* النسخة الثانية: رمزنا لها بـ(ب)، نُسخت بخط المولى العلامة، والمدرة الفهّامة، عز الدين، وسلالة الآل المطهرين، شحاك المعتدي، وقبلة المقتدي، محمد بن إبراهيم المؤيدي، وهي من مكتبة ولده الوالد العلامة صارم الدين / إبراهيم بن محمد حفظه الله تعالى، وهي بخطه الجميل المعروف، إلا أنها مليئة بالأخطاء الإملائية، والسقط، ونقص بعض الكلمات، مما يدل على أنه رحمه الله تعالىلم يراجعْها بعد النسخ، وهي في مجلد على ربع القطع تقريباً، يضم عدة كتيبات معظمها في علم الكلام، وتقع هذه النسخة في اثنتين ومائة صفحة.
وقد كتب على ظهرها بعد كتابة عنوانها ونسب المؤلف رحمه الله تعالى خمسة أبيات كتب قبلها ما لفظه:
" لكاتبه محمد بن إبراهيم المؤيدي عفى الله عنه"، وهذه الأبيات:
إن شئت تعرف أهل الحق في الدين .... وترتقي رتباً نحو الميامين
وتقمع الضد عن زيغ يزخرفه .... مما يزين إخوان الشياطين
لمن يكون لهم في دينهم تبع .... وقلّدوهم لأهواء وتظنين
فاعكف على ما أتى الهادي فذاك هدىً .... وهو النهاية حقاً ليس بالمين
وقل كما قال رب العرش جاء وقل .... قد زهق الباطل المدعو بالمين
ثمّ أرّخها بعد التمام بقوله في الهامش: 14 شهر جماد الآخر، وكتب بيتين كأنهما من إنشائه آخرهما هذا:
تاريخه نون وشين قبله .... والغين فاحفظ حصرها ببيان(1/16)
فيكون تاريخ تمام نسخها 14 جمادى الأخرى سنة 1350هـ، بقصر غمدان أيام اعتقاله، رحمه الله تعالى، وجمعنا به وينبينا وآله عليهم الصلاة والسلام بداره دار السلام.
* النسخة الثالثة: جيدة الخط، مصوّرة؛ استعرتها من الأخ الفاضل السيد/ إبراهيم يحيى الدرسي، رمزنا لها بـ(ج)، قال في آخرها: تمّ الكتاب الجليل، بعون الملك الرؤوف الرحيم، وذلك بعد الظهر يوم السبت لعله ثامن شهر ربيع الأول أحد شهور 1344هـ،بقلم أفقر العباد وأحوجهم إلى الله تعالى عبدالله بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد العزي بن علي بن أحمد بن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد رضوان الله عليهم، وكان تمام ذلك بمحروس الدرب الأعلى بمجز، فنسأل الله تعالى أن يجعل الأعمال خالصة لوجهه الكريم، وصلى الله على محمد وآله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـــــــــــــــــ
أسأل الله عز وجل أن يجعله من الأعمال الخالصة المقبولة لديه، وأن يرزقنا الثبات على نهج محمد وآل محمد، والحمد لله أولاً وآخراً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطيبن الطاهرين.
إبراهيم بن مجدالدين بن محمد المؤيدي
مركز أهل البيت(ع) للدراسات الإسلامية
اليمن - صعدة، ت(511816) ، ص ب (91064)
ـــــــــــــــــ(1/17)
مقدمة للعلامة السيد أحمد درهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فرض على خلقه الجهاد بكل ما يمكن من آلات العباد .
الحمد لله الذي ساق إليّ هذه المنحة، وأتاح لي هذه الفرصة، وحباني بغاية المراد، ومكنني من المشاركة في القيام بفرض الجهاد؛ إذ قد يكون باللسان كما يكون بالسنان، وقد يكون بنشر العلوم المندرسة كما يكون بصد الليوث المفترسة، فأحمده على هذا الإحسان، وأشكره على هذا الامتنان، وأصلي وأسلم على حبيب المؤمنين، وخاتم النبيين، وسيد المرسلين، محمد الصادق الأمين، وعلى آله الغر الميامين.
أما بعد:(1/18)
فإني كغيري من أهل هذا المذهب المتين، - الذي كثُرت عليه النكبات، وتعاورته الفتن المتتاليات، من أعدائه وأدعيائه على حد سواء، منذ بروزه إلى الوجود حتى الآن - كنت كثير التأمل في تاريخه، شديد التألم من نكباته، إذْ لا يكاد زمان يخلو من عاصفة تعصف به، وكارثة تنزل به، من ظالم يحاول اجتثاثه بالقوة، بسفك دماء أعلامه، ومصادرة آرائه وأحكامه، وحظر علومه، ودعم خصومه، أو جاهل احتضنه السلطان؛ فصار بقربه منه عالم العصر والأوان، وصار كلامه لذلك حجة الحجج واضح المنهج، ولو كان عاطلاً عن الدليل، بل لو كان مصادماً للتنزيل، يهوي عليه بمعاوله الظالمة، ويلحي عليه بصوارمه الغاشمة، فيجر وراءه الثليل الأسود من الهمج الرعاع، حرصاً على نيل فتات موائده، وطلباً للمزيد من عوائده، إذْ دعاته التقريب بأهل الفساد، والإبعاد لأهل الفضل والرشاد.(1/19)
على أنه لم يكن هؤلاء بأعظم نكاية، ولا أكثر غواية ممن تقَمّص بقميص اعتناقه، ودعا سراً وجهراً إلى فراقه، تارة بالتنكيت على أئمته السابقين، وتارة بالهمز واللمز في الحاضرين، وتارة بوصم أدلته بالضعف، وأخرى بإرجاع نصوصه إلى الخلف؛ إما بالتأويل المتعسف، وإما بالنقل المحرف أو المصحّف، وحتى صار الناظر في كتب هذا المذهب – وأعني بها المنسوبة إليه والمحسوبة عليه سواء كانت صادقة الانتساب، أم وليدة الأفنية والأبواب – لا يعرف صرفه من مقتوله، ولا صدقه من معسوله، لمّا ساده هؤلاء المندسون، وزخرفه هؤلاء المبطلون، إلا أن يكون ذا قدم ثابت، وعلم راسخ، يفرق بين العصب والعظم، والسها والنجم، اعتمد على أرباب النقول، وفَتَّش عن ثقة الناقل وصحة المنقول، وهم بحمد الله في كل عصر ليسوا بالقليل، وشبا مقاولهم ليس بالكليل، ولكن الأغمار الذين تنطلي عليهم الترَّهات، وتستهويهم الخجع والخيالات- وما أكثرهم في كل جيل، وأوفرهم في كل قبيل- يكثرون أهل التثبت في معظم أرجاء البلاد، ويجادلون بما ليس لهم به علم إلا مجرد العناد، فينفق جدالهم في سوق الهمج الذين لا تهمهم الأدلة والحجج، فيلتبس الجاهل بالفاضل، ويختلط الحابل بالنابل .(1/20)