وكذاك سَمّوا حين صالح شبر .... ابن التي عرفت بأكل الأكْبُد
عام الجماعة واستمروا هكذا .... حتى تملّك عصره المستنجد
أعني به عمراً فأنكر بدعة .... ونظيره في عدله لم يوجد
ونقول في كتب الحديث محاسن .... من سنة المختار لما نقصد
لكن نرجِّح مارواه أهلنا .... سفن النجاة وأهل ذاك المسجد
ونقول مذهبهم أصح رواية .... وأمت في سنن الحديث المسند
فبهم على كل الأكابر نبتدي .... وإليهمُ أبداً نروح ونغتدي
وبهديهم في كل سمت نهتدي .... وبقولهم في كل أمر نقتدي
وبفعلهم في كل نجد نحتذي .... وبعلمهم في كل وقت نجتدي
وإذا تعارض عندنا قول لهم .... ولغيرهم قول وإنْ هو أَوْحَدي
ملنا إلى القول الذي قالوا به .... لتوثّق في حفظهم وتشددِ
وتصلّب في دينهم وتنزه .... وتورع في كسبهم وتزهدِ
ولما رُوينا فيهمُ عن أحمد .... حسبي به للمقتدي والمهتدي
فاليوم عصمتنا بهم وبحبهم .... وهم الأئمة والأدلة في غدِ
نشروا العلوم وأيدوا دين الهدى .... علماً بهاد فيهم ومؤيدِ(1/36)
ومضوا على سنن الجهاد ورسمه .... مابين مقتول وبين مشردِ
ومخلد في حبسه ومطرد .... عن أهله ومصلّب ومقيدِ
مَنْ في البرية يامحمد مثلهم .... في فضلهم وجهادهم والسؤدد
وذكرت تصحيح الخلاف وأنهم .... قد خالفوا آباءهم بتعمد
فصدقت فيما قُلْتَه وحكيتَه .... وقع الخلاف وليس ذاك بمفسد
إن الصحابة ماج فيما بينهم .... بحرُ الخلاف وهم صحابة أحمدِ
وكذا الأئمة بعدهم لمّا تزل .... آراؤهم في العلم ذات تبددِ
والحق تصويب الخلاف ومانرى الـ .... إجماع إلا في نوادر شرّد
وذكرتَ أن الموت يقطع في الهدى .... تقليد صاحبه لكل مقلدِ
وحكيت ذلك مذهب الجمهور عن .... علمائه وبنيت كالمستشهدِ
فخلاف ذلك ظاهر متعارف .... في كتْبنا وبِكتْبهم فاستوردِ
قد نص بيضاويّهم في شرحه .... تجويز تقليد الإمام المُلْحَدِ
وكذاك في المعيار جوّزه وقد .... أفتى به حسن سليل محمد
قالوا جميعاً للضرورة إنه .... لم يبق مجتهد فطفْ وتَفَقّدِ
قالوا وإلا أي فائدة لنا .... في دَرْس علم الشافعي ومحمد(1/37)
وكذاك درس علوم آل محمد .... كم دارس لعلومهم متفردِ
فإذاً تبين أن تقليد الورى .... حق لمهديّ وهاد قد هُدي
وأصبت فيماقلت من تصويب أهـ .... ـل العلم في فن الخلاف الأمجدِ
فن الفروع فإنه لابأس في .... سعة الخلاف به لكل مجردِ
وذكرت قولك في الكلام ومالهم .... فيه من القول الغريب الموجدِ
فلقد ذكرت من العلوم أجلها .... قدراً وأعظمها لكل موحد
فن به شهد الكتاب وصحة الـ .... ألباب ليس لفضله من مجْحد
راضته أفكار الأفاضل واغتدى .... كالدر بين زبرجد وزمرد
مافيه من عيب سوى أن حققوا .... لدفاع قول الفيلسوف الملحد
لولا صناعتهم وحسن كلامهم .... نزعت يد الحربا لسان الأسود
وصدقت أن محمداً في صحبه .... لم يعرفوا تلك العبارة عن يد
ماذا أراد محمد منها وجبـ .... ـريل لديه كل حين في الندي
حماد عجرد لم يكن في وقته .... أبداً ولا سمعوا هناك بعجردِ
وابن الروندي وابن سينا أحدثا .... بعد النبوة في الزمان الأقردِ
ماكان في وقت النبي مدقق .... منهم فيحتاج البيان لملحدِ(1/38)
لكن علي قد أبان بنهجه .... هذي الدقائق فاستبنها واقصدِ
هو أول المتكلمين وقوله .... قبس كنار القابس المستوقدِ
فاتْبع مقالته فإن شيوخنا .... أتباعه فيها أصبها ترشدِ
ماذا أردت بانتقاص مشايخ .... هم أصلتوا في العلم كل مهند
لولا سيوف كلامهم وعلومهم .... لم ينتقض تاج الغواة الجحَّدِ
نقضوا به شبه الفلاسفة الأولى .... دانوا بأفلاك وقول أنكدِ
فنريهم القمر المنير من الهدى .... ويروننا وجه السها والفرقد
فهناك أمسينا بأحسن ليلة .... وهناك قد باتوا بليل أنكدِ
وأدلة التوحيد ليس شعاعها .... يخفى على من لم يكن بالأرمدِ
ولهم مسالك في العبارة بعضها .... يشفى به قلب العليل المعمدِ
والبعض منها ليس بالمرضي في .... قول الهداة من النصاب الأحمدِ
ولنا من الماء السلاسل صفوه .... والآسن المنبوذ للمستوردِ
فاشرب من الماء الزلال ألذه .... ودع الكدورة في شواطي الموردِ
وشكوت من حسد البغاة ولم تجد .... ذا سؤدد ألا أصيب بحسدِ
لازلت ياسبط الكرام محسداً .... فالناقص المسكين غير محسدِ
انتهت بتمامها رضوان الله وسلامه على سابك درر نظامها، انتهى.(1/39)
هذا وقد طال الكلام؛ وهذه قطرة من مطرة، ومجة من لجة من فضائل ذلك السيد الهمام، وقد اعتمدت في هذه الترجمة عدة مراجع منها:
* لوامع الأنوار لمولانا الإمام/ مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.
* التحف الفاطمية لمولانا الإمام/ مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.
*صلة الإخوان للسيد العلامة يحيى بن المهدي.
* مقدمة السيد العلامة عبد الكريم بن عبدالله الملقب بأبي طالب لشرحه للمنظومة الموسومة بدرة الغواص.
* عيون المختار من فنون الأشعار والآثار لمولانا الإمام/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى.
هذا، والله نسأل التثبيت وحسن الختام بحق محمد سيد الأنام، وآله الغر الكرام .
أحمد بن درهم بن عبدالله حورية
مركز أهل البيت(ع) للدرسات الإسلامية
اليمن - صعدة،ت(511816) ص ب (91064)
ـــــــــــــــــ(1/40)