رابعاً: كتابات معاصرة
لم أقرأ الكثير من الكتابات والأبحاث المعاصرة، ولا أدعي الإلمام بالموضوع، إلا أنه يمكن الإشارة إلى كتابات محددة منها:
1- المذاهب الإسلامية في اليمن حتى نهاية القرن السادس الهجري. د.أيمن فؤاد السيد، وهو دراسة مختصرة موجزة عن المذاهب الإسلامية، يتكون من ثلاثة أبواب وعدة فصول، الباب الأول خصصه لمذاهب السنة، والثاني للفاطميين، والثالث للزيدية، وفي هذا الباب تعرض إلى افتراق زيدية اليمن إلى مخترعة ومطرفية، وحاول استعراض عقائد المطرفية ومواقفهم من خلال مصادر اعتمد عليها، كمطلع البدور والمستطاب للسيد يحيى بن الحسين وتأريخ مسلّم اللحجي الذي بعنوان كتاب فيه من أخبار الزيدية في اليمن، وتأريخ بني الوزير للسيد أحمد بن عبد الله، والمنية والأمل، كما ذكر بعض من كتب عن المطرفية من المستشرقين، ومنهم: فان أرونرونك، الذي كتب بحثاً عن المطرفية كفرقة يمنية سنة1927، وتريشون الذي نشر أول بحث علمي في عقائد المطرفية اعتماداً على كتاب (الهاشمة لأنف الضلال) سنة1950، ثم المستشرق فليفرد ماديلونغ، درس عقائد المطرفية في أحد كتبه، وفي مقال عن مخطوط مطرفي هو (البرهان الرائق المخلص من ورط المضائق)، والدكتور أيمن السيد لم يأت بجديد على ما في هذه الكتب إلا محاولة تلخيص نبذة شافية عن المطرفية وآرائها ومحاولة دراسة نشأتها، وكان إلى حد كبير متجرداً، حاول أن يخدم الحقيقة في حين أعوزته وتعوز الباحثين إلى اليوم معظم المصادر، ومنها تلك التي سردها في قائمة ملحقة، وهنالك ملاحظات على كتابه ككل، وعلى بحثه عن الزيدية والمطرفية في حاجة إلى بيان وتوضيح لا تسعه مثل هذه العجالة.(1/16)


2- تأريخ اليمن الفكري في العصر العباسي، تأليف السيد العلامة أحمد بن محمد الشامي، وقد كتبه بقلم المؤرخ، الأديب، المرهف الحس إلا أنه للأسف الشديد لم يجد المصادر الكاملة لتغطية الموضوع، وكان أكثر اعتماده على تحليل بعض ما ورد في تراجم مطلع البدور لابن أبي الرجال، والمستطاب ليحيى بن الحسين، وكان من الإنصاف أن يعود الأستاذ أحمد الشامي في عرضه لقضية المطرفية إلى شيء من كتب الإمام ورسائله بدلاً من أن يتساءل في كثير من المواقف عن رأي الإمام، وأن يخبط في بعض الآراء خبط عشواء، فهو تارة يقول: (ولكنه -أي الإمام عبدالله بن حمزة- بعد وفاة العفيف قد شدد وطأته على المطرفية وعمل على إبادتهم مما سبب خروج السيد محمد بن منصور بن المفضل صنو العفيف على الإمام مع المطرفية سنة610هـ) (تأريخ اليمن الفكري3/60)، ثم يعود فيتساءل ويقول: (وهل بدأ هو بحربهم بعد موت وزيره ونصيره والذي كان يدافع عن المطرفية السيد العفيف، أم هم الذين شهروا السيف عليه مع المشرقي كما سبق...إلخ).
كم كنت أتمنى لو توفرت جميع المصادر بين يدي السيد أحمد الشامي خلال تأليفه لكتاب تأريخ اليمن الفكري في العصر العباسي.
3- (تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري) لعلي محمد زيد. الكتاب هو امتداد لكتابه الأول (معتزلة اليمن دولة الهادي وفكره)، وقد حاول في الأول أن ينسب الزيدية إلى المعتزلة، ويبعدهم عن آل البيت، أما في الثاني فقد خاض كثيراً وحاول أن يثبت أن هنالك زيدية من طراز خاص مفصلة على مقاسات معينة، وحاول أن يسقط القضايا المعاصرة على التأريخ، وأن يسخر التأريخ لصالح تيار سياسي معين، يريد من الزيدية أن تكون:
- فرعاً للمعتزلة لا لفكر أئمة الآل وشيعتهم.
- زيدية بلا إمامة ولا أشراف ولا حتى مشائخ أو قضاة أو فقهاء.
- زيدية خاضعة، مستكينة، مروضة لا تقول بالخروج ولا تشهر السيف، ولا تقف ضد ظالم، ولا يحمل فكرها أحد من بني هاشم.(1/17)


وللأسف الشديد أن علي محمد زيد لو كان متجرداً ومنصفاً لكانت دراسته عن المطرفية وخصومهم من أوفى الدراسات؛ نظراً للمصادر التي اطلع عليها، وأهمها الكتاب المطرفي الوحيد المسمى (البرهان الرائق المخلص من ورط المضائق). لكن للأسف فقد عرض هذا المصدر عرضاً مشوهاً، ممسوخاً، وسخّر النص لما يريد أن يقول، لا لما يريده المؤلف المجهول، وكان حرياً به أن ينشر نص المخطوط كاملاً ثم يتبعه أو يقدمه بدراسة، ولنا على كتابه ملاحظات كثيرة، ووقفات ليس هذا محلها.
4- مقال (الجامعات - المساجد) في شمال اليمن، صور من الجدل الفكري لزيد الوزير - العدد الأول من مجلة المسار، شتاء1420هـ.
وفي هذا المقال وقف الكاتب مع المطرفية، وجعل الصراع صراع بين مدرستين، وكان متعاطفاً مع المطرفية، منكراً على خصومها، وهو مقال مختصر، ونوه الكاتب أن الموضوع بحاجة إلى نقاش وقد يثور هذا النقاش عبر المجلة نفسها في أعداد قادمة.(1/18)


عملي في التحقيق
1- مقابلة المصفوف بالكمبيوتر على النسخة (أ) وهي الأصل التي طبع عليها، وهي مخطوطة المجموع المنصوري الموجودة في مكتبة آل الوزير بالسر، ثم صورة المخطوطة النسخة (ب) وهي النصف الأول من المجموع المنصوري الموجود في المتحف البريطاني وأثبت الاختلافات الموجودة بينهما ما عدا [الرسالة النافعة التي ليست في المخطوطة(ب)] ولم أجد لها نسخة ثانية، لكني حاولت الرجوع في مقابلتها إلى الأصول التي اعتمد عليها الإمام في تأليفها، خاصة (العمدة) لابن البطريق.
2- تقطيع النص إلى فقرات ووضع الفواصل والنقاط وعلامات الترقيم وبعض العناوين بين معقوفين.
3- تخريج الآيات القرآنية جميعها والتأكد من ضبطها قدر الإمكان.
4- تخريج ما أمكنني من الأحاديث النبوية الموجودة في الكتاب تخريجاً موسعاً ومقتضباً بقدر الإمكان وتوفر المصادر.
5- ترجمة الأعلام الذين وردوا في نصوص الرسائل بما يكفي للتعريف بهم.
6- التعريف ببعض الأماكن التي وردت في النص بحسب الحاجة.
7- تفسير بعض الكلمات الغريبة التي تحتاج إلى تفسير وإيضاح.
8 - محاولة الرجوع إلى بعض المصادر التي اعتمد عليها المؤلف للتأكد من النص ومن صحة بعض النقول والأسماء والأماكن.
9- تخريج ما أورده المؤلف من أشعار بحسب الإمكان ونسبتها إلى قائلها.
10- التعليق في النادر على بعض الفقرات في الأغلب للتوضيح.
11- تعريف بعض الفرف التي ذكرها المؤلف.
وقد اختلف التحقيق من رسالة إلى أخرى بحسب النص، أما كتاب الرسالة النافعة فقد اقتصرت في تخريج أحاديثها على المصدر المنقول عنه والكتب التي أشار إليها.
12- فهرس الآيات والأحاديث والمواضيع.(1/19)


النسخ المعتمدة في التحقيق
1- النسخة (أ) وهي نسخة المجموع المنصوري التي سبق وصفها في مقدمة الجزء الأول من المجموع وهي نسخة آل الوزير بالسر.
2- النسخة (ب) وهي نسخة المتحف البريطاني، انظر وصفها في كتاب مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني.(1/20)

4 / 92
ع
En
A+
A-