هذا، وقد حاولنا إخراج هذا الكتاب سليماً من الأغلاط قدر الجهد، وقد اعتمدنا على أربع نسخ، وهي:
نسخة وقع الصف عليها، وقد رمزت إليها بـ(أ)، وهي واضحة الخط قليلة الأغلاط، ويظهر أنها قد قرأت على مولانا العلامة المجتهد/ مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى عام 1359هـ، إذ فيها تعليق في الهامش من إملائه مؤرخ بهذا التاريخ، وهي مصورة على نسخة من مكتبة السادة آل الهاشمي، وهي بخط أحمد بن عبدالله بن أحمد بن علي مشحم، نسخها للسيد إسماعيل بن عبدالله الهاشمي رحمه الله، وتاريخ الانتهاء من كتابتها هو سنة 1335هـ.
نسخة صورتها مكتبة اليمن الكبرى عنوانها (المجموعة الفاخرة) وهي جيدة الخط، وفيها بعض التصحيف، وشيء من النقص في بعض الجمل أو بعض الكلمات، وفي آخرها ما لفظه: (كان تمام زبر هذا الكتاب المبارك في يوم الجمعة لعله ثامن شهر الحجة الحرام سنة ألف وسبعة وتسعين، وذلك بعناية سيدي الصنو القاضي ضياء الدين يحيى بن الحسين السحولي حفظه الله تعالى بخط العبد الفقير إلى الله الفقيه حسين بن علي حثيث وفقه الله) وقد رمزت إليها بـ(ب).
ونسخة مخطوطة من كتب السادة آل العنثري وهي واضحة الخط قليلة الأغلاط.
ونسخة مصورة من مكتبة السيد العزيز عبد الحميد سراج الدين عدلان حفظه الله تعالى، وهي جيدة الخط قليلة الأغلاط.
هذا بالإضافة إلى رسائل العدل والتوحيد دراسة وتحقيق الدكتور محمد عمارة.
هذا وقد جعلنا ما كان منا إضافته بين معكوفين، هكذا [ ]، ولم نزد فيها شيئاً، ولم ننقص. وقد نقلنا هوامش من نسخة ((أ))، ونبهنا على ذلك بقولنا: تمت هامش ((أ)).
وأرجو من كل من وجد خطأ أن ينبهني عليه أو يصلحه، فالنقد عمل إيجابي لا يجوز أن ندعو الناس إلى تركه ونتَّهِم مَنْ مارسه بأنه صار عبئاً على المجتمع؛ كما يقوله بعض المحققين الذين عمدوا إلى التلاعب بكتب الزيدية -حرسها الله - بدعوى التحقيق.(1/47)
هذا، وأتقدم بجزيل الشكر إلى كل من قدم لي العون والمساعدة من المشائخ، والطلاب، والزملاء، والأصدقاء حفظهم الله، وجزاهم الله خيراً كثيراً.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله أولاً وآخراً.
عبدالله بن محمد الشاذلي
مركز أهل البيت عليه السلام للدراسات الإسلامية
اليمن - صعدة - ص ب (91064)(1/48)
كتاب البالغ المدرك
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
آمين
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم:(1/49)
النظر للعلم بوجود المدبر الحكيم
يجب على البالغ المدرك في بلاد الكفر وغيرها أن ينظر إلى هذه الأعاجيب المختلفات المدركات بالحواس من السماء والأرض، وما بثّ فيهما من الحيوان، المجتلبة إلى أنفسها المنافع، النافرة عن المضار، أنها محدثة؛ لظهور الإحداث فيها، معترفة بالعجز على أنفسها، أنها لم تصنع أنفسها ولم تشاهد صنعتها، وتعجز أن تصنع مثلها، وتعجز أن تصنع ضدها.
فلما شهدت العقول على أن هذا هكذا، ثبت أن لها مُدَبراً حكيماً دبرها، ومعتمداً اعتمدها، وقاصداً قصدها، ليس له شبيه ولا مثيل؛ إذ المثل جائز عليه ما جاز على مثله: من الانتقال، والزوال، والعجز، والزيادة، والنقصان؛ وأن بإحداثه إياها له المنَّة عليها ببقائها، إذ كانت الرغبة منها في البقاء ونفورها عن الفناء دالة على المنة عليها بالبقاء، وأن الممتن عليها ببقائها هو المنعم عليها بإحداثه إياها.(1/50)
وجوب شكر المنعم
فإذا علم البالغ المدرك أن هذا هكذا، كان عليه أن يشكر المنعم عليه، فإذا علم أن شكر المنعم عليه واجب، كان عليه أن يشكر المنعم، وشكر المنعم عليه هو الطاعة له.(1/51)