جهاده
أما جهاده عليه السلام فقد قام في أرض اليمن وظهر سلطانه، وطرد جنود المسودة بعد وقعات كثيرة كانت اليد له فيها عليهم سنة ثمانين ومائتين.
وله عليه السلام مع القرامطة نيف وسبعون وقعة، كانت له اليد فيها عليهم، وله ليلة معهم تشبه ليلة جده علي بن أبي طالب عليهم السلام التي تسمى ليلة الهرير، لم يحص هو ولا غيره كم قتل فيها، وكان موصوفاً من حال صباه بفضل القوة والشدة والبأس والشجاعة، وكان يضرب ضربات جده أمير المؤمنين عليه السلام.(1/37)
صفته عليه السلام
كان أسدياً أنجل العينين، غليظ الساعدين، بعيد ما بين الصدر والمنكبين، خفيف الساقين والعجز، كالأسد.(1/38)
مؤلفاته عليه السلام
أما مؤلفاته ففيها العلوم الواسعة في شتى فنون العلم منها غير ما في هذا المجموع:
الأحكام في بيان الحلال والحرام جزآن مطبوع.
المنتخب مما سأل عنه محمد بن سليمان الكوفي يحيى بن الحسين عليه السلام مطبوع.
وكتاب المزارعة.
وكتاب أمهات الأولاد.
وكتاب العهد.
وكتاب تفسير القرآن ستة أجزاء.
ومعاني القرآن سبعة أجزاء.
وكتاب الفوائد جزآن.
وكتاب مسائل نصارى نجران.
وكتاب بوار القرامطة.
وكتاب الرد على الإمامية.
وكتاب الخشية.
وكتاب النهي.
وكتاب تثبيت الإمامة.
وكتاب الفنون.
وكتاب الرضاع.
قال المولى الحجة العلامة/ مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي في كتاب التحف شرح الزلف ص 172 الطبعة الثالثة:
((وما نشر الله في أقطار الدنيا أنواره، وبث في اليمن الميمون بركاته وآثاره منذ أحد عشر قرناً، إلا لشأن عظيم، ولقد ملأ اليمن أمناً وإيماناً وعلماً وعدلاً، ومساجد ومعاهد، وأئمة هدى، وما أصدق قول القائل فيه عليه السلام:
فسائل الشهب عنه في مطالعها
سل سنة المصطفى عن نجل صاحبها
والفجر حين بدا والصبح حين أضا
من علم الناس مسنوناً ومفترضاً
وكراماته المنيرة، وبركاته المعلومة الشهيرة، مشرقة الأنوار، دائمة الاستمرار على مرور الأعصار، وما أحقه بقول القائل في جده الحسين السبط صلوات الله:
أرادوا ليخفوا قبره عن وليه
فطيب تراب القبر دل على القبر(1/39)
وفاته عليه السلام
قبضه الله إليه شهيداً بالسم وعمره ثلاث وخمسون سنة، ليلة الأحد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن يوم الإثنين في قبره الشريف المقابل لمحراب جامعه الذي أسسه بصعدة.(1/40)
الكتاب
أما الكتاب فهو جنة كثيرة الأشجار، متنوعة الثمار، دانية القطوف، فيه كتب كثيرة الفائدة، وهذه الكتب تحف مرصعة بجواهر الأدلة العقلية والنقلية، وفيها شفاء لكثير من أدواء هذه الأمة، التي كان أهل هذا البيت عليهم السلام أحرص الناس على وقايتها من ما وقع عليها منها، وعلى شفائهم مما أصيبوا به منها، أسوة منهم صلوات الله عليهم بجدهم صلى الله عليه وآله، وكتب هذا المجموع هي:
كتاب البالغ المدرك:
وفيه يشرح الإمام عليه السلام ما يجب على البالغ المدرك من النظر بعقله في أعاجيب المخلوقات، ليعرف أن لها مدبراً حكيماً، ثم يعرف نعمه عليه، ثم وجوب شكرها عليه، ثم معرفة أن داراً بعد هذه الدار يثاب فيها المطيعون، ويعاقب العاصون، ثم معرفة أنه لا بد من رسول مؤيد بالمعجزات لينبيء عن الله بما يجب شكره به، ثم ما يلزم من أدرك الرسل، وما يلزم من تراخت به الأيام عن عصرهم، وبيّن فيه أقسام الأخبار، ثم بين فيه الفترات التي بين الرسل التي يتحير في مثلها الضلال، وذكر أيضاً النظر الصحيح وشروطه، وجعل الاستدلال فيها عقلياً.
وكتاب معرفة الله عز وجل من العدل والتوحيد وإثبات النبوة في النبي عليه وآله السلام:
شرح فيه عليه السلام هذه الأصول وذكر أدلتها، وشروط الإمام، وذكر فيه سبب رفض الرافضة للإمام زيد بن علي عليه السلام، وذكر فيه مفاهيم متفرقة يوردها المجبرة شبهاً للقول بالجبر؛ مثل: الهدى والضلال والإثم والإرادة ونحوها، وكذلك فسّر عليه السلام فيه معاني متفرقة للكفر؛ والشرك؛ والمحكم؛ والمتشابه؛ وغيرها، وذكر فيه أيضاً تنزيه الأنبياء عليهم السلام.
كتاب التوحيد:
وفيه يذكر وحدانية الله وتنزيهه عن مشابهة خلقه، وعن أن يرى بالأبصار، وذكر فيه العلم والقدرة والسمع والبصر، وما يوصف الله به، ونفي البدا عنه، وأن العقل حجة على أهل الفترة، وأنه لا يغضب على من لم يغضبه، ولا يرضى على من لم يرضه.(1/41)