الكتاب : مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام (القسم الأول)
المؤلف : الإمام القاسم بن محمد عليه السلام

مجموع الإمام القاسم بن محمد عليه السلام
القسم الأول
أعد هذا الكتاب إلكترونيا
قطب الدين بن محمَّد الشَرْوَني الجعفري
للتواصل
viva_intifada@hotmail.com
www.izbacf.org(1/1)


المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الأمين وآله الطاهرين، وأصحابه المنتجبين.
وبعد ..
حينما نتصفح تأريخ الإسلام والمسلمين فإنه قلّما نجد حكاماً مؤلفين أو خلفاء يردمون الهوة بين النظرية والتطبيق، بين القول والعمل، الأمر الذي انفردت به اليمن عن سائر الأقطار، والإمام القاسم بن محمد عليه السلام واحد من سلسلة عظيمة من الأئمة المجتهدين، المفكرين، المؤلفين، والشعراء أيضاً.
ومن الملاحظ أنه لم يقتصر حكم الأئمة " على الجانب السياسي العسكري، بل إن نهوضهم بالأمر لم يكن لولا نبوغهم في العلم وتحصيل الاجتهاد كشرط لقبول الدور الجهادي والسياسي، فجمعت شخصية الإمام القاسم كل مؤهلات وصفات القيادة الروحية والفكرية والسياسية والجهادية، فكل هذه الصفات أشهرت الإمام القاسم عليه السلام في الآفاق، وجعلته في الصدارة من علماء ذلك الزمان المؤهلين للنهوض بالرسالة الجهادية والفكرية لليمن آنذاك.
وللإمام القاسم بن محمد رؤيةٌ تجديديةٌ في الفكر الإسلامي عموماً والفكر الزيدي خصوصاً، وقد بلغت مؤلفاته ورسائله الأربعين -أغلبها لا يزال مخطوطاً تحت التحقيق إن شاء الله عزّ وجّل- أشهرها موسوعته الكلامية (الأساس)، وموسوعته في الحديث والفقه وعلمي الرواية والدراية (الاعتصام) وغيرها.
ويعد الإمام القاسم عليه السلام الجسر الكبير الذي وصل المتأخرين بالمتقدمين من أهل البيت، وأثبت بذلك أنهم ليسوا عالة على المعتزلة كما يروج لذلك خصوم آل البيت.(1/2)


محتويات الجزء الأول من المجموع
أولاً: الجواب المختار على مسائل عبدالجبار
يسمى هذا الكتاب (الجواب المختار على مسائل القاضي عبد الجبار) يحتوي على مسائل عديدة في أصول الدين، والفقه وأصوله، وعلم الحديث ورجاله، والأخلاق، والزهد وغيرها، أجاب عليها الإمام القاسم عليه السلام إجابة سطعت بنور اليقين شمسها، وبني على قواعد الكتاب والسنة أساسها، فقد بيّن عليه السلام ما التبس على السائل واحتار في حكمه، فوضَّح المبهم، وشرح المجمل، وبيَّن المفصل، وحلّ المشكل معضداً ذلك بالأدلة من كتاب الله عزّوجّل وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال واجتهاد أئمة أهل البيت ".
والمتأمل في هذه الجوابات الشافية وما احتوت عليه من الفوائد الجمة والتي يحتاجها العالم والمتعلم ولا يستغني عنها المفتي والمستفتي يتيقن علم وحكمة وذكاء وفطنة ودقة وحنكة وبلاغة المجيب عليها.(1/3)


ثانياً: التحذير من الفتنة
يُسمى هذا الكتاب التحذير للعباد من المعاونة لأهل الفساد، ويسمى التحذير من المعاونة على الفتنة، بيّن فيه الإمام القاسم بن محمد عليه السلام أعمال الظلمة ونتائج السكوت عليها، محذراً من مساندتهم وإعانتهم، حيث ذكر عليه السلام السبب في تأليفه لهذه الرسالة فقال: [فإنه لما وقع النكير على من حذّر من المعاونة على الفتنة بقولٍ كالحث على إحياء أرض الظالمين، أو مالٍ كتسليم ما يعسكرون به العساكر، ويحصنون به الحصون، ويضطهدون بسنة الآمرين بالمعروف، ويضيمون لأجله الناهين عن المنكر، ويُخيفون من أوجب الله أمانه، ويؤمِّنون من أوجب الله تخويفه، ويتقوون به على سفك الدماء، وينكحون به الذكور، ويشربون به الخمور، ويلبسون به الحرير إلى غير ذلك مما لا أُحصي من المحظور، وإثارة الشرور، وعلمت أن الله سبحانه وتعالى لا يعذر عن تبيين الحق حيث قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ} وغيرها مما يؤدي هذه المعنى من الآيات.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كتم علماً مما ينفع الله به في أمر الدين ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)).(1/4)


جمعت في هذا الكتاب من الأدلة وأقوال الأئمة " ما يشتد به إن شاء الله ظهور المؤمنين، ويرغم به أُنوف المبطلين، ولا عدوان إلاَّ على الظالمين {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.(1/5)

1 / 85
ع
En
A+
A-