الكتاب : المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الثاني) المؤلف : الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان المتوفى سنة 614هـ |
المجموع المنصوري
الجزء الثاني القسم الثاني
للإمام المنصور بالله أمير المؤمنين
عبدالله بن حمزة بن سليمان
عليه السلام
من إصدارات
مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
ص.ب. 1135، عمان 11821
المملكة الأردنية الهاشمية
www.izbacf.org(1/1)
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين
أما بعد:
فهذا هو القسم الثاني من الجزء الثاني من المجموع المنصوري الشامل لعدد من مؤلفات الإمام المنصور بالله عبد الله ب حمزة عليه السلام.
وكان الجزء الأول من المجموع قد صدر بعنوان العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين.
أما الجزء الثاني من المجموع المنصوري فقد صدر القسم الأول منه محتوياً على ثمان رسائل هي الرسالة الهادية بالأدلة البادية، والرسالة الموسومة بالدرة اليتيمة وأجوبة رسائل تتضمن ذكر المطرفية، وكتاب الجوهرة الشفافة ومسائل متفرقة أخرى منها مسائل السلطان الحسن الذعفاني وكتاب الرسالة النافعة بالأدلة الواقعة.
أما هذا الكتاب الذي بين يديك فهو القسم الثاني من الجزء الثاني من المجموع المنصوري ويحتوي على عشرات الرسائل والمسائل تبدأ بمسائل المدقق في الفكر وتنتهي بجزء كبير من رسالة الإيضاح بغجمة الإفضاح جوابه عليه السلام على مطاعن القاضي محمد بن نشوان وبنهايتها الموجود منها ينتهي الجزء المخطوط في مكتبة آل الوزير وقد عانينا صعوبة كبيرة في ضبط النص لعدم العثور على نسخة أخرى لمحتويات هذا المجلد واستعنت بالسيد العلام المجتهد الحسن بن محمد الفيشي الذي بذل في تصحيح الجزء الموجود بين أيدينا جهداً كبيراً رغم المرض الذي يعاني منه.(1/2)
ولا حاجة إلى الكلام عن جهود التحقيق والمنهج المتبع بعد أن تكلمنا عن ذلك في المجلدين السابقين ولكن ننوه إلى أنه تم إضافة كتاب الرسالة العالمة بالأدلة الحاكمة وكتاب أجوبة مسائل الفقيه يحيى بن الحسين الريان ومسائل أخرى من بينها وصية للإمام عليه السلام من نهاية كتاب الدر المنثور له عليه السلام وبهذا يكون المجموع المنصوري قد اكتمل والعمل جار حالياً في إخراج مجموع كاتبات ومراسلات الإمام عليه السلام الذي لا يقل أهمية عن المجموع المنصوري والذي يجتوي على عشرات النصوص والرسائل المفقودة من سيرته عليه السلام.
ولا ننسى في نهاية هذه العجالة أن نتوجه بالشكر والتقدي لكل من أسهم معنا في خدمة هذا الكتاب وإخراجه إلى النور وفي مقدمة الجميع السيد العلامة الحسن ين محمد الفيشي.
نسال الله سبحانه وتعالى أن يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم وأن يتقبلها، وهو المستعان وعليه التكلان.
صنعاء 1/1/2002م
عبدالسلام بن عباس الوجيه(1/3)
مسائل المدقق في الكفر البريء عن الإيمان
التي سأل الشيخ المكين سليمان بن محمد بن عليان
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،وصلى الله على محمد الأمين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
وقفنا على مسائل الشيخ المكين سليمان بن محمد بن عليان سلمه الله وحاطه، التي جرت بينه وبين المطرفي الذي ذكر أنه من أدقهم استخراجاً، وألطفهم تدقيقاً، فلقد عجبنا أن هذه المسائل الباردة من مدقق محقق في مذهب الكفر.(1/4)
المسألة الأولى[في الخطاب من الله يحمل على الحقيقة أو المجاز]
قال: إذا أورد الخطاب من الله سبحانه ومن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحمل على الحقيقة أو على المجاز كقوله سبحانه: ?وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ?[الرعد:17]، وكقوله سبحانه: ?لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ?[النحل:5]، وكقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((كل مسكر حرام)) وكقوله: ((ما أسكر كثيره فقليله حرام))؛ فإن كان المسكر على الحقيقة الله أو على المجاز فكيف والكثرة والقلة لا تجوز عليه، وإن كان الخمر دخلت فيما أنكرت من أن العالم يختل ويستحيل.
هذه المسألة الأولى وهي كما ترى متباينة هو بعض ما ذكره هو مجمل وهو مبين، فجمع الأصل والفرع في الحكم لغير علة جامعة.
وأما ما ينفع الناس فلا شك أن كل أمر خلقه الله لنفعنا فإنا نسميه نافعاً على معنى أن النفع حصل معه والشيء يسمى باللغة باسم ما يؤدي إليه ويقرب منه، تسمي العرب الحرب موتاً لكون الموت بالقتل يقع معها في أغلب الحالات، قال الشاعر:
ومحلما يدعون تحت لوائهم .... والموت تحت لواء آل محلم(1/5)