[فضل فاطمة عليها السلام]
أما الوجه الأول: ففضائلها عليها السلام مشهورة، ومحامدها النبوية مأثورة، قال الإمام المنصور بالله الحسن بن محمد عليهما السلام في كتابه المعروف "بأنوار اليقين" ما لفظه: "روينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله [ومن آذى الله] يوشك أن ينتقم منه))(44)، ولم [يُروَ] هذا في بنت أحد سواها.
_______________
([44]) - قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/2/577:
وقال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: ((إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها)) أخرجه البخاري، ومسلم، وأخرجه أحمد بزيادة: ((وينصبني ما أنصبها))، والترمذي؛ وقال: صحيح، والطبراني، والحاكم في المستدرك، والضياء المقدسي في المختارة.
وبلفظ: ((إنما فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني)) أخرجه الحاكم عن أبي حنظلة.
قال في المحيط: وهو خبر معروف لا ينكره أحد.
وبلفظ: ((إنما فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني))؛ أخرجه ابن أبي شيبة عن محمد بن علي، وأخرجه البخاري.
والروايات في هذا أكثر من أن تحصر.
إلى قوله أيده الله تعالى:
وفي الفرائد: وقد ورد في الحديث المتفق عليه المؤالف والمخالف: ((فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها فقد أغضبني)) بجميع ألفاظه وسياقاته مثل: ((من آذاها فقد آذاني)) ((يريبني ما يريبها)) وغير ذلك، كما في كتب الحديث، انتهى من اللوامع.
وهو في: الآحاد والمثاني 5/361 برقم 2955، المعجم الكبير 22/404 برقم 1010، صحيح مسلم 4/1903 برقم 2449، الجامع الصحيح المختصر 3/1361 برقم 3510، أحمد بن حنبل 4/5 برقم 16168، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان 15/535 برقم 7060، السنن الكبرى 5/97 برقم 8370، المستدرك على الصحيحين 3/173 برقم 4750، فضائل الصحابة 2/755 برقم 1324.
..(1/126)
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت الحجب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم، هذه فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تريد أن تمر على الصراط))(46).
________________
([46]) - قال المولى العلامة الحسن بن الحسين الحوثي رحمه الله تعالى في التخريج:
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد حتى تمر)) أخرجه الحاكم عن علي عليه السلام، وعنه صلى الله عليه وآله وسلم نحوه وأخره ((حتى تجوز فاطمة الى الجنة)) أخرجه أبو بكر في الغيلانات عن أبي هريرة.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كان يوم القيامة حملت على البراق، وحملت فاطمة على ناقتي الخ))، أخرجه ابن عساكر عن علي عليه السلام.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم نحو حديث أبي هريرة: ((إذا كان يوم القيامة الى قوله حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم)) أخرجه أبو الحسين بن نشران في فوائده، والخطيب عن عائشة.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كان يوم القيامة قيل يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتمر وعليها ربيطتان خضراوان)) أخرجه الحاكم وأبونعيم، والطبراني عن علي عليه السلام، انتهى من التخريج.
وهو مروي في: المستدرك على الصحيحين 2/763 برقم 1344،المعجم الكبير 1/108 برقم 180، فضائل الصحابة 2/763 برقم 1344.(1/127)
وروينا عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لفاطمة عليها السلام: ((إن الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك))(47).
وروينا عنه صلى الله عليه وآله وسلم: ((فاطمة حصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار)) يعني من ولدته بنفسها.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إنما سميت ابنتي فاطمة لأن الله فطمها وفطم محبها من النار)).
_______________
([47]) - قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/2/577:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك)) أخرجه الإمام علي بن موسى الرضى بسند آبائه ـ عليهم السلام ـ.
وأخرجه الإمام المرشد بالله (ع) في أماليه الأنوار بسنده إلى الإمام الحسين بن زيد بن علي، وعلي بن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن آبائه ـ عليهم السلام ـ، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لفاطمة ـ عليها السلام ـ: ((إن الله ـ عز وجل ـ يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك)).
وأخرجه ابن المغازلي عن الإمام الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه ـ عليهم السلام ـ.
وأخرجه الفقيه حميد الشهيد بسنده إلى جعفر بن محمد، عن أبيه بسنده السابق: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، قال: ((يا فاطمة إن الله...الخبر)).
وأخرجه الكنجي عن الحسين بن علي.
وأخرجه أبو سعيد، وأبو المثنى، والديلمي، والطبراني، والحاكم في المستدرك، وأبو نعيم في الفضائل، وابن عساكر، وصححه المحدث أحمد بن سليمان الأوزري، والشيخ الحافظ محمد بن عبد العزيز العنسي.
وفي النهاية في مواد الكلم حديث: ((إن الله يغضب لغضب فاطمة، أو: لغضبك يا فاطمة)) أفاده الإمام محمد بن عبدالله الوزير (ع)، انتهى من اللوامع.
وهو في المعجم الكبير 22/401 برقم 1001، الآحاد والمثاني 5/363 برقم 2959، المستدرك على الصحيحين 3/167 برقم 4730.(1/128)
وروينا عن علي عليه السلام أنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا خرج كان آخر عهده بفاطمة عليها السلام وإذا رجع كان أول عهده بفاطمة عليها السلام)).
وروينا عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((كأني أنظر إلى ابنتي فاطمة، وقد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور، على يمينها سبعة آلاف ملك، وعلى يسارها سبعة آلاف ملك، وبين يديها كذلك وخلفها كذلك، تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة)).
وروينا عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها))".
ومن الجزء الرابع من صحيح مسلم يرفعه إلى المسور بن مخرَمة أنه حدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر، وهو يقول: ((إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب عليه السلام، ولا آذن لهم، ثم لا أذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلاّ أن يحب علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها)).(1/129)
قلت: وقد ذكر الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة عليه السلام ما نقم على كل واحد من الصحابة في كتابه الموسوم "بالشامل" في علم الكلام، وأجاب عن كل واحد ما نقم عليه، فكان مما نقم على علي عليه السلام هذا الحديث، وتكلّم فيه الإمام، وقال: إن صح هذا الحديث، فهذه هفوة من أبي الحسن عليه السلام.
ولما تكلم في الذي نقم على أبي بكر، من إغضابه لفاطمة - عليها السلام - (إن الله يغضب لغضبها)، قال الإمام ما معناه: "لا حرج على أبي بكر في إغضاب فاطمة عليها السلام، إنما طلب منها إقامة البينة، وقد جاءت بعلي عليه السلام وأم أيمن، فقال: امرأة مع امرأة، أو رجل مع رجل.(1/130)