الكتاب : المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول) المؤلف : الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بن سليمان المتوفى سنة 614هـ |
المجموع المنصوري
الجزء الثاني القسم الأول
للإمام المنصور بالله أمير المؤمنين
عبدالله بن حمزة بن سليمان
عليه السلام
من إصدارات
مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
ص.ب. 1135، عمان 11821
المملكة الأردنية الهاشمية
www.izbacf.org(1/1)
مقدمة المحقق
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، وبعد:
فهذا هو الجزء الثاني من المجموع المنصوري الشامل لعدد من مؤلفات الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة عليه السلام والذي سبق أن سردنا محتوياته في مقدمة الجزء الأول، ويحتوي هذا الجزء على الكتب والرسائل الآتية:
أولا: كتاب الرسالة الهادية بالأدلة البادية في بيان أحكام أهل الردة، وهو كتاب أجاب فيه الإمام على منتقديه في أحكامه على المطرفية، بدأه بالكلام في أهل البيت ووجوب اتباعهم، ثم تكلم عن المطرفية مبرراً حكمه بردتهم ومقراً بالسبي مبيناً أسبابه معتمداً في ذلك على مباحث الفقه وسارداً لما كتبه المؤرخون حول الردة وفرقها، وقسم المرتدين إلى ثلاثة أقسام على الجملة:
قسم أنكر الإسلام جميعاً، وقسم أقرّ به جملةً ولم ينقص إلا الزكاة، وقسم أقر بالإسلام ولم يقم الصلاة ولم يؤت الزكاة، ثم ذكر ما نقلته كتب التأريخ عن الردة والمرتدين الذين حاربهم أبو بكر، وذكر أحكام أهل الردة عند أهل الفقه، ثم تطرق إلى موجب تكفيره للمطرفية وذكر من اعتقاداتهم (إنكار النبوة، وإنكار القرآن، وقولهم: إن الضرر والمرض من الشيطان، وإن الجمادات تضر وتنفع من دون الله وما ذهبوا إليه من نفي أن يكون لله تعالى منة أو نعمة على أحد)، وذكر بعد ذلك أحداث الردة في عصر أبي بكر وقارنه بما عمله أهل المصانع والمطرفية في عصره وما ذهب إليه في شأنهم وبعض سير أهل البيت في أمثالهم.
ثانياً: كتاب الرسالة الموسومة بالدرة اليتيمة في تبيين أحكام السبا والغنيمة، وهي جواب مسائل وردت إليه من ناحية قطابر حول نفس الموضوع، ودار الحرب وأحكام الردة، وموقف الأمة من المجبرة والمشبهة، وموقف الإمام أحمد بن سليمان والقاسمية والهادوية من بعض الأحكام، والسيرة في الردة، ودفاعه عن موقفه من المطرفية بتفصيل أكبر وتدليل من سير أهل البيت إلى غير ذلك.(1/2)
ثالثاً: أجوبة مسائل تتضمن ذكر المطرفية وأحكامهم، بدأها بمقدمة عنهم، ثم تطرق إلى حكم معاوية وأتباعه، وحكم الشك في الإمام والأحكام الخاصة بسيرته في المطرفية كما يراها هو، إلى غير ذلك من أحكام الفقه.
رابعاً: كتاب الجوهرة الشفافة رادعة الطوافة في أصول الدين، وهي جواب على رسالة (الطوافة) التي أُرسلت إلى شيخه الحسن الرصاص، مشتملة على مسائل كثيرة، هي ثمانٍ وأربعون مسألة من أدق المسائل في التوحيد والعدل، لعلها مما ألفه أيام طلبه للعلم، ودراسته على هذا الشيخ.
خامساً: مسائل متفرقة في التوحيد، والعدل، والنبوة، والإمامة، والتوبة، والشفاعة، والثواب والجزاء.
سادساً: مسائل القرطاسين، وهي في أربعة فصول:
الأول: في الكلام في طرائق الإمامة.
والثاني: في صحة ما يذهب إليه أهل البيت في التدليل على إمامة أمير المؤمنين وولديه.
والثالث: في إبطال سائر ما يدعى طريقاً لها سوى ذلك
والرابع: في أحكام المخالفين ومنازلهم مع بعض المسائل في إجماع العترة واختلاف أهل البيت.
سابعاً: تحقيق النبوة ومسائل أخرى، في وجوب النظر، وفي الإحالة والتوليد والإحداث والخلق، وزكاة الأيتام، ويليها مسائل السلطان الحسن بن إسماعيل الذعفاني في مواضيع متفرقة.(1/3)
ثامناً: كتاب الرسالة النافعة بالأدلة الواقعة في تبيين الزيدية ومذاهبهم وذكر فضائل أمير المؤمنين وتقرير الأدلة على صحة اعتقادهم، بدأها بمقدمة عرّف فيها الزيدية من هم؟ ولماذا اختصوا بهذا الاسم؟ وما الظاهر من أقوالهم ومذهبهم في الإمامة من وقت الصحابة إلى انقطاع التكليف؟ والدلالة على صحة أقوالهم وآرائهم في الصحابة، ثم فصل في فضائل أهل البيت، أورد فيه أكثر من (180) حديثاً بسنده إلى ابن البطريق صاحب (العمدة في عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار)، وبعد أن قرَّر ما ذهبت إليه الزيدية في الإمامة بدأ يدحض حجج غيرهم من مدعي التشيع كالباطنية والإمامية والمطرفية.
ولأن الجزء الثاني من المجموع المنصوري يحتوي على هذه الرسائل المتعلقة بالمطرفية كان من الأهمية أن نعطي القارئ تعريفاً موجزاً، ولمحة عابرة عن المطرفية، إذ أن الوقوف على تأريخ هذه الفرقة ونشأتها ومبادئها وأقوالها التي تميزت بها ومواقفها من أئمة ومحتسبي آل البيت يحتاج إلى بحث ودراسة متأنية وتجرد كامل لمحاولة الوصول إلى الحقيقة، وهذا للأسف ما ليس في قدرتي حالياً لضيق الوقت ومحدودية العلم والمعرفة، والانشغال التام بأولوية إخراج ونشر هذا التراث الذي يجب أن يرى النور ويتوفر بين أيدي الباحثين الذين يتعطشون لمثل هذا الفكر الإسلامي الفريد الغائب عن متناولهم حتى الآن، ومنهم أولئك الذين ادعوا العلم والمعرفة والتجرد وبحثوا موضوع المطرفية دون الرجوع إلى مثل هذه المصادر التي يحويها هذا المجموع إما تغافلاً أو جهلاً بأهميتها أو عزوفاً عنها انطلاقاً من أحكام مسبقة.(1/4)
المطرفية ونشأتها
قالوا: المطرفية نشأت إثر مناظرة وقعت بين عالمين من الزيدية هما: علي بن شهر، وكان يسكن ببيت أكلب، وعلي بن محفوظ وكان في ريدة ظهر فيها الخلاف بين الرجلين حول وجود الأعراض، فافترقت الزيدية بعد ذلك إلى فرقتين (مخترعة) و(مطرفية).
المخترعة تقول بقول علي بن شهر، بأن الله تعالى اخترع الأعراض في الأجسام وأنها لا تحصل بطبائعها.
أما المطرفية أتباع علي بن محفوظ فيقولون بحدوث العالم، وأن الله فاعل مختار، خلق الأصول الأربعة وهي: الماء والنار والهواء والثرى، وهي التي تدبر العالم ثم خلق منها كل شيء، وجعلها الله مختلفة ومضادة كل منها للأخرى لكي تؤثر بعضها على بعض وتحدث التغيير أي الإحالة، وتغير نفسها بنفسها أي بالاستحالة، وعلى ذلك فإن الحوادث اليومية كالنباتات والمولودات والآلام ونحوها حادثة من الطبائع الحاصلة في الأجسام، ولا تأثير للقديم فيها أصلاً، إلى آخر تلك الاعتقادات التي نفت بعض الصفات.
وقد سموا بالمطرفية نسبة إلى أحد مقدميهم مطرف بن شهاب بن عمر بن عباد الشهابي، الذي كان يروي أصول الدين عن علي بن حرب عن علي بن محفوظ، وفي مرتبته كما ذكر مسلم اللحجي نهد بن الصبّاح العنسي، وينسبون مذهبهم إلى الهادي، وتأريخهم غامض، وعقائدهم أنكرها معظم الزيدية، إذ رأوا أنهم خرجوا بها ليس فقط عن المذهب ولكن عن الإسلام ككل.(1/5)