الاقرار بفرائض الإسلام ومنهياته
وأشهد أن الصلاة واجبة، وأن الزكاة لازمة، وشهر رمضان فرض صيامه، ولم توجب علينا النافلة قيامه. والحج على الناس دين من استطاع إليه سبيلاً، والاستطاعة الزاد والراحلة، وأمان الطريق. والجهاد قسراً يقسر النفوس على القيام بالجهاد قسراً، وفي الجهاد فضل الدرجات، والبعد من النقمات.
ودفع الصدقات إلى أهلها، مع اجتناب المحرمات، والاغتسال من الجنابات، مع الوضوء بالماء الطاهر، أو التيمم بالصعيد الطيب، والمحافطة لأوقات الصلوات.
والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعمارة المساجد بالذكر والصلوات، لا بالفواحش والزور من الشهادات، كفعل أهل زماننا الفاسقين منهم والفاسقات.
والحب في الله والبغض في الله، والموالاة فيها لأولياء الله، والمعاداة لأعداء الله مَن كانوا وأين كانوا. وكل من خالف كتاب الله في شي، من العتق، والطلاق، وغير ذلك مردود إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والتسليم لأمر الله، والرضا بما قضا الله.
واجتناب الكبائر، والآثام دِقها وجلها، وقتل النفس التي حرم الله بغير الحق، والفرار من الزحف، وأكل الربا، واجتناب الزنى، وأكل أموال اليتامى ظلماً، وترك التعرض لأموال المسلمين والمعاهدين، مع ترك الأياس من روح الله، ولا يؤمن مكر الله. وترك شرب المسكر، وتعليم السحر، ولا نصدق بالكهانة والطيرة.
مع العلم بأن محض الإيمان ترك النميمة، والغيبة والبهتان، والحسد، والبغي، والظلم، والجور، والفحش، من قول الزور والخنا، والخيانة، ونقض العهد، وخفر الأمانة، والعظمة في النفس، والإعجاب، والكبر، والجفاء بالحق وأهله، والقسوة، والغلظة، والفظاظه، والشحنا، والسمعة، والعصبية، والعداوة، والبغضاء، والمغالبة والمكابرة، واليمين الفاجرة، والكذب، والغدر، وسوء الخلق، والأياس من الرزق.(1/123)


وعليكم بالعمل بتقوى الله، والحياء من الله، والتعظيم لأمر الله، وصدق الحديث، والمواساة في المال لذوي القربى، واليتامى، والمساكين، وغض البصر، وعفة البطن، وحفظ الفرج، وأكل الحلال، والزهد في الحرام، وترك الدنيا، واستعمال الورع، والتضرع في الدعاء، والصيانة، والخشوع، والرحمة، والخضوع، والرأفة، والرقة، والرفق، وحسن الخلق، ومداراة الضعيف، والمسلم، وإغاثة الملهوف، والحياء، والكرم، والحلم، والصبر، وكظم الغيظ، وكف الأذى، والعفو عمن ظلمك، والكف عمن شتمك، والتفضل على من حرمك، وإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام.
ورأس الأمر وأوله، وآخره ووسطه، وتمامه النصيحة للولي والعدو، والبر والفاجر، وترك الغش لجميع الخلق.(1/124)


التمسك بأهل البيت دون من سواهم من الفرق
فهذا وفقكم الله دين المؤمنين وديني وما عليه اعتقادي، لست بزنديق ولا دهري، ولا ممن يقول بالطبع، ولا ثنوي، ولا مجبر قدري، ولا حشوي، ولا خارجي. وإلى الله أبرأ من كل رافضي غوي، ومن كل حروري ناصبي، ومن كل معتزلي غال، ومن جميع الفرق الشاذة، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية، ولابد من فرقه ناجية عالية، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم داحضة.
والحمد لله، وأنا متمسك بأهل بيت النبؤة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومعدن العلم وأهل الذكر، الذين بهم وُحِّد الرحمن، وفي بيتهم نزل القرآن، والفرقان، ولديهم التأويل والبيان، وبمفاتيح منطقهم نطق كل لسان، وبذلك حث عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: (( إني تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، مثلهم فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى.)) فقد أصبحوا عندي بحمد الله مفاتيح الهدى، ومصابيح الدجى، لو طلبنا شرق الأرض وغربها لم نجد في الشرف مثلهم. فأنا أقفوا آثارهم، وأتمثل مثالهم، وأقول بقولهم، وأدين بدينهم، وأحتذي بفعلهم.(1/125)


من عناصر الإيمان
العمل من الإيمان والإيمان من العمل بمنزلة الروح من الجسد، يزيد وينقص: بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة، وبزيادته تفاضلوا في الدرجات عند الله، وبالنقصان منه دخل المقصرون النار. وأنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ماكرهت نفسي من ذلك وما رضيت، ومقر بأن القرآن كلام الله ووحية، وتنزيله وحجته على خلقه، أحكم تأليفه إحكاماً، وأنشأه بأحسن الإنشاء؛ فجعله برهاناً وتفصيلاً، سماه قرآناً عربياً لقوم يعقلون، وأدين بأن المقاييس والرأي في الدين دين إبليس اللعين.
وأشهد أن لله المشيئة في جميع أفعاله، من زيادة ذلك ونقصانه، ومحوة وإثباته.
وأشهد أن الله تبارك وتعالى لم يقطع وحيه، ولم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أكمل دينه، وبين له جميع ما يحتاج إليه من الحلال والحرام، والفرائض والأحكام، والمواريث والأقسام، وجميع ما فيه النجاة من النيران، والوصول إلى دار السلام. وكذلك أشهد أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يكتم شيئاً من الحق، بل أدّى عن الله الصدق، ونهى عن الكذب، والفسق، والكفر، والظلم، والجور، والبغي، وكل ما لا يجوز في الدين، هذه شهادتي عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.(1/126)


الترضية على الصحابة وأمهات المؤمنين
ولا أنتقص أحداً من الصحابه الصادقين والتابعين بإحسان، المؤمنات منهم والمؤمنين، أتولى جميع من هاجر، ومن آوى منهم ونصر، فمن سب مؤمناً عندي استحلالا فقد كفر، ومن سبه استحراما فقد ضل عندي وفسق، ولا أسب إلا من نقض العهد والعزيمة، وفي كل وقت له هزيمة، من الذين بالنفاق تفردوا وعلى الرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرة بعد مرة تمردوا، وعلى أهل بيته اجترءوا وطعنوا. وإني أستغفر الله لأمهات المؤمنين اللواتي خرجن من الدنيا وهن من الدين على يقين، وأجعل لعنة الله على من تناولهن بما لا يستحققن من ساير الناس أجمعين.(1/127)

25 / 172
ع
En
A+
A-