وفي ترجمة الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)من تاريخ ابن عساكر ( ج 2 ص 45 / رقم الحديث 547 ): أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن المرزوقي، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن، أنبأنا العباس بن أحمد البرتي ( كذا )، أنبأنا نصر بن عبد الرحمن أبو سليمان الرشاد ( كذا )، أنبأنا زيد بن الحسن الأنماطي، أنبأنا معروف ابن خربوذ المكي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد ـ وفي نسخة سويد ـ قال: لما قفل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)عن حجّة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال: « أيها الناس ! قد نبّأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون » ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً قال: « ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنّته حق وناره حق ( 136 / ب / ز ) وأن الموت حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور » ؟، قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: « اللهم اشهد » ثم قال: « أيها الناس ! إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وإني أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا ( علي ) مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ثم قال: « أيها الناس ! ( إني فرطكم ) وإنكم واردون عليّ الحوض حوضي أعرض مما بين بصرى وصنعاء، فيه آنية عدد النجوم قدحان من ذهب وقدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين فانظروا ( 114 / ب ) كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله عزَّوجلَّ وطرف بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد(1/206)
نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ حوضي ». انتهى.
قال المحقق المحمودي على قوله عن حذيفة بن أسيد: هذا هو الصواب الموافق لما في النسخة الأزهرية.
قال: وفي كتاب عبقات الأنوار نقلاً عن ابن كثير عن ابن عساكر، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، ثم قال ورواه في العبقات ( ج 1 من حديث الثقلين ص 312 ) عن جواهر العقدين عن الطبراني في الكبير والضياء في المختارة عن حذيفة بن أسيد الغفاري أو زيد بن أرقم بمتن مثل ما هنا.
قال المحقق: ورواه أيضاً في آخر كتاب الحج من منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج 2 ص 390 ) نقلاً عن ابن جرير. وقريباً منه جداً رواه ابن الأثير في أسد الغابة ( ج 3 ص 92 ) ومثله في ترجمة عامر بن ليلى بن ضمرة من الإصابة ( ج 2 ص 257 ) نقلاً عن كتاب الموالاة لابن عقدة عن عبدالله بن سنان عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمرة، ورواه أيضاً في البداية والنهاية ( ج 5 ص 209 ) وفي ( ج 7 ص 348 ) عن ابن عساكر.
قلت: قد اطلعت عليه في البداية والنهاية.
وقال في ( ص 349 ): رواه ابن عساكر بطوله من طريق معروف ـ يعني ابن خربوذ ـ ثم قال المحقق المحمودي: وقريباً من هذه الخطبة رواها ابن صباغ المالكي في الفصول من طريق الزهري كما في إحقاق الحق ( ج 6 ص 301 ).(1/207)
وقال في تعليقه على قوله: « حتى يردّا عليَّ حوضي ». وفي العبقات: « لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض »، ومثله في مجمع الزوائد ( ج 9 ص 165 ). ثم قال: وقال الطبراني في مسند حذيفة بن أسيد من المعجم الكبير ( ج 1 / الورق 149 / ب ): حدّثنا محمد بن عبدالله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: حدّثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء وحدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطي قالا: حدّثنا زيد بن الحسن الأنماطي، حدّثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثم بعث فقمّ ما تحتهن، من الشوك، وعمد إليهن فصلّى تحتهن ثم قام فقال: « يا أيها الناس ! إني قد نبّأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أني موشك ( كذا ) أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون » ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت ونصحت وجهدت فجزاك الله خيراً، قال: « ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنّته حق وناره حق، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت ( كذا ) وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور » ؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: « اللهم اشهد »، ثم قال: « أيها الناس ! إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً(رضي الله عنه)ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ». ثم قال: « يا أيها الناس ! إني فرطكم وإنكم واردون عليَّ الحوض، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم(1/208)
فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا ( كذا ) حتى يردا عليَّ الحوض ».
أقول: ورواه عنه في باب فضل أهل البيت من مجمع الزوائد ( ج 9 ص 164 ) وقال: رواه الطبراني، وفيه زيد بن الحسن الأنماطي وثّقه ابن حبان، وبقية رجال أحد الإسنادين ثقات، وقد وجدته في معجم الطبراني الكبير ( ج 3 ص 180 )، وفي كنز العمال في فضائل علي(عليه السلام)في الأفعال ( ج 15 ص 91 ) مسند زيد بن أرقم: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: لما رجع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)من حجّة الوداع فنزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قام فقال: « كأن قد دعيت فأجبت، إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض » ثم قال: « إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن » ثم أخذ بيد علي فقال: « من كنت وليه فعلي وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » فقلت لزيد: أنت سمعته من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنيه. أفاد أنه أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار. ثم قال أيضاً: عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك. أفاد أنه أخرجه ابن جرير أيضاً ـ يعني في تهذيب الآثار ـ كما ذكره في أول الكتاب.
فهذا ما تيسر من تخريج الحديث بقدر ما تيسر من الكتب للنقل منها. ويأتي إن شاء الله في الجواب على طليعة مقبل(1)[129]) بحث مفيد في تصحيح هذا الحديث. وبالله التوفيق.
__________
(1) 129]) راجع كتاب « الغارة السريعة لردع الطليعة » للمؤلف.(1/209)
17 ـ وفي معجم الطبراني الكبير ( ج 3 ص 65 و 66 ): حدّثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، حدّثنا عبد الرحمن بن صالح، حدّثنا صالح بن أبي الأسود عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد رفعه قال: « كأني قد دعيت فأجبت، فإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ».
وفيه أيضاً ( ج 3 ص 65 ): حدّثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، حدّثنا نجاب بن الحارث، حدّثنا علي بن مسهر، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطية عن أبي سعيد الخدري(رضي الله عنه)قال: قال النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): « أيها الناس ! إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي، أمرين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ».
وفيه أيضاً ( ج 3 ص 67 ): حدّثنا محمد بن الفضل السقطي، حدّثنا سعيد ابن سليمان ( ج ) وحدّثنا محمد بن عبدالله الحضرمي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: حدّثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء، حدّثنا زيد بن الحسن الأنماطي، حدّثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: « أيها الناس ! إني فرط لكم وإنكم واردون عليَّ الحوض حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدم النجوم قدحان من فضّة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما السبب الأكبر كتاب الله عزَّوجلَّ سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا ( كذا ) حتى يردا عليَّ الحوض ».(1/210)