وأما قوله: « وشواهد هذه الجملة ـ وهي لا يذكرون ] بسم الله الرحمن الرحيم [ ـ كثيرة »، فغير مسلم فإن أراد أن لها شواهد بهذه الصورة فلا نسلم وجود شيء أصلاً، وإن أراد الرواية المستقلة التي سبق ذكرها في ( ص 131 ) في أول النوع السابع فليست كثيرة. ومع ذلك لا تخرج هذه الزيادة التابعة لحديث الاستفتاح بـ ] الحمد لله رب العالمين [ عن الشذوذ لأن تلك رواية مستقلة، وهذه زيادة ملصقة ملحقة خالفت بالإلصاق والإلحاق جميع الروايات المعروفة، فظهر أنها مدرجة.
قال مقبل: ثم إنه قد توبع أنس كما في رواية عبدالله بن مغفل، وإن كان ابنه مجهولاً فهي تصلح للمتابعة، لأنه ليس مجهول العين كما في نصب الراية.
والجواب: إن الرواية التي فيها الإدراج لم تثبت عن أنس بل خالفت رواية الجمهور عن أنس. فلا معنى لقوله: « قد توبع أنس » مع أن رواية ابن عبدالله بن مغفل عن أبيه بلفظ: صليت خلف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأبي بكر وعمر فما سمعت أحداً منهم يقرأ ] بسم الله الرحمن الرحيم [ وهذه ليس فيها إلا نفي السماع وهو محتمل لأن ابن مغفل متأخر، فلا يدل عدم السماع على عدم الجهر، فلا تصلح شاهداً لحديث الأوزاعي: « كتب إلي قتادة.... » مع أنها رواية مستقلة فلا تصلح شاهدة للزيادة المدرجة بعد حديث الافتتاح بـ ] الحمد لله رب العالمين [.
قال مقبل: ( 8 ): ثبوت ما يخالفه عن صحابيه، تقدم في رواية الحاكم وتقدم أنه لم يثبت أن أنساً خالف ما روى، ولو ثبت فالعبرة بما روى لا بما رأى.(1/286)

والجواب: إنه ذكر رواية الحاكم وهي رقم ( 28 في صفحة 74 ) من كتاب مقبل أسندها عن محمد بن أبي السري العسقلاني قال: صليت خلف المعتمر بن سليمان، ما لا أحصي، صلاة الصبح والمغرب فكان يجهر بـ ] بسم الله الرحمن الرحيم [ قبل فاتحة الكتاب وبعدها، وسمعت المعتمر يقول: ما آلو أن أقتدي بصلاة أبي، وقال أبي: ما آلو أن أقتدي بصلاة أنس، وقال أنس: ما آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). وذكر أنه قال الحاكم: رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات وأنه أقره الذهبي. ثم قال: قال الزيلعي في نصب الراية ( ج 1 ص 351 ) وهو معارض بما رواه ابن خزيمة في مختصرة(1)[149]) أما معجم الطبراني فهو فيه ( ج 1 ص 255 ) وليس فيه ذكر الصلاة، فلا تعارض لأنه محمول على غير الصلاة جمعاً بين الروايتين، مع أنه من طريق عبدالله بن وهيب الغزي عن محمد بن أبي السري، وعبدالله بن وهيب هذا لم أجد له ترجمة فهو مجهول والله أعلم. والطبراني في معجمه عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن الحسن، عن أنس أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)كان يسر بـ ] بسم الله الرحمن الرحيم [ في الصلاة وأبو بكر وعمر. وفي الصلاة زادها ابن أبي خيثمة.
__________
(1) 149]) قد حصل لي مختصر ابن خزيمة وليس فيه من ه

58 / 58
ع
En
A+
A-