[(74) (75) الحسن والهادي بن أحمد بن محمد الجلال]
( 1014 - 1084 هـ / 1605 - 1673 م)
و ( ... - 1079 هـ / ... - 1668 م)
من مثل السيد الإمام المحقق بقية أهل التحقيق، ورحلة أهل التدقيق: الحسن بن أحمد الجلال رضوان الله عليه وهو من أكابر أئمة الاجتهاد وأفاضلهم الذين خصوا من الأنظار بما لم يسبق إليه، ولنا به اتصال مشهور ومراسلات ومساءلات ومجاوبات، وكذا صنوه السيد العلامة الرحلة: الهادي بن أحمد.(1/277)
[عودة إلى ذكر الإمام المهدي أحمد بن الحسن]
رجع إلى ذكر الإمام: المهدي، وكان عليه السلام ذكر لنا في بعض كتبه إلينا أنه يريد أن يتلقى مؤلفنا هذا بمثل ما تلقى الإمام: شرف الدين [عليه السلام] تفسير العلامة: ابن بهران رحمه الله فإنه تلقاه عليه السلام بالجنود والبنود والطبول خانات، وطاف به في مساجد الزيدية كما هو مشهور، ولما انتهى إلى الإمام رضوان الله عليه وقوع فساد في الجهة الخيرانية من جهات الشرف الأسفل من جماعةٍ من الدعار، وكان وصل إلينا جماعة من أهل الجهة يشكون كثرة فسادهم فوضعت بأيديهم خطاً لفظه لما رفع إلينا[64أ] وكثرت المشاكي علينا من هذه الأمور الواقعة في جهات (المحرق) من استيلاء قُطَّاعِ الطريق على أموال المسلمين في سُبُلِهَا، وانتهاب من مضى فيها من أهل الأسباب وغيرهم حتى آل الأمر على ما رفع إلينا إلى تحزب المفسدين تحزباً صارت لهم به شوكة، يقعون لأجلها على من سلك الطريق ولو كان السالكون عصبة، كما وقع مع فلان وبني فلان من انتهاب أموالهم، والجنايات الحاصلة بسبب إقدام المفسدين إليهم بالضرب؛ ومثل هذه الأمور الحاصلة في زمان إمام الحق –أيده الله- مما يجب النكير عليها، وعدم سكوت أولياء الأمر على ذلك، والترخيص فيه، فإن أولي الأمر كالقلب من الإنسان بصلاحه يصلح البدن، وباختلاله يختل البدن، وإنما يكون الاختلال مع عدم التيقظ والتنبه والنظر في جسم مادة الفساد بمن يحفظ السبل من الجنود المعروفة بعلو الجهة وسموها في استئصال شأفة المفسدين، والإغارة على الملحدين، وبعث الرقباء والعيون إلى المواضع التي هي مظنة لاجتماعهم، والحرص على سد المذاهب عنهم، والأخذ على العمال والنواب والمتصرفين في شحذ الهمة، وتجديد العزيمة في أخذ المفسد أين كان، وفي أي محل بلغ، والتنكيل به، وبمن يعلم رضاه بفعله من الذين يأوونهم ويعينونهم على أفعالهم، ورفع إلينا أن زعيم المفسدين وكبيرهم الذي يأوون إليه هو فلان وفلان(1/278)
لجماعة سموا هؤلاء زعماء المفسدين، وكبرائهم الذين ينتهبون الأموال، وينتهكون حرمة الدين، ولم يبالوا بوجود إمام الحق أمير المؤمنين: المهدي لدين الله أيده الله بل كأنهم لم يعلموا علو همته وعزمه النبوي الحيدري العلوي في قطع مادة الفساد، والنظر في صلاح البلاد والعباد، ?فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ?[النور:63] وليأخذ النواب والعمال بالجد في أخذِ[64ب] المفسد، ودفع ضره، وعلى من قلد أمر الرعية في هذه الجهات الإسراع إلى ما ذكرناه، والمبادرة إلى العمل بما حررناه، فإن دفع المفاسد أهم من جلب المصالح شرعاً؛ لما يترتب عليه من المهمات الدينية، ولما انتهى خطنا إليه عليه السلام وجه إلى هذه الجهات الحاصل فيها ما سبق ذكره.(1/279)
[(76) محمد بن الهادي بن أبي الفتح الديلمي]
السيد العظيم الجليل الرئيس الخطير: محمد بن الهادي بن أبي الفتح الديلمي أبقاه الله وهو من أكابر سادات العترة عزماً وحزماً وجزماً، مع كرم شمائل ومعرفة بالأمور، وبسالة وشجاعة، وبلاغة وبراعة، فوصل إليها في جماعةٍ من العسكر، وكتب الإمام عليه السلام بيده خطاً شريفا يتضمن أمره بإنفاذ ما صح لنا، والاعتماد في إقدامه وإحجامه علينا، فأنفذ أمر الإمام رضوان الله عليه دائراً مع الشريعة، متوقفاً عليها، لا يفعل أمراً إلا بعد مفاوضةٍ لنا فيه، وبحثنا عنه البحث الواجب شرعاً، وكان في وروده إلى هذه الجهات رفع مفاسد جمةٍ، وتتبع المفسدين حيث كانوا، وأوقع بهم وأرسلهم في الأغلال إلى الحضرة المهدية، وصلحت البلاد والعباد بذلك، وأمره الإمام عليه السلام بالنهي عن مفاسدٍ كثيرة منها: هذه الشجرة التي تَتَابع كثيرون في شربها، وأولعوا بها، فكانت أم كبائرهم لما يقترن بها من المفاسد التي لا تنحصر.(1/280)
[بين المؤلف ويحيى وإسماعيل ابني إبراهيم جحاف]
وذلك بعد أن انتهى إليه فيها منا بحث شريف دار بيننا وبين السيد الإمام الزاهد العابد، الصوام القوام يحيى بن إبراهيم بن الهادي القاسمي الحبوري -طول الله عمره- وهو وأخوه السيد الإمام العلامة المحقق: إسماعيل بن إبراهيم -أبقاه الله- من أعيان علماء العترة وأكابرهم، ولنا بهما مزيد اختصاص، واجتماع، ومراجعات، ومراسلات نظمتها مجموعاتنا في ذلك.
ولما وصل السيد المقدم ذكره إلى الجهة[65أ] الحجورية، وأوقع بالمفسدين كتب إلينا هذه الأبيات البليغة، يصف ما تم له من ذلك في يوم الأربعاء رابعٍ وعشرين من شهر شعبان سنة إحدى وتسعين:(1/281)