مسألة في الترضية عن أبي بكر وعمر
الجواب عن ذلك: إن أبا بكر وعمر لا نرضى عنهما ولا نسبهما؛ لأن حدثهما كبير وحقهما كبير فالتبس الأمر فأمسكنا، وأما الترضية عليهما فذلك من الرواة وأكثرهم من المعتزلة، ورأيهم فيهما الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكيف إلا الترضية.
وأما رواية ترحم علي عليهما فلم تصح فإن صحت فهي متأولة عندنا.
وأما ما رواه الحاكم في (السفينة) فيحمل على أن ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا شك في صلاحهما على عهده .
وأما تعبدنا في حق الولاء والبراء فنقول: إنا نوالي أولياءك من كانوا وأينما كانوا، ونعادي أعداءك أينما كانوا وكيفما كانوا، وذلك كافٍ في الأمور الملتبسة.(1/338)


مسألة عن الرواية[ في صلاة أمير المؤمنين خلفهما ]
أن علياً عليه السلام صلى خلف أبي بكر وعمر، قال: فلمَ لا يُرَضَّى عليهما؟ وإذا صحت الرواية عن علي عليه السلام أنه قال: عمر سراج أهل الجنة وذلك في حال خلافته .
الجواب عن ذلك: إن الصلاة خلفهما ليست بأعظم من البيعة لهما، فلو دلت الصلاة على الترضية دلت البيعة على صحة الإمامة، وعندنا إن البيعة لهما كانت على وجه الإكراه، والصلاة خلفهما [كانت] على وجه التقية أو يكون حكم أهل بدر مخالفاً لأحكام الأمة، كما روي عن النبي ً: ((وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر وقال: اعملوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم)) فتكون كبائر المعاصي في حقهم صغائر، ولا يعلم مقادير الثواب والعقاب إلا الله عز وجل.
وكذلك في قوله: عمر مصباح أهل الجنة، ويكون في الكلام حذف لو لم يفعل كذا وكذا أو يتقدم على أمير المؤمنين عليه السلام فأطلق هذا الخبر كما أطلق آيات الوعد والوعيد وفيها معنى الحذف والتقدير والاستثناء.(1/339)


مسألة[ القول في عثمان ]
ما يرى مولانا سلام الله عليه في عثمان وفيما يعتقده فيه؟
الجواب عن ذلك: إن قولنا فيه قول علي عليه السلام: استأثر فأساء الأثرة وعاقبوا فأساؤوا العقوبة ولله حكم في المستأثر والمعاقب .(1/340)


مسألة[ في الجنة والنار والشفاعة ]
أهل الجنة هل يشتهون لذاتها والشهوة عذاب، أو لا يشتهون، فكيف يتوصلون إلى اللذة وكيف نورها ولا شمس ولا قمر، وما سماؤها، وكذلك النار مظلمة أم موهنة وما سماؤها، وهل لمن يدخلها خروج بالشفاعة أم لا؟
الجواب في ذلك: إن الشهوة إنما تكون عذاباً إذا عدم المشتهى أو عدم تناوله، فأما إذا حصل المشتهى وتمكن منه فما النعمة الكاملة إلا هذا لمن يعقل معاني الأمور .
وأما النور بلا شمس ولا قمر، والكلام في ذلك كالكلام في الشمس والقمر هما نيران بلا شمس ولا قمر لولا ذلك لأدى إلى التسلسل.
الجنة بيضاء منيرة استغنت عن الشمس والقمر، وسماؤها ما شاء الله أن يجعله من الأجسام الشريفة، والنار سوداء مظلمة ليس لله فيها رحمة. روينا ذلك مسنداً وسماؤها من النيران والظلم وهي الغواش من فوقهم كما قال سبحانه وتعالى، ولا يخرج منها من دخلها؛ لأن الله تعالى يقول: ?وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَن ارْتَضَى?[الأنبياء:28]، وهم غير مرتضين، وقال: ?مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ?[غافر:18] فنفاه نفيا عاماً وقال: ?وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ?[الإنفطار:16] إلى غير ذلك، فلو خرج لشفاعة أو غيرها لغابوا عنها.(1/341)


مسألة [ هامة بن لا قيس !! ]
في معنى ما ورد في الخبر في هامة بن لاقيس بن إبليس الجني، وحكاية الأنبياء أحدهم نوح عليه السلام وقد عاتبه على دعائه على قومه فقال - يعني نوحاً-: إني على ذلك لمن النادمين. على أي وجه يحمل قوله عليه السلام؛ لأن ظاهره أنه ندم على الدعاء على الكفار وذلك لا يجوز؟.
الجواب عن ذلك: إن ندمه ندم المستوحش من فراق أليفه لعادة الأنس لا ندم التائب عن المعصية فلم يكن هنالك معصية، وقد دلنا على ذلك عليه السلام فزعه على ولده مع علمه بمعصيته إلى أن ورد النهي عن ذلك، وقال عليه السلام: جواب آخر عن ذلك أنه فعل ما كان يجوز له تركه.(1/342)

68 / 92
ع
En
A+
A-