليه السلام: {فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا...}[الأعراف:13] الآية.(1/182)


[حكم من اعتقد الفضل]
وقال السائل ما معناه: فإذا لاح لأحد من جهة الوهم أنه أفضل أو أكمل هل ذلك من الكبر؟
والجواب والله الموفق: أنه إن حمله ذلك على ترك التواضع فذلك من صميم التكبر، وإلا فلا، خلافاً للمهدي عليه السلام، والوجه ما تقدم.
قال السائل ما معناه: فمن اعتقد أنه أفضل وهو في الواقع كذلك هل اعتقاده من التكبر؟
والجواب والله الموفق: أنه إن حمله ذلك على ترك التواضع كما ذكرناه الآن فهو من التكبر كما تقدم وإلا فلا؛ لأن الأنبياء والملائكة صلوات الله عليهم يعتقدون أنهم أفضل ممن هو دونهم، والمؤمنون يعتقدون أنهم أفضل من الفساق ولم يعد ذلك من التكبر أصلاً، وعدم عده من الكبر معلوم من الدين ضرورة.(1/183)


[تفسير خفض الجناح]
وقال السائل: ما تفسير خفض المؤمنين جناح الذل بعضهم لبعض وللوالدين، وقوله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}[الحجر:88]؟
والجواب والله الموفق: أن خفض الجناح هو: لين الجانب، ولين الجانب هو: التواضع والتذلل والرحامة وترك التعظم كما تقدم ذكره.(1/184)


[حكم التكبر على الفساق]
وقال السائل: هل يكون من التكبر المذموم التكبر على الكفار والفساق؟
والجواب والله الموفق: أن التكبر على الكفار والفساق من جملة المفروضات اللازمة لقوله تعالى:[{وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً}[التوبة:123]، فكيف يكون من المذموم مع ذلك! ومع قوله تعالى] {مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ على الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا}[الفتح:29] وقوله: {أَذِلَّةٍ على الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ على الْكَافِرِينَ}[المائدة:54].(1/185)


[الفرق بين التكبر والعزة]
وقال السائل: ما الفرق بين التكبر والعزة التي وصف الله بها المؤمنين بقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون:8]؟
والجواب والله الموفق: أن الفرق بينهما هو أن التكبر هو ترك التواضع لله تعالى ولعباده المؤمنين، والعزة التي وصف الله بها المؤمنين هو التكبر على أعداء الله تعالى كالمنافقين؛ لأن الله جعل ذلك رداً على المنافقين في قولهم: {لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}[المنافقون:8] فتأمل.(1/186)

37 / 85
ع
En
A+
A-