ورواه في كنز العمال بلفظ: « يا أيها الناس ! إني قد نبّأني اللطيف الخبير أنه لن يعمّر نبي إلاّ نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني قد يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون » ؟ قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت وجاهدت ونصحت. قال: « أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنّته حقّ وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور ؟ يا أيها الناس ! إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني عليّاً ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، يا أيها الناس ! إني فرطكم وإنكم واردون عليَّ الحوض أعرض ما بين بصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضّة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله عزَّوجلَّ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا(1)[128]) حتى يردا عليَّ الحوض »، وأفاد أنه أخرجه الحكيم الترمذي والطبراني في الكبير.
وفي ينابيع المودة للقندوزي ( ص 36 ) أنه أخرجه الطبراني في الكبير والضياء في المختارة، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد.
قلت: هو في معجم الطبراني الكبير ( ج 3 ص 180 ). فهذه الجملة من الباب الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنّة، وهو من قسم الأقوال وهو في الجزء الأول من « كنز العمال ».
__________
(1) 128]) ( كذا ) وفي رواية الحسين بن القاسم في شرح الغاية « لن يتفصيا » بياء مثناة من أسفل ثم تاء مثناة من أعلا ثم فاء ثم صاد مهملة ثم ياء مثناة من أسفل.(1/201)

وفي الجزء الأول أيضاً في الباب الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنة، وهو في قسم الأفعال: عن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب أن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)قال: « إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله سبب بيد الله وسبب بأيديكم وأهل بيتي »، وأفاد أنه أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار وصححه. وأخرج في كنز العمال في هذا الباب أيضاً عن زيد بن ثابت، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)أنه قال: « قد تركت فيكم خليفتين: كتاب الله وأهل بيتي يردان عليَّ الحوض جميعاً »، وأفاد أنه أخرجه ابن جرير في « تهذيب الآثار » انتهى.(1/202)

وذكر ابن حجر الهيتمي هذا الحديث مطولاً وصححه عند ذكره لحديث الغدير في صواعقه ( ص 44 ) فقال: ولفظه عند الطبراني وغيره بسند صحيح: أنه(صلى الله عليه وآله وسلم)خطب بغدير خم تحت شجرات فقال: « أيها الناس ! إنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنه لم يعمّر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وإنكم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون » ؟ قالوا: نشهد أنك قد بلّغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً، فقال: « أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنّته حق، وأن ناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور ؟، قالوا: بلى نشهد بذلك. قال: « اللهم اشهد » ثم قال: « أيها الناس ! إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » ثم قال: « أيها الناس ! إني فرطكم وإنكم واردون عليَّ الحوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضّة، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الأكبر كتاب الله عزَّوجلَّ سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا ( كذا ) حتى يردا عليَّ الحوض » انتهى.
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق ( ص 150 ): وفي رواية صحيحة: « إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتّبعتموها وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي » زاد الطبراني: « إني سألت ذلك لهما، فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ». انتهى.(1/203)

وفي ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ ابن عساكر ( ج 2 ص 36 ) ما لفظه: فأخبرناه أبو محمد السيدي، أنبأنا أبو محمد عثمان البجيري، أنبأنا أبو عمر بن حمدان، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، أنبأنا الأزرق بن علي، أنبأنا حسان بن إبراهيم، أنبأنا محمد بن سلمة، عن أبيه، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول: نزل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بين مكة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت السمرات، ثم راح رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)فصلى، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ وقال ما شاء الله أن يقول: ثم قال: « يا أيها الناس ! إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إذا اتبعتموهما ( ظ ): كتاب الله وأهل بيتي عترتي » ثم قال: « أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم » ؟ ـ قاله ثلاث مرات ـ فقال الناس: نعم، فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « من كنت مولاه فإن علياً مولاه ».(1/204)

قال المحقق المحمودي في تحقيقه عليه ما لفظه: ورواه أيضاً البلاذري في الحديث ( 36 ) من ترجمة أمير المؤمنين(عليه السلام)من كتاب أنساب الأشراف ( ج 1 ص 315 ) قال: حدّثنا عبد الملك بن محمد بن عبدالله الرقاشي، حدّثنا يحيى بن حماد، حدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عامر بن واثلة أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: كنا مع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)في حجّة الوداع، فلما كنّا بغدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قام فقال: « كأني قد دعيت فأجبت ( و ) إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن، وأنا تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » ثم أخذ بيد علي فقال: « من كنت وليّه فهذا وليّه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »، قال ( أبو الطفيل ): قلت لزيد: أنت سمعت هذا من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رأى بعينه وسمعه بإذنه.(1/205)

41 / 58
ع
En
A+
A-