أو لو رأيت محبة مثلا له .... للمهتدي والمرتجي والمجتدي
يهديه أو يجديه أو يغنيه عن .... نور الرسول الساطع المتوقّدِ
هيهات ما ابتهج الوجودُ بمثله .... فدع اللجاج فمثله لم يُوجَدِ
ياصاحبيَّ على الضبابة والهوى .... من منكما في حب أحمد مسعدي
حسبي بأني قد شهرت بحبه .... شرفاً ببردته الجميلة أرتدي
لي باسمه وبحبه وبقربه .... ذمم عظام قد شددت بها يدي
ومحمد أوفى الخلائق ذمة .... فلتبْلُغن بي الأماني في غدِ
ياقلب لاتستبعدنّ لقاءه .... ثِقْ باللقاء وبالوفا وكأنْ قد
ياحبذا يوم القيامة شهرتي .... بين الخلائق في المقام الأحمدي
بمحبتي سنن الشفيع وإنني .... فيها عصيت معنِّفي ومفنِّدي
وتركت فيها جيرتي وعشيرتي .... ومحل أترابي وموضع مولدي
فلأشكون إليه شكوى موجع .... متظلم متجرم مُسْتنْجد
مما لقيت من المتاعب والأذى .... في حبه من ظالميَّ وحُسَّدي
وأقول أنجد صادقاً في حبه .... من ينجد المظلوم إن لم تُنْجدِ
إني أحب محمداً فوق الورى .... وبه كما فعل الأوائل أقتدي
فقد انقضت خير القرون ولم يكن .... فيهم بغير محمد من يهتدي
وأحب آل محمد نفسي الفدا .... لهمُ فما أحد كآل محمدِ
هم باب حطةَ والسفينة والهدى .... فيهم وهم للظالمين بمرصدِ
وهم النجوم لِخَيِّر متعبد .... وهم الرجوم لكل من لم يعْبُدِ
وهم الأمان لكل من تحت السما .... وجزاء أحمد ودهم فتوددِ
والقوم والقرآن فاعرف قدرهم .... ثقلان للثقلين نص محمدِ
وكفى لهم شرفاً ومجداً باذخاً .... شرع الصلاة لهم بكل تشهدِ
ولهم فضائل لست أحصي عدها .... من رام عد الشهب لم تتعددِ
إلى قوله:(1/31)
وأنا الذي أفنيت شرخ شبيبتي .... في بحث كل محقق ومجود
والافتخار مذمة مني فسل .... عني المشائخ فالمشائخ شهدي
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ .... فافهم فتلك كناية عن سُؤْددي
وإذا شككت بأن تلك فضيلة .... فاستقر ويْحَك وصف كل محسد
فلحسدي ما في الضمائر منهمُ .... يغلي ولي ماهم عليه حسدي
وهي طويلة اكتفيت بهذا القدر منها.
وهذا جواب أخيه السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير:
عجلت عواذلة ولم تتأيد .... وجنت عليه جناية المتعمدِ
ماشرعة العذل المعوج نهجه .... عن سنة العدل القويم الموردِ
شيئان ما أعيا الأنام سواهما .... لوم البري وتهمة المتوددِ
وأخو الهوى مسدودة أسماعه .... لايرعوي لمقال كل مسددِ
سددْ كلامك في إصابة رأيه .... أو لا تقع في مسمع متسددِ
ياعاذلي في حب آل محمد .... دعْ ماتقول فأنت غير محمدِ
لو كنت تعذل في محبة غيرهم .... لعلمت أنك بالنصيحة مرشدي
أأحبهم وأحب غير طريقهم .... هذا المحال من الضلال الأبعد
من مال عنهم لم يكن منهم وسلْ .... أهل المعارف والطريق الأرشدِ
أنا منهمُ في فعلهم ومقالهم .... ياشاهد الله المهيمن فاشهدِ(1/32)
حبي لهم فرض وحبي جدهم .... مجد وصلت فريضتي بتمجد
لا ريب في حب النبي لمسلم .... إذْ كان ذلك أصل دين محمد
فاخصص بحبك آله متقرباً .... بهمُ إليه وودهم فتزود
لم يسأل الرحمن إلا ودَّهم .... أجراً على إبلاغ ملة أحمد
ماذاك إلا أن حب محمد .... شرعٌ له في الناسك المتعبد
جمعَ الطوائفَ حبُّه وتفرقوا .... في حب عترته بغير ترددِ
فاجعل ودادك حيثما ماافترقوا تُصِبْ .... نهجاً معبدةً لخير مُعَبِّد
ومحبر وافى إلي نظامه .... كالدر في عنق الغزال الأغيدِ
رقَّت محاسنه برقة شوق مَنْ .... أهداه في طلب الحديث المسندِ
وافى وعين جماله وكماله .... تزهي ولمَّا يكتحل بالإثمدِ
ماكان أحوج ذا الجمال إلى الذي .... فيه من العين اتقاء الحسَّدِ
لما تنحى عن محجة أهله .... ومشى على الطرقات مشي الأصيد
أأخي وقرة ناظري ومشاركي .... في أصله ومحله والمولد
أخوان إلا أن هذا قد عتا .... كِبَراً وهذا في الشباب الأملد
ولد صغير في حداثة سنه .... وأخ كبير في العلا والسؤدد
أربى علي براعة وبلاغة .... وأكلَّ مذودُه المفَوِّه مذودي(1/33)
قد زادني علماً فتلك وسيلة .... للراغبين فإن تجدها فازدد
وأفادني من علمه وبيانه .... حسن الإفادة فاستفده وأَسْنِد
أبنيَّ إن ناديته لتلطف .... وأخيَّ إن ناجيته لتجلد
مالي أراك وأنت صفوة سادة .... طابت شمائلهم لطيب المحتدِ
تمتاز عنهم في مآخذ علمهم .... وهم الذين علومهم تروي الصدي
أخذوا مباني علمهم وأصولهم .... عن أهلهم عن سيد عن سيدِ
سند عن الهادي وعن آبائه .... لا عن حديث مسدد بن مسرهد
سند عن الآباء والأجداد في .... أحكامهم وفنونهم والمفرد
وكذاك في التجريد والتحرير والتـ .... ـعليق والمجموع ثم المرشد
لهمُ من التصنيف ألف مصنف .... مابين عِلْم سابق ومجددِ
قد قلتَ في الأبيات قولاً صادقاً .... ولقد صدقت وكنت غير مفنَّدِ
هم باب حطة والسفينة والهدى .... فيهم وهم للظالمين بمرصد
وهم الأمان لكل من تحت السما .... وجزاء أحمد ودّهم فتودد
والقوم والقرآن فاعرف قدرهم .... ثقلان للثقلين نص محمد
وكفى لهم شرفاً ومجداً باذخاً .... شرع الصلاة لهم بكل تشهد
هذا مقالك في القصيد وإنه .... محض الصواب وعصمة المسترشد(1/34)
فأتمَّ قولك بالمصير إليهمُ .... في كل قول يامحمد تهْتدي
فهم الأمان كما ذكرت ونهجهم .... نهج البلوغ إلى تمام المقصد
مالي أراك تقول فيهم هكذا .... وبغير مذهبهم تدين وتقْتدي
أوليس هم حجج الإله على الورى .... والفلْك في بحر الضلال المزبد
ماكان أحسن حسن فهمك ترتقي .... درجات علمهم إلى المتصعد
حتى إذا استوريت زند علومهم .... وأردت تزنّد مابدا لك فازند
بعد النهاية في العلوم ودرْسها .... وإحاطة المتوغل المتجرّدِ
ولأنت فرعٌ باسق من دَوْحة .... شرفت بحيدرة الوصي وأحمد
متردد بين النبوة والهدى .... من أهله ناهيك من متردد
فأَعدْ هداك الله نظرة وامق .... في علمهم تَلْقَ الرشاد لمرشد
وتوسم العلم الذي في كتبهم .... تجد الدراية والهداية عن يد
وذكرتَ سنة أحمد وحديثه .... يا حبذا سنن النبي محمد
أَوْرِدْ مسائلها وَرِدْ في مائها .... ياحبذاك لوارد ولمورد
لسنا نقول بأن سنة أحمد .... متروكة وحديثه لم يُوجد
بل سنة المختار معمولٌ بها .... وحديثه شنف النضار العسجد
ومقالهم في سنة وجماعة .... قول رديء ليس بالمستحمد
سبوا الوصي وأظهروها سنة .... لبني الدنا من مغورين ومنجد(1/35)