[بيان خبر الغدير]
وأمَّا النكتة الثانية وهي في بيان خبر الغدير، فهو مما أجمع على صحته المؤالف والمخالف، وهو مذكور في الجمع بين الصحاح الستة، وفي صحاح السجستاني والترمذي، وفي مسند أحمد بن حنبل، وفي مناقب الفقيه بن المغازلي الشافعي، وإن اختلفت طرقه ورواياته، وزادوا في لفظه أو نقصوا، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه))، قالوا: بلى، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ((اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من ولاه، وعاد من عاداه))، وفي رواية: ((وانصر من نصره، واخذل من خذله))(170)، وهناك قال عمر بن الخطاب: "بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنه".
___________________
([170]) - الحديث: ((ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه))، قالوا: بلى، فأخذ بيد علي عليه السلام فقال: ((اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من ولاه، وعاد من عاداه))، وفي رواية: ((وانصر من نصره، واخذل من خذله))، وهناك قال عمر بن الخطاب: "بخ بخ لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنه".
قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في لوامع الأنوار ج/1/38:
وخبر الموالاة معلوم من ضرورة الدين، متواتر عند علماء المسلمين، فمنكره من الجاحدين.
* أما آل محمد صلوات الله عليهم فلا كلام في إجماعهم عليه، قال الإمام الحجة، المنصور بالله عبد الله بن حمزة، عليهما السلام في الشافي، هذا حديث الغدير ظهر ظهور الشمس، واشتهر اشتهار الصلوات الخمس.
ومن كلامه عليه السلام ورفع الحديث مفرعاً إلى مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم العشرة، ومتن الحديث فيها واحد، ومعناه واحد، وفيه زيادات نافعة، في أول الحديث وآخره، وسلك فيه اثنتي عشرة طريقاً - يعني بهذا صاحب المناقب- قال الإمام عليه السلام: بعضها يؤدي إلى غير ما أدى إليه صاحبه من أسماء الرجال المتصلين بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكر محمد بن جرير صاحب التاريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمس وسبعين طريقاً، وأفرد له كتاباً سماه كتاب الولاية، وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة خبر يوم الغدير، وأفرد له كتاباً، وطرقه مائة وخمس طرق، ولاشك في بلوغه حد التواتر، ولم نعلم خلافاً ممن يعتد به من الأمة إلى آخر كلامه عليه السلام.
وكلام أئمة آل محمد صلوات الله عليهم في هذا المقام الشريف وغيره معلوم، في جميع مؤلفاتهم في هذا الشأن، وقد رواه السيد الإمام الحسين بن الإمام عليهما السلام في الهداية عن ثمانية وثلاثين صحابياً بأسمائهم غير الجملة كلها من غير طرق أهل البيت عليهم السلام، وقال السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: إن خبر الغدير يروى بمائة وثلاث وخمسين طريقاً، انتهى.(1/71)


تابع الحاشية [170]
_______________
* وأما غيرهم فقد أجمع على تواتره حفاظ جميع الطوائف، وقامت به وبأمثاله حجة الله على كل مؤالف ومخالف، وقد قال الذهبي: بهرتني طرقه فقطعت بوقوعه، وعده السيوطي في الأحاديث المتواترة وقال الغزالي في كتابه سر العالمين: لكن أسفرت الحجة وجهها وأجمع الجماهير، على خطبة يوم الغدير؛ وذكر الحديث، واعترف ابن حجر في صواعقه أنه رواه ثلاثون صحابياً، وذكره ابن حجر العسقلاني في تخريجه أحاديث الكشاف عن سبعة وعشرين صحابياً، ثم قال: وآخرون كل منهم يذكر أسماء أفرادهم غير الجملة مثل اثني عشر ـ ثلاثة عشر ـ جمع من الصحابة ـ ثلاثين رجلاً.
وقال المقبلي فيه في أبحاثه: فإن كان هذا معلوماً وإلا فما في الدنيا معلوم، انتهى.
ولو استوفيت من صرح به من العلماء بتواتره لطال المقام؛ وعلى الجملة أن خبر الغدير ومقدماته وما ورد على نهجه مما يفيد الولاية في ذلك المقام وغيره لاتحيط به الأسفار، ولا تستوعبه المؤلفات الكبار، وقد ألفت علماء الإسلام في ذلك الباب مؤلفات جامعة ومن أعمها جمعاً، وأعظمها نفعاً، من المؤلفات الحافلة بروايات آل محمد عليهم السلام وشيعتهم رضي الله عنهم ومخالفيهم تولى الله مكافأتهم: كتبُ الإمام الحجة عبدالله بن حمزة كالشافي، والرسالة النافعة والناصحة، والأنوار للإمام الأوحد الحسن بن بدر الدين محمد بن أحمد، وينابيع النصيحة لأخيه الحافظ الأمير الناطق بالحق الحسين بن محمد، واعتصام الإمام الأجل المنصور بالله عز وجل القاسم بن محمد، وشرح الغاية لولده إمام التحقيق ونبراس التدقيق، الحسين بن الإمام، ودلائل السبل الأربعة لحفيده جمال آل محمد علي بن عبدالله بن القاسم، وتفريج الكروب لإسحاق بن يوسف بن المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم، وتخريج الشافي لعلامة العصر الأوحد [تحت الطبع] نجم آل محمد الحسن بن الحسين الحوثي رضي الله تعالى عنه، وغيرها من مؤلفات السابقين واللاحقين من الآل عليهم السلام وغيرهم، فهي واسعة العدد، طافحة المدد، وقد جمعت هذه المؤلفات بحمد الله فأوعت، وعمت فأغنت.(1/72)


تابع الحاشية [170]
_______________
فأقول وبالله التوفيق: قد تقدمت رواية إمام اليمن، الهادي إلى أقوم سنن، في الأحكام عليه السلام وفي تفسير آل محمد من جوابات نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليهم [تحت الطبع]: وسألت عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه))، ((ومن كنت وليه فعلي وليه)) إلخ كلامه، وذكر الرواية في أن قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}[المائدة:3] الآية نزلت في حجة الوداع، قال أي نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم عليهم الصلاة والتسليم: والحج آخر مانزلت فريضته.
وأخرج الإمام المؤيد بالله عليه السلام في أماليه بسنده إلى كامل أهل البيت عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم: ((أليس الله عز وجل يقول: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ}[الأحزاب:6])) قالوا بلى يارسول الله، فأخذ بيد علي عليه السلام فرفعها حتى رؤي بياض إبطيهما فقال: ((من كنت مولاه، فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره)) فأتاه الناس يهنئونه فقالوا: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب: أمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
وأخرج فيها أيضاً [الأمالي]من طريق الإمام الناصر للحق الحسن بن علي ووالده علي بن الحسن مسنداً إلى أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام قال: قيل لجعفر بن محمد ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله يوم غدير خم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) فاستوى جعفر بن محمد قاعداً؛ ثم قال: سئل عنها والله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: ((الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي، ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه))، وأخرج فيها أيضاً [الأمالي]حديث المناشدة بسنده إلى عامر بن واثلة وفيه: ((هل فيكم من أحد نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للناس ولكم يوم غدير خم فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) غيري قالوا اللهم لا..إلخ)).(1/73)


تابع الحاشية [170]
_______________
وأخرج صاحب جامع آل محمد صلوات الله عليهم [ تحت الطبع] فيه عن الإمام الحسن بن يحيى بن الحسين بن الإمام الأعظم زيد بن علي عليهم السلام مالفظه: ثم دل على أن الإمام أمير المؤمنين وسيدهم علي بن أبي طالب فقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة:67] فلما نزل جبريل بهذه الآية وأمر أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه، أخذ بيد علي صلى الله عليه فأقامه وأبان ولايته على كل مسلم، إلى قوله: ذلك في آخر عمره حين رجع من حجة الوداع متوجهاً إلى المدينة ونادى الصلاة جامعة ولم يقل الصلاة جامعة في شيء من الفرائض إلا يوم غدير خم؛ ثم قال: ((أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم)) يعيد ذلك ثلاثاً يؤكد عليهم الطاعة ويزيدهم في شرح البيان، قالوا بلى، قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)) فأوجب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الطاعة ما أوجب لنفسه، وجعل عدوه عدوه، ووليه وليه وجعله علماً لولاية الله يعرف به أولياء الله من أعدائه، فوجب لعلي على الناس ما وجب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الولاية والنصرة، فمن تولاه وأطاعه فهو ولي الله، ومن عاداه فهو عدو الله، إلى قوله: ثم أنزل الله في علي عليه السلام: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة:55] وذكر فيه رواية خبر الغدير والمنزلة وغيرهما عن الإمام أحمد بن عيسى عليهما السلام، وروى الإمام الحسن بن محمد عليهم السلام في الأنوار عن الإمام علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهم السلام ما لفظه: وأنزل الله عز وجل على هدايته وصحة ولاية أخيه من السماء وأمره أن يبلغ ذلك فقال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} أي بلغ الولاية بعد الرسالة: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} إلى قوله فقام صلى الله عليه وآله وسلم بغدير خم ونصبه مكان نفسه؛ إلى قوله: وقال لأصحابه: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم)) قالوا: اللهم نعم، ثم قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت نبيه فعلي أميره، ومن كنت أولى بنفسه من نفسه فهذا أولى بنفسه من نفسه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)).
وأمر أصحابه أن يبلغ الشاهد الغائب فأنزل الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة:3]، إلى قوله: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة والولاية لعلي بن أبي طالب))، ولم يؤكد موسى عليه السلام على قومه أكثر من هذا في خلافة هارون عليه السلام إنما كانت خلافته كلمة اخلفني في قومي.
إلى قوله: ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكد على قومه في خلافة علي عليه السلام ما وكد بغدير خم إلخ كلامه عليه السلام.(1/74)


تابع الحاشية [170]
_______________
وأخرج الإمام المرشد بالله عليه السلام بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} إلخ أنزلت في علي، أمر رسول الله أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) وروى عن جعفر عليه السلام؛ قال: لما نزل جبريل بالولاية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضاق بذلك ذرعاً فنزل: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ} إلخ، وروى بإسناده عن الإمام زيد بن علي عليهما السلام نحوه، وروي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}؛ قال نزلت حين أقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم علياً يوم غدير خم فقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) وروى بسنده إلى أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما دعا الناس بغدير خم، إلى قوله فلم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3]، إلخ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي والولاية لعلي)).
وروى مثل ذلك إمامُ الشيعة محمد بن سليمان الكوفي رضي الله عنه عن أبي سعيد الخدري بلفظ: ((ورضى الرب بولايتي وبالولاية لعلي من بعدي))، ثم قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)) رواه عنه في المناقب من طريقين، ورواه الحاكم الحسكاني عن أبي سعيد الخدري من طريقين، وروى الحاكم بإسناده عن ابن عباس عنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي: ((نزلت الآية في ذكري وذكرك)) من طريقين.
وروى الإمام المرشد بالله عليه السلام بسنده إلى أبي هريرة وساق الخبر قال: فأنزل الله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية وزاد ذكر فضيلة اليوم.
وروى فرات بن إبراهيم بن محمد الكوفي بإسناده إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كنت والله جالساً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نزل بغدير خم فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ((أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}))؛ ثم نادى علياً فأقامه عن يمينه، ثم قال: ((ياأيها الناس ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم)) قالوا: اللهم بلى، قال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)).
رواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، وروى نزول قوله عز وجل: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} في ذلك في الشواهد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام وعن ابن عباس رضي الله عنهما من ثلاث طرق؛ وعن جابر بن عبدالله، وعن عبدالله بن أبي أوفى، وعن أبي سعيد وعن أبي هريرة، وروى ذلك الحلي في كتاب العمدة عن ابن عباس، وعن أبي جعفر الباقر عليهم السلام.
ورواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ} الآية قال: قال أبو جعفر محمد بن علي عليهم السلام معناه: بلّغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام، ورواه محمد بن سليمان الكوفي بسنده إلى أبي جعفر عليه السلام.(1/75)

15 / 51
ع
En
A+
A-