وقال الحاكم في المستدرك في كتاب التفسير ( ج 2 ص 343 ): أخبرنا ميمون بن إسحاق الهاشمي، حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا المفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ بباب الكعبة: أيها الناس ! من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه انتهى.
وذكره الذهبي في تلخيص المستدرك وتصحيح الحاكم له على شرط مسلم، ثم قال الذهبي: مفضل خرّج له الترمذي فقط، ضعّفوه.
وقال الحاكم في المستدرك ( ج 3 ص 150 ): أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد ببغداد، حدّثنا العباس بن إبراهيم القراطيسي، حدّثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، حدّثنا مفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني قال: سمعت أبا ذر(رضي الله عنه)يقول وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: « ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ». انتهى.
وذكره الذهبي وذكر تصحيحه ثم قال: مفضل رواه.
قلت: تصحيح الحاكم لحديث مفضل توثيق له، كما أفاد ذلك في أول المستدرك أن تصحيح السند توثيق لرجاله. وأما جرح من جرح مفضلاً فلم يظهر له حجّة إلا أنهم أنكروا روايته لهذا الحديث، فأبغضوه وتحاملوا عليه واتهموه لمخالفة الحديث لمذهب النواصب وشيعتهم، وإذا كرهوا الرجل تصيدوا له جرحاً.(1/231)

قال ابن حجر في « تهذيب التهذيب » في ترجمة مفضل بن صالح: قال ابن عدي بعد أن أورد له عدة أحاديث: أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي، وسائره أرجو أن يكون مستقيماً. قال ابن حجر: يعني ـ حديث الحسن بن علي ـ أتاني جابر فقال: اكشف لي عن بطنك... الحديث، انتهى.
قلت: بل هو مصرح به في الكامل، فقال ابن عدي ( ج 6 ص 2406 ): وأنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي حيث قال له: اكشف عن بطنك. انتهى.
وقد روى الحاكم في المستدرك ( ج 3 ص 168 ) عن أبي هريرة أنه لقي الحسن بن علي فقال: رأيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قبّل بطنك فاكشف الموضع الذي قبّل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)حتى أقبله، قال: وكشف له الحسن فقبّله. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.
قلت: فلعل هذا أصل حديث مفضل إن كانت الرواية عن جابر غير محفوظة عند المحدثين، وأكثر ما في ذلك أن يكون غلط في حديث الحسن بجعل جابر مكان أبي هريرة، والغلطة الواحدة لا توجب جرح الراوي، وخصوصاً وقد روى عن المفضل عدد وافر من المحدثين ذكر بعضهم في « تهذيب التهذيب ».
وقال الذهبي في « الميزان » في ترجمة الحسن بن أبي جعفر: وأفاد أنه أخرج له الترمذي وابن ماجة وأنهم اختلفوا فيه، ثم ذكر بعض حديثه فقال ـ أي الذهبي ـ: مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر، أنبأنا ابن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر من الكامل قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا ـ وفي لفظ: ومن قاتلهم ـ فكأنما قاتل مع الدجال ». انتهى.(1/232)

قلت: أخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة الحسن بن أبي جعفر ( ج 2 ص 719 و 720 ): حدّثنا ابن أبي سويد، حدّثنا مسلم، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر... الخ. ولكنه هناك لم يذكر « ومن قاتلهم... » الخ ثم قال ابن عدي: حدّثناه علي بن سعد الداري، حدّثنا محمد بن خزيمة، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)مثله. انتهى.
ومسلم بن إبراهيم والحسن بن أبي جعفر صحح لهما الطبري في « تهذيب الآثار ». مسند علي ( ص 283 ) فهذه طريق غير طريق المفضل.
وفي فرائد السمطين ( ج2 ص246 ): روى الإمام المفسر علي بن أحمد الواحدي ( العديم النظير ) في أنواع الفضائل واستنباط المعاني، جزاه الله خيراً عن دين الإسلام وعن أهل بيت محمد عليه وعليهم السلام، وقد أخبرني ( بسندهم عنه ) جماعة منهم: العلاّمة نجم الدين عثمان بن الموفق الأذكاني، فيما أجازوا لي روايته عنهم قالوا: أنبأنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، عن عبد الجبار بن محمد الخواري إجازة قال: أنبأنا الإمام أبو الحسن علي ( بن أحمد ) الواحدي قال: أنبأنا الفضل بن أحمد بن محمد بن إبراهيم، أنبأنا أبو علي بن أبي بكر الفقيه، أنبأنا محمد بن إدريس الشافعي، حدّثنا المفضل بن صالح، عن أبي إسحاق السبيعي، عن حنش بن المعتمر الكناني قال: سمعت أبا ذر وهو آخذ بباب الكعبة وهو يقول: أيها الناس من عرفني فأنا من قد عرفتم ومن لا يعرفني فأنا أبو ذر، إني سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: « إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ومن تخلّف عنها هلك ».(1/233)

قلت: رواه ابن عدي في الكامل في ترجمة المفضل ( ج6 ص2406 ): أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا سويد بن سعيد، حدّثنا مفضل بن عبدالله... الخ سنداً ومتناً. قال في فرائد السمطين: قال الواحدي: ورواه الحاكم في صحيحه عن أحمد ابن جعفر بن حمدان. انتهى.
قال المحقق المحمودي في تحقيقه على فرائد السمطين: ورواه بعينه جعفر بن حمدان القطيعي في زيادات باب مناقب الحسن والحسين(عليهما السلام)في الحديث ( 55 ) من كتاب الفضائل.
قال: ورواه أيضاً يعقوب بن سفيان في ترجمة عبدالله بن عباس من كتاب المعرفة والتاريخ ( ج 1 ص 538 / ط 1 ) عن عبيد الله ( بن موسى ) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق.
وفي مناقب ابن المغازلي ( ص 100 ): أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ إذناً، حدّثنا محمد ابن محمد بن سليمان، حدّثنا سويد، حدّثنا المفضل بن عبدالله(1)[133]) عن أبي إسحاق عن ابن المعتمر عن أبي ذر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق ».
وفي كنز العمال ( ج 13 ص 85 ) أنه أخرجه ابن جرير عن أبي ذر.
وفي المناقب أيضاً ( ص 101 ): أخبرنا أبو نصر بن الطحان إجازة عن القاضي أبي الفرج الخيوطي، حدّثنا أبو الطيب بن الفرخ، حدّثنا إبراهيم، حدّثنا إسحاق بن سنان، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر، حدّثنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال » انتهى.
__________
(1) 133]) هو هكذا في الكامل وقال: كان سويد يغلط في اسمه فيقول: مفضل بن عبدالله وهو مفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن ابن المعتمر. « المؤلف ».(1/234)

وهذا السند الثاني هو الذي أفاده في الميزان في ترجمة الحسن بن أبي جعفر، وهو في كشف الأستار من زوائد البزار من هذه الطريق ( ج 3 ص 222 ): حدّثنا عمرو بن علي والجراح بن مخلد ومحمد بن معمر، واللفظ لعمرو قالوا: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا الحسن بن أبي جعفر... إلى آخر السند والحديث، إلا أنه قال في لفظ الحديث: « مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال ». قال البزار: لا نعلم صحابياً رواه إلا أبا ذر ولا له غير هذا الإسناد تفرد به ابن جعفر.
قال المحقق على فرائد السمطين: ورواه أيضاً السيوطي نقلاً عن أبي يعلى في كتاب الخصائص الكبرى ( ج 2 ص 266 ).
قلت: لعله بالسند السابق.
وفي معجم الطبراني الصغير ( ج 2 ص 22 ): حدّثنا محمد بن عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي أبو مليل الكوفي، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقرئ عن أبي سلمة الصائغ، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري: سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يقول: « إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ». انتهى.(1/235)

47 / 58
ع
En
A+
A-