[في أذان الوالي]
وسأل أيده الله عن قول عمر: لولا الحليفا لأذنت. هل يكون ذلك محرما عليه أو ما معناه ؟
الجواب عن ذلك: أنه يقول لولا العادة الجارية من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن يقوم مقامه فإن المؤذن غيره لأذنت، ترغيباً في الأذان لما فيه من الثواب، ولا شك أن العادات في الأمور الشرعية شرع، كما جرى من عوائده في صلاة الجمعة في المساجد، وكان مستمرا، وفي القرى والمناهل، والأمثال في هذا الباب كثيرة؛ فلما جرت عادة ولاة الأمر أن المؤذن غيرهم واعتقد في نفسه أنه ولي الأمر، علم امتناع ذلك عليه، ولا يمتنع كونه محظوراً على الإمام إلا لضرورة، كما أن العادة لما جرت بأن يخطب قائما متقلدا للسلاح، أو معتمدا عليه، اعتمد الناس ذلك، ويجوز أن يخطب جالساً، والسنة خلافه، فلو خطب مضطجعاً بطلت، لأن العادة لم تجر بذلك، وإن كان السماع يحصل.(1/247)
[في ترك حيى على خير العمل]
سأل أيده الله عن معنى كلام الهادي عليه السلام من أن حي على خير العمل اطرح في وقت عمر، وقال: أخاف أن يتكل الناس عليها، هل من تركها يفسق أم لا؟
الجواب عن ذلك: أنا نروي ما رواه عليه السلام، وهل يفسق تاركها ففيه كلام؛ لأن الفسق لا يكون بالقياس وإنما يكون بالنص، لأن الفسق والكفر مما يثبت بالأصول الشرعية، وأصول الشرع ليس إلا بالنص، فأما القياس فلا يمتنع ذلك ولكن الفسق لمن فعل كبيرة ، والكبيرة هي التي يكون عقاب صاحبها في كل وقت أكثر من ثوابه في كل وقت، ولا يعلم مقادير الثواب والعقاب مفصلا إلا الله، وهذه المسألة بعد النصوص فما نص الحكيم سبحانه على أنه كبيرة أو رسوله إلا وإلا وكلناه إلى علمه تعالى.(1/248)
[التصرف في المؤلفات]
سأل أيده الله: عمن رد في كتاب شيئاً قوى في ظنه أنه غلط فحكمه بغير إذن مصنفه ما يجب عليه في هذا إن كان فعله؟.
الجواب عن ذلك: أنه لا يخلو: إما أن يكون المصنف قد أذن أو لا يكون؛ إن كان المصنف قد أذن فلا كلام في جوازه، وإن لم يخلو بإذن فلا يخلو: إما أن يغلب في ظنه أنه لا يكره وأن ذلك الخلل مما طواه السهو، أو لا يعلم هذه الحال، فإن علم هذه الحال جاز تصليحه مظننا، وإن لم يعلمها لم يجز، وإن كان لا يعلم حاله تركه على حاله، لأنه لا يمتنع أن يكون قصد وجها صحيحاً لم ينته فهم صاحب الكتاب إليه.
فأما ما يتعلق بتصانيفي فقد أجزت للإخوان إصلاح ما يخل فيها مما يطويه السهو، والكتاب الذي لا يدخله الخلل، هو كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
فأما كتب المخلوقين فجهلهم أكثر من علمهم، والنسيان هو الأغلب من حالهم، فنسأل الله التوفيق لنا ولك . وهذا ما أمكن من الجواب على كثرة الأشغال وتراكمها ومن الله نستمد التوفيق، والسلام.
وصلى الله على رسوله سيدنا محمد وآله وسلم(1/249)
مسائل وردت من الأمير نور الدين على الرسالة الناصحة فأجاب عنها الإمام عبد الله بن حمزة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل الحمد تاج عبادته، وأجرى المقادير على مقتضى حكم إرادته، وسد تصافي نعمه كل خلل كل فاقة، وكلف عبيده دون الجهد والطاقة، وصلى الله على نبيه المختار، وآله الأخيار وسلم.(1/250)
[ابني الخالة من هما]
سأل أرشده الله تعالى الشريف الأمير نور الدين ولي أمير المؤمنين عن مسائل تضمنها شرح (الرسالة الناصحة) أولها عن ابني الخالة من هما الذين جعلهما أفضل من سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهم السلام.
الجواب: أنهما عيسى عليه السلام، ويحيى بن زكريا عليهما السلام.(1/251)