وفيها ( ص 178 ): حدّثنا عثمان قال: حدّثنا محمد بن عبدالله قال: حدّثني سهل بن يحيى السقطي قال: حدّثنا الحسن بن مروان قال: حدّثنا معروف ( بن خربوذ ) قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من حجّة الوداع نزل الجحفة فصلّى فقال: « أيها الناس ! إني سائلكم حين تردون عليَّ الحوض عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ولا تضلوا، وعترتي أهل بيتي، انظروا كيف تخلفوني فيهما فإني سألت اللطيف الخبير أن لا يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فأعطاني ذلك، ولا تشتموهم فتهلكوا ».
وفيها ( ص 182 ): عثمان بن محمد قال: حدّثنا جعفر قال: حدّثنا يحيى، عن المسعودي، عن كثير النوا أو أبي مريم الأنصاري، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ».
وفيها ( ص 183 ): أبو أحمد قال: حدثني علي بن عبد العزيز قال: حدّثنا عمر بن عون قال: أخبرنا صلة، عن الحسن بن عبدالله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ».(1/226)

وفيها ( ص 184 ): أبو أحمد قال: حدّثنا غير واحد، عن عبد الملك قال: حدّثنا محمد بن طلحة بن مصرف، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: « أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».
وفيها ( ص 223 ـ 224 ): محمد بن منصور، عن عباد، عن عبدالله بن بكير، عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: نزل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)الجحفة فأمر بدوح فنظف ما تحتهن، ثم أقبل على الناس فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: « إني لا ( أ ) جد لنبي إلا نصف عمر النبي الذي كان قبله، فإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون » ؟ قالوا: نقول: إنك قد بلّغت ونصحت فجزاك الله خيراً كما قدر لسان أن يقول، قال: « أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني عبد الله ورسوله ؟ قالوا: بلى، قال: أتشهدون أن الجنّة حق، وأن النار حق والبعث حق بعد الموت » ؟ قالوا: بلى، قال: فرفع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يده فوضعها على صدره ثم قال: « وأنا أشهد معكم »، ثم قال: « هل تسمعون » ؟ قالوا: نعم، قال: « فإني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، وإن عرضه أبعد ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد الكواكب أقداح من فضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين » فنادى مناد: يا رسول الله، وما الثقلان ؟ قال: « الأكبر كتاب الله طرفه بأيديكم وطرفه بيد الله فاستمسكوا به ولا تزلوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي، فإن اللطيف الخبير نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، وسألت لهما ذلك ربي ( فلا ) فتقدموهم ( تتقدموهم ) فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فهم أعلم منكم » ثم قال: « هل تسمعون » ؟ فقالوا: نعم، فقال: « أليس تشهدون(1/227)

بأني أولى بالمؤمنين » ؟ قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فرفعها ثم قال: « من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليه » ثم أرسل يد علي ثم قال: « اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ». ثم قال زيد بن أرقم حين فرغ من حديثه: والله الذي لا إله إلا هو ما بقي بالدوح أحد يسمع ويبصر إلا سمع ذلك من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)ورآه بعينه.
وفيها ( ص 238 ـ 239 ): عثمان بن سعيد قال: حدّثني أبو زرعة قال: حدّثني كثير بن يحيى قال: حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش قال: حدّثنا حبيب بن أبي ثابت، عن عمرو ( عامر ) بن واثلة، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من حجّة الوداع نزل يوم غدير خم ثم أمر بدوحات فقممن ثم قال: « فكأني قد دعيت فأجبت، وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » ثم قال: « إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن » ثم أخذ بيد علي فقال: « من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »، قال: فقلت لزيد بن أرقم: أنت سمعت هذا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: ما كان في الدوحات إلا رآه بعينه وسمعه بأذنه.(1/228)

فهذه روايات أحاديث الثقلين: كتاب الله وعترة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)نقلناها كما ترى بأسانيدها من تسعة وعشرين كتاباً من كتب أئمة الحديث وغيرها منها: مسند أحمد بن حنبل، وصحيح مسلم، كما يسميه العامة، وجامع الترمذي، وخصائص النسائي، ومستدرك الحاكم وغيرها، وهذا سوى الكتب التي نقل منها السيوطي وغيره من الكتب التي لم تحصل لنا، وهي كثيرة كما مر ذكرها، وفي ذلك كفاية لمن أنصف. ومن العجيب أن من الطلاب الذين يدرسون عند النواصب من يجهل هذا الحديث ويعتقد أنه لا أصل له، وأن الحديث إنما هو بلفظ: « كتاب الله وسنتي » حتى أنه بلغني عن بعض الذين درسوا عند مقبل أنه قال إن الحديث « كتاب الله وسنّتي » هو الصواب، وأما بلفظ « كتاب الله وعترتي » فإنما هو عمل السادة. هذا معنى كلامه وهذا نتيجة كتمان مشائخهم للحق وهم يعلمون، كما فعل بنو إسرائيل الذين ذكرهم الله في قوله تعالى: ] وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون [(1)[132]).
وفي لفظ الحديث: « عترتي » فإليك تفسير صاحب القاموس قال فيه: والعترة قلادة تعجن بالمسك والأفاويه، ونسل الرجل ورهطه، وعشيرته الأدنون ممن مضى وغبر. انتهى المراد.
وأما أهل البيت فقد مرّ نقله من صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، وتفسير الصحابي عند القوم حجّة لأنه عندهم بمنزلة الحديث الصحيح المرفوع، وفيه: « أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده » وفيه: « ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده »، قال: ومن هم ؟ قال: « آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس » انتهى.
__________
(1) 132]) سورة البقرة: الآية 146.(1/229)

ويحتمل أن يخص بأهل الكساء وذريتهم، لحديث الكساء وحديث المباهلة والأحاديث في المهدي، مثل ما أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ( ج 1 ص 377 ): عن عبدالله، عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: « لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي ويواطئ اسمه اسمي » و ( ص 84 ): عن علي(عليه السلام)قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « المهدي منّا أهل البيت يصلحه الله في ليلة » و ( ص430 ): عن عبدالله، عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: « لا تذهب الدنيا ـ أو لا تنقضي الدنيا ـ حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي » و ( ص 448 ) مثله، ومثل ذلك في ( ج 3 ص 17 ) عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً. وحديث: « أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم » رواه أبو طالب في الأمالي، وحديث: « وأهل بيتي أمان لأمتي » ويأتي إن شاء الله.

بحث في حديث السفينة

ومن الأحاديث الدالة على أن الحق مع أهل البيت(عليهم السلام) « حديث السفينة ». أخرج الخطيب في تاريخه ( ج 12 ص 91 ) قال: أخبرنا النجار، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمد بن شداد المطرز، حدّثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدّثنا أبو سهيل القطيعي، حدّثنا حماد بن زيد بمكة وعيسى بن واقد، عن أبان ابن أبي عياش، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ».(1/230)

46 / 58
ع
En
A+
A-