ومنها ماروي في الحديث المشهور أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه))(129) ولا يأمر صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ بقتل كافر أو فاسق، وقال الحسن البصري(130)
: فما قتلوه ولا أفلحوا ولا أنجحوا.
____________
([129]) - قال المولى العلامة الحسن بن الحسين الحوثي رحمه الله تعالى في التخريج:
((إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)) رواه الذهبي بثلاثة أسانيد، عن أبي سعيد، ورواه محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى أبي سعيد الخدري، وروى أيضاً بإسناده إلى ثوبان أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((معاوية يوم القيامة في صندوق من نار)) تمت من مناقبه.
وروى الذهبي في الميزان: ((إذا ارتقى معاوية منبري فاقتلوه))، وفي رواية: ((فابقروا بطنه))، وروى نصر بن مزاحم عن ابن مسعود بسنده إليه قال: قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاضربوا عنقه)) رواه شارح نهج البلاغة، وقال الإمام عليه السلام: رواه جماعة منهم: أبو سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله الأنصاري، وحذيفة بن اليمان بعد أن رواه بطريقه إلى الحاكم من سفينته يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
([130]) - قال الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج1/101:
هذا وكذا قول الحسن البصري فيه صلوات الله عليه [أي: أمير المؤمنين علي عليه السلام]ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع: ائتمانه على براءة، وما قال له في غزوة تبوك؛ فلو كان غير النبوة شيء يفوته لاستثناه، وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((الثقلان كتاب الله وعترتي))، وأنه لم يُؤمر عليه أمير قط، وقد أمرت الأمراء على غيره، رواه في شرح النهج مع رواية أخرى عن الحسن ذكر منها براءته عن الانحراف، وفيها: ما أقول فيه؟ كانت له السابقة، والفضل، والعلم، والحكمة، والفقه، والرأي، والصحبة، والنجدة، والبلاء، والزهد، والقضاء، والقرابة؛ إن علياً كان في أمره علياً، رحم الله علياً، وصلى عليه.
قال الراوي: فقلت: يا أبا سعيد، تقول: صلى عليه لغير النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال: رحّم على المؤمنين إذا ذُكروا، وصلّ على النبي وآله؛ وعلي، خير آله.
قلت: هو خير من حمزة وجعفر؟.
قال: نعم.
قلت: وخير من فاطمة وابنيها؟.
قال: نعم، والله إنه خير آل محمد كلهم، ومن يشك أنه خير منهم، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((وأبوهما خير منهما)).
إلى قوله: وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة: ((زوجتك خير أمتي))، فلو كان في أمته خير منه لاستثناه؛ ولقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أصحابه، فآخى بين علي ونفسه، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير الناس نفساً، وخيرهم أخاً.
إلى قوله: يا ابن أخي احقن دمي من هؤلاء الجبابرة.
رواه ابن أبي الحديد عن الشيخ أبي جعفر الإسكافي قال: ووجدته في كتاب الغارات لإبراهيم بن هلال الثقفي، انتهى.
وهذا شيء عرض، ولنا فيه غرض، انتهى من اللوامع.(1/166)


ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من ناصب علياً الخلافة بعدي فهو كافر))(131).
ومنها إحداثه للجبر، وكان يقول: أنا خازن من خزان الله، أعطي من أعطاه الله، وأحرم من حرم اللَّه.
ومنها ما روي عنه -لعنه الله -أنه كان يستشفي بالأصنام، ويتاجر فيها، ويأمر ببيعها إلى الهند، إلى غير ذلك من دلائل جمة تركتها لطولها.
____________
([131]) - قال رحمه الله تعالى في التخريج قوله: [أي الإمام الحجة المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام في الشافي]: عن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: ((من ناصب علياً في الخلافة بعدي فهو كافر..إلخ)).
قال: وروى أبو العباس الحسني بإسناده إلى الحارث بن الخزرج قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: (( مايتقدمك بعدي إلا كافر، ولايتأخر عنك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات يسمونك أمير المؤمنين ))(1/167)


[أدلة من قال بنفاق معاوية]
ومن أثبت نفاقه فلوجوه، منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: ((بحبك يعرف المؤمنون، وببغضك يعرف المنافقون))(132).
___________
([132]) - قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/1/330:
[في مجموع الإمام الأعظم زيد بن علي عليهم السلام] عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنت أخي، ووزيري وخير من أخلفه بعدي، بحبك يعرف المؤمنون، وببغضك يعرف المنافقون، من أحبك من أمتي فقد برئ من النفاق، ومن أبغضك لقي الله عز وجل منافقاً)).
وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/2/584:
وأخرج قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: ((محبك محبي، ومبغضك مبغضي)) ابن المغازلي عن علي(ع)، والطبراني عن سلمان ـ رضي الله عنه ـ.
وأخرج الحاكم في المستدرك عن سلمان: ((من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني)) انتهى.
وفي مسند أحمد بن حنبل 1/95 برقم 731 عن علي رضيالله تعالى عنه قال: (عهد النبي صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)، ومثله في: المجتبى من السنن 8/117 برقم 5022، سنن ابن ماجه 1/42 برقم 114، السنن الكبرى 5/137 برقم 8486، فضائل الصحابة 2/563 برقم 948.
وفي فضائل الصحابة 2/685 برقم 1169، عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم يقول لعلي: ((لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق))، ومثله في مسند أحمد 6/292 برقم 26550، المعجم الكبير 23/374 برقم 885.
وفي مسند الحميدي 1/31برقم 58 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((لقد عهد إلي النبي الأمي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق))ن ومثله في صحيح مسلم 1/86 برقم 78ن المجتبى من السنن 8/115 برقم 5018، مسند أحمد 1/128 برقم 1062، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 15/367 برقم 6924، السنن الكبرى 5/137 برقم 8478.
وفي المعجم الكبير 6/239 برقم 6097 عن سلمان أن النبي صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم قال لعلي رضي الله عنه: ((محبك محبي ومبغضك مبغضي)).
وفي المستدرك على الصحيحين 3/145 برقم 4657 عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: ((يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك))، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ومثله في: مسند أبي يعلى 3/178 برقم 1602، فضائل الصحابة 2/680 برقم 1162.
([136]) - قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه لوامع الأنوار ج/1/330:
وبه[أي مجموع الإمام زيد بن علي عليه السلام] عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنت أخي، ووزيري وخير من أخلفه بعدي، بحبك يعرف المؤمنون، وببغضك يعرف المنافقون، من أحبك من أمتي فقد برئ من النفاق، ومن أبغضك لقي الله عز وجل منافقاً)).
وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/1/365:
وفيه [الأحكام] قال يحيى بن الحسين صلوات الله عليه، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي من أحب ولدك فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أحب الله أدخله الجنة، ومن أبغضهم فقد أبغضك، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله كان حقيقاً على الله أن يدخله النار)).
وقال أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/2/511:
قال أيده الله في التخريج:وقال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: ((يا علي، حربك حربي، وحزبك حزبي، من أحبك أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضك أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله، أنت وزيري في حياتي، وخليفتي بعد وفاتي)).
رواه العالم الولي إسحاق بن أحمد بن عبد الباعث ـ رضي الله عنه ـ في كتاب الحياة.
وأخرجه أبو علي الصفار بسنده إلى أنس بلفظ: نظر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلى علي بن أبي طالب، فقال: ((أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، ومن أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله؛ وويل لمن أبغضك بعدي)) رواه في الأربعين.
وأخرج أحمد بن حنبل عن ابن عباس: ((أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني، وحبيبك حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي)).
..(1/168)


ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من فرح بموت عالم فهو منافق))، وهذا في العالم مطلقاً، فكيف بأعلم الأئمة الطاهرين؟!
ومشهور أنه لما سمع بموت الحسن عليه السلام خَرَّ ساجداً، ذكره في كتاب الدولتين وغيره، وأظهر الفرح بذلك، وقيل: إنه حين بلغه موت الحسن عليه السلام، أمر ابن عباس بالدخول عليه، وشحن مجلسه بأكابر دولته، وحشمه، وقراهِمَته، فلما دخل ابن عباس، رضي الله عنهما، نعى إليه الحسن عليه السلام في معرض الشماتة بموته، فخرج ابن عباس رضي الله عنهما، وهو يقول:
أصبح اليوم ابن هند شامتاً .... ظاهر النخوة أن مات الحسن
رحمة الله عليه إنه .... طال ما أشجى ابن هند وأرن
ولقد كان عليه عُمْرُه .... مثل رَضْوا وثبير وحصن
قال المنصور بالله عليه السلام: اسْترَّ معاوية -لعنه الله- بموت الحسن عليه السلام، سروراً ما اسْترَّ به إلاَّ المشركون، لأن المعلوم ضرورة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يغتم بموت الحسن غماً شديداً، فما حكم من سره ما يغم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟(1/169)


قال المنصور بالله عليه السلام: لو علم معاوية أن الأمر ينتظم له برفض أمور الإسلام جملة، والرجوع إلى عبادة الأصنام لفعل ذلك، وقد صرح المنصور بالله عليه السلام بكفر معاوية -لعنه الله-.
ورُوي عن علي عليه السلام وأكابر أفاضل الصحابة.
ومنها ما رواه المنصور بالله عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا علي من أحبك لقي الله مؤمناً، ومن أبغضك لقي الله منافقاً))(136)، والمعلوم ضرورة أن النفاق أقبح الكفر، وأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
لنا أيضاً على جواز لعنه ما رواه المنصور بالله عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن هند بنت عتبة ونسلها، ومعاوية كبير نسلها وسلطانهم وشيطانهم، وقد تقدمت أدلة من ذهب إلى فسقه.
لنا أيضاً على جواز لعنه، ما رواه الحسن بن علي عليهما السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أنه لعن معاوية في سبعة مواطن، ذكرها الحسن عليه السلام في مجلس معاوية -لعنه الله - يوم دعاه، فنال منه أصحابه، فأجاب عن كل واحد منهم، وكان أول من تكلم عليه معاوية، والقصة مشهورة.(1/170)

34 / 51
ع
En
A+
A-