وقوله: ?أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ?[الأعراف:191] فأراد أن أعمال الدنيا لا تبقى كأعمال الآخرة وأن المعبود من دون الله لا يخلق شيئاً، فأعاد الخطاب إلى من يعبد الأصنام وإن لم يسبق له ذكر، ومثل هذا موجود في القرآن.
وقوله تعالى: ?أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًاً?[النساء:63]؟
الجواب عن ذلك: أن هذه الآية منسوخة بآية السيف، وبعدها رفع حكم الإعراض.
وقوله تعالى: ?لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ?[النساء:43]؟
الجواب عن هذا أن هذا كان قبل تحريم الخمر، وبعدها ارتفع الأمر من أصله.
وقوله تعالى: ?وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ?[آل عمران:28،30]؟
الجواب عن ذلك أنه حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه، معناه ويحذركم الله عذاب نفسه.
وقوله تعالى: ?بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ?[هود:86]؟
الجواب عن ذلك: أن بقية الله هاهنا طاعته وتقواه، لأنها التي تحمد ذخيرتها، والبقية هي الذخيرة.
وقوله تعالى: ?وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا?[آل عمران:81] ما الإقرار والإصر؟(1/66)
الجواب: أن الله تعالى أخذ ميثاق الأول من الأنبياء للآخر، والإقرار ظاهر والإصر هو الواصل بين الناس من رحم أو حلف أو دين.
وفي معنى قوله تعالى: ?إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ?[يس:82] هل يحمل على ظاهره وهو أن كل فعل من أفعاله يقول له كن يعني سوَّاه؟
الجواب: أن كل ما أراده من فعله فإنه يكون بقوله تعالى ?كُنْ فَيَكُونُ? لأن قدرته تعالى لا يمنعها مانع ولا يردعها رادع والله تعالى يفعل ما يشاء، وهذا أمره في أفعاله، وأفعال غيره لا يتصعب هذا فيها لاستحالته.
وفي قوله تعالى: ?وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا?[الإسراء:16] الآية؟
الجواب أن الأمر هاهنا الإكثار والغنى، فلما أكثرهم وأغناهم عصوافقصمهم، وقد قيل: أمرهم بالطاعة فعصوا.
وفي معنى قوله تعالى: ?فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ [لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ]، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ...?الآية [هود:106،107]. وما فائدة الاستثناء في أهل الجنة والنار؟
الجواب عن ذلك: إن الاستثناء لأوقات الحساب والقيامة فإن أهل الجنة غير خالدين في الجنة، وأهل النار غير خالدين في النار، فلا فرق بين الاستثناء في أول الأمر ولاَ في آخره، كمن حلف بصيام شهر إلا يوم، فإن اليوم يجوز أن يكون من أوله ومن آخره ويصح الاستثناء.(1/67)
وفي قوله تعالى: ?الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ...? إلى آخر الآية [المائدة:5].
الجواب عن ذلك: إن المسلمين لما خصهم الله بفضيلة الإسلام نفرت نفوسهم عن مخالطة أهل الكتاب فأعلمهم الله تعالى بأنهم إخوانهم في الدين ولا فرق بينهم في طعام ولا في نكاح.
وعن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه))؟
الجواب: أن المؤمن لا يذل نفسه بمعصية الله تعالى وترك القيام والعمل بما يقتضي أمره، وأما التواضع فهو تاج الإيمان.
وعن رطوبة المطرفية وسائر الكفار، وما الحجة على جوازها، وفي الكتب عن الأئمة والعلماء أن النجاسات ثمان من جملتها المشرك؟
الجواب عن ذلك: أن المطرفية رطوبتهم كرطوبة سائر الكفار وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخل إليه المشركون إلى المسجد، وربط مشركاً إلى سارية من سواري المسجد ولو كان نجساً لما ربط في المسجد.
وعن قوله تعالى: ?وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ?[لقمان:32] ?إذا هم يشركون? ذكر الإخلاص، وقد علم من حالهم أنهم مشركون بعد مصيرهم إلى البر؟(1/68)
الجواب عن ذلك أنه: حكى حالهم عند الضرورة أنهم لا يدعون مع الله غيره، فإذا خرجوا إلى البر عبدوا الأصنام وأشركوها في عبادة رب العالمين ، وفي الشدة لا معي إلا هو، كما قال تعالى: ?ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ?[الإسراء:67].
وعن المطرفي إذا أظهر ما كان يعتقده للناس على التفصيل ولفق الدليل على فساده بعد الاعتراف بالكفر، وقيل: ذلك في الحال من غير استمرار على درس، هل تقبل توبته والحال هذه أم لا تقبل؟ وما الإمارة في إسلام من يسلم منهم في هذا الوقت؟ وهل يجوز لأحد من المسلمين أن يعقد لهم بالأمان من غير إذن الإمام أو من يلي من قبله أم لا؟
الجواب إن أمانهم لا يكون إلا بإذن الإمام أو من قد أذن له، وأما توبته فالاعتراف ولعن من تقدم من خبثاء تلك الأسلاف الذين أوردهم الكفر الصراح، والبراءة منهم، والتعلم للأدلة والبراهين، حتى يبرأ من الكفر برب العالمين، ويكون تمسكه بالإسلام على يقين ، وينصر في إدراك معالم الدين.
وعن قول المجبرة في تكليف أبي جهل: إذا كان قد علم الله من حاله أنه لا يسلم ولو جاءه من جاء، ما الفائدة في إرسال الرسول إليه وقد علم من حاله ذلك؟
الجواب: إن الله تعالى علم أنه لا يسلم من سوء اختياره وقبح نظره لنفسه، ولله عليه المنة في التكليف بأنه يعرض لنفعه فيما هو داخل تحت إمكانه، فاللائمة عليه لا على ربه.
وفي معنى قوله تعالى ?وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ?[الأنعام:83]؟(1/69)
الجواب عن ذلك: أن الله تعالى أكمل عقل إبراهيم عليه السلام وأورد الحجة على قومه، فأضاف الله تعالى الحجة إليه لأنه الذي أكمل له العقل الذي أوصله إليها.
وقوله تعالى: ?وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ?[الزخرف:23].
الجواب عن ذلك: الكلمة الباقية هي الإمامة، وهي باقية في عقبه إلى الآن وإلى يوم الدين، فالحمد لله رب العالمين.
وقوله تعالى : ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ…?إلى آخرها[المائدة:106] فيمن نزلت؟
الجواب أنها نزلت في حال الضرورة، وأنه يجوز للمسلم إشهاد اليهود والنصارى إذا اضطر إلى ذلك لعدم المسلمين، وفي هذا قصة لا يتسع الجواب لها.
وفي قوله تعالى: ?وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ?[النور:55] تدل على اختصاصها لأهل البيت عليهم السلام أم لا؟
الجواب أنها عامة في المسلمين باستخلافه لهم أن جعلهم خلفاً بعد القوم الكافرين في الأرض، فأورثهم إياها، وكذلك كانت الحال، وإن حمل على أهل البيت عليهم السلام فقد بطلت الإمامة لغيرهم بالأدلة، فلو بطلت الإمامة فيهم خرج الحق عن أيدي الأمة، فلا بد أن تكون الإمامة لهم على تلك الحال.
وفي الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المهدي عليه السلام أنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، هل يبلغ أقصاها وإلى خلف الروم أم لا يبلغ؟(1/70)