ومن كتاب (الفردوس) لابن شيرويه الديلمي ذكره في قافية الواو، ورفعه بإسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ً: ?وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ?[الصافات:24] عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، نسأل الله تعالى الثبات في الأمر، حتى إذا سئلنا قلنا: أنزلناه حيث أنزلته أنت ورسولك، وقدمناه على الجميع كما قدمته، وحيث شكر تقديمك فتقدم في المواضع التي زاغت فيها الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر، وظن قوم بالله الظنون، وابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديدا في بدر وخيبر وحنين؛ فلو عدلنا به عن معنى الإمامة وتقدم الرئاسة فأجرنا والحال هذه لا تنطيا قول عنترة العبسي:
وإذا تكون كريهة أدعى لها .... وإذا يحاس الحيس يدعى جندب
هذا وحقكم الصغار بعينه .... لا أم لي إن كان ذاك ولا أب
ومنها قوله ً: ((اللهم، أدر الحق مع علي حيث دار)) وقد علمنا إجابة دعوته، ومن قوله : إنه أولى بالأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يخالف في أحد من العلماء، فإذا الحق في دعواه فلا يجوز تعديه إلى غيره والحال هذه.
ومنها قوله ً: ((لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام)) وإذا كان هذا هكذا كان تقديمه واجباً واعتقاد ولايته على الأمة بعد رسول اللهً.
ومنها قوله ً: ((مثل علي في هذه الأمة مثل الوالد)) فهذه إشارة قوية إلى وجوب إمامته على الكافة؛ إذ هو بمنزلة الوالد للصحابة وهو خير الأمة، فإذا طاعته على الجميع واجبة، وتضمن ذلك معنى الإمامة لمن تأمله بعين النصف ولم يركب متن العناد في دفع الحجة.(1/408)


وحديث الراية يوم خيبر رواه ابن حنبل في مسنده، رواه بإسناده إلى عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كان أبي يسمر مع [علي] عليه السلام، وكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء، وثياب الشتاء في الصيف، فقيل: لو سألته عن هذا فسأله عن هذا فقال: صدق [إن] رسول اللهً بعث إليّ وأنا أرمد العين يوم خيبر فقلت: يا رسول الله إني أرمد فتفل في عيني وقال: ((اللهم أذهب عنه الحر والقر والبرد)) [هكذا في الحديث، وكان القر أعظم البرد أو أعاد ذكره للتأكيد قال عليه السلام]: فما وجدت حراً أو برداً. قال: وقال: ((لأبعثن رجلاً يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله ليس بفرار)) قال: فتشرف لها الناس فبعث علياً عليه السلام، ورفعه بإسناده إلى أبي سعيد الخدري إلا أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الراية فهزها وقال: ((من يأخذها بحقها. فجاء فلان فقال: امض، ثم جاء آخر فقال: امض، ثم قال: والذي كرم وجه محمد لأعطينها، ثم سرد الخبر.
ورفعه بإسناده إلى عبدالله بن بريدة عن أبيه بريدة وذكر طرفاً من حديث خيبر إلا أنه قال: فأعطي اللواء أبا بكر فانصرف ولم يفتح، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم ذكر الخبر بطوله، وزاد فيه: قال بريدة: أنا ممن تطاول لها يعني الراية.
ورفعه بإسناده إلى أبي هريرة وذكر الحديث من أوله كما ذكرنا إلا أنه قال: قال عمر: وما أحببت الإمارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي، فلما كان الغد دعا علياً فدفعها إليه، وزاد فيه قائل: ولا تلتفت حتى يفتح عليك، ورواه بطريق أخرى عن أبي بريدة وزاد في حديثه هذا قتال علي ومرحب وارتجازه وقتل علي إياه.
ورواه بإسناده إلى سهل بن سعد عن أبيه وذكر الحديث بطوله إلا أنه زاد فيه قول علي عليه السلام: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا.(1/409)


ورفعه بإسناده من طريق أخرى إلى أبي هريرة وذكر وزاد في اللفظ ما لا يخرجه عن المعنى الأول، ورفعه من طريق أخرى إلى أبي سعيد الخدري إلا أنه جعل مكان قوله: ((إمط)) ((امض))، ورفعه بإسناده من طريق أخرى إلى أبي هريرة وروى الحديث.
ورفعه بإسناده من طريق أخرى إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى وذكر الحديث،ولم يخالف في ألفاظه خلافاً يجب إفراده بالذكر إلا أنه قال: ((اللهم اكفه أذى الحر والبرد)).
ورفعه بإسناده إلى سعد بن أبي وقاص، وذكر إعطاءه الراية في أربع خلال ذكر منها تيقناً ثلاثاً ونسي واحدة، ذكر فيها حديث الغدير والمنزلة والراية يوم خيبر.
ورفعه عن أبي هريرة بطريق أخرى ووسع في لفظ الخبر.
ومن (صحيح البخاري) في آخر الجزء الثالث منه رفعه بإسناده إلى سلمة بن الأكوع قال: كان علي عليه السلام تخلف عن النبيً في خيبر، وكان به رمد، فقال: أتخلف عن رسول الله فخرج علي فلحق بالنبيً فلما كان مساء تلك الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول اللهً: ((لأعطين الراية أو ليأخذن [غداً] رجل يحبه الله ورسوله أو قال: يحب الله ورسوله يفتح عليه)) فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقال: هذا علي، فأعطاه رسول اللهً ففتح الله عليه.
ومن الجزء المذكور أيضاً بالإسناد المتقدم، ورفعه إلى سهل وزاد فيه بعد قول النبيً: ((يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله)) فبات الناس يدكون دكا معناه يختلطون اختلاطاً، ذكره ابن فارس في المجمل ليلتهم أيهم يعطى فغدو يرجونه فقال: ((أين علي؟ )) فقالوا: يشتكي عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ثم سرد الحكاية ونص الخبر.
ومن (الجزء الرابع) أيضاً في ثلثه الأخير في باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام بالإسناد المقدم، وذكر الخبر وزاد فيه قال: قال عمر: توفي رسول اللهً وهو عنه راضٍ، وقال لعلي: ((أنت مني وأنا منك)).(1/410)


ورفعه بإسناده إلى سهل بن سعد أن رسول اللهً قال: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه))، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول اللهً كلهم يرجو أن يعطاها فقال: ((أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه يا رسول الله. قال: فأرسلوا فأتي به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية فقال علي: يارسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لئن يهد الله بك رجلاً واحداً خير لك أن يكون لك حمر النعم)) .
وبإسناده المتقدم ذكره رفعه بطريق أخرى إلى سلمة بن الأكوع ثم ذكر الحديث بطوله.
ومن (الجزء الخامس) من (صحيح البخاري) بإسناده رفعه إلى سلمة ثم سرد الخبر، ورفعه بإسناده إلى سهل بن سعد وذكر الحديث بطوله.
ومن (صحيح مسلم) من الجزء الرابع بإسناده إلى عمر بن الخطاب بعد قتل عامر: أرسلني رسول اللهً إلى علي بن أبي طالب وهو أرمد فقال: ((لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله))، قال: فأتيت علياً فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبصق في عينيه فبرئ فأعطاه الراية، فخرج مرحب وقال:
قد علمت خيبر أني مرحب .... شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي عليه السلام:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة .... كليث غاب كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
وضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه.(1/411)


وبإسناده إلى عكرمة بن عمار وذكر الحديث بطوله ورفعه إلى ابن عباس بالإسناد والخبر طويل، وفي آخر كراس من الجزء المذكور أيضاً من صحيح مسلم بإسناده المقدم ورفعه إلى أبي هريرة، وذكر الحديث بطوله إلا أنه قال: سار علي يسعى ووقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله على ما ذا أقاتل الناس؟ قال: ((قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)).
ومثله رفعه أيضاً برواية أخرى وذكر الحديث بطوله، ولم يذكر اختلاف لفظ يخل بمعناه، ورفعه بإسناده إلى سلمة بن الأكوع وروى نحواً مما تقدم.(1/412)

82 / 92
ع
En
A+
A-